الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لأنه وطن يسكنني ..
التاريخ
30-4-2008التاريخ الهجرى
14290424المؤلف
الخلاصة
قد تكون ظروف الإنسان في بعض الأحوال أقوى من رغباته تفرض عليه أن يعلن غياباً وفراقاً عن بطاح أحبها، وعشق ترابها، وأرست في تكوينه كل جميل وأصيل وكريم، فتأخذه رحلة الغياب جسداً بعيداً عن موئل روحه، لكنها لا تستطيع أبداً أن تنزع من صفوة روحه وطناً يعيش في قلبه. وهكذا دأب النوارس، لو غادرت أعشاشها تبحث عبر فضاءات بعيدة عن قوتها ورفيقها، ومهما بعدت بها المسافات لا بد أن تعود دائماً إلى شواطئها وأعشاشها، فأخلاق النوارس أنها لاتغادر موطنها، وأنا نورسة فرضت عليّ ظروف الحياة أن أبتعد بشخصي المادي عن المكان الذي رعى شبابي وسنين عمري وغذى معرفتي، ووضعني في مراتب المسؤولية الأدبية التي فرضت عليّ أن أشير بقلمي إلى نبضات الإبداع، ومفردات البناء الحضاري، وثورة التحديث والتطوير التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حيث كان لي شرف التواجد بقلمي ووجداني في عدد من محافل الصحافة السعودية. إذن هو الوطن الذي أعتزّ بالانتماء إليه يسكن في صدري، لم يغادرني لحظة واحدة، بل كان في كل يوم وفي كل ثانية يقرع في قلبي أجراس الحنين إليه، وألمس ذلك الطوق الكريم الذي ألبستني إياه المملكة العربية السعودية تربية ومعرفة وعلماً ووفاءً وأمناً وأماناً. كيف لا وفي ربوع المملكة الأبيّة أحسست بالأمان، ومن مائها الفيّاض شربت روحي معاني الوفاء الصفاء، ومن فضائها الرحيب تنفست معاني العمل الجاد لكل مافيه خير البشرية، وأرست في تكويني مفاخرها العابرة تاريخاً أزهر حضارة على العالم، وعلّم البشرية مسالك الفروسية بكل معانيها. على ترابها الطاهر درجت موهبتي، فحملت قلمي أسطّر به ما تدفق من قلبي عرفاناً بكل جميل، وكل نبضة انتصار صنعت مجد المملكة بهمم الرجال الذين ورثوا من مؤسسها صقر الجزيرة جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مفاخر الانتماء ومزايا العطاء، ومن بعده من أتى من صلبه الكريم، ملوكاً توارثوا المجد كابراً من كابر، وأمراء تنكبوا مسؤولية الولاء والبناء، فكانوا الأوفياء لدينهم وعقيدتهم وشعبهم وأمتهم، فملؤوا الدنيا وشغلوا الناس، وأياديهم البيضاء تفرش ورودها العطرة على مآسي العالم، وتمسح عن وجنات المتعبين عجزهم ومرضهم وفقرهم وعوزهم. ورغم أنني لم أغادر دائرة الخليج إلا أن الجغرافيا لم تملكني ولم تشتت ولائي للمملكة العربية السعودية، فكنت أتابع كل حدث، وأساير كل قفزة على طرقات الحداثة، وأفخر مع كل....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
450695النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
2998الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالمؤلف
ناهد بنت أنور التادفيتاريخ النشر
20080430الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية