الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمير سلمان والعطاء المتواصل
التاريخ
2006-11-08التاريخ الهجرى
14271017المؤلف
الخلاصة
الأمير سلمان والعطاء المتواصل د. عبدالله بن إبراهيم العسكر الأمير سلمان بن عبدالعزيز أعطى من عمره زهرة شبابه، ومن فكره عصارته، ومن طموحه مهارته، لتصبح الرياض عروس المدائن، وزينة المدن حتى اصبحت محط الأنظار وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل ما يقوم وينفذ من أفكار متطورة مثلت نقلة حضارية بارزة. وُلد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في مدينة الرياض في يوم 5/10/1354ه الموافق 31/12/1935م. وتلقى تعليمه الأولي على يد كبار العلماء. ثم انخرط في مدارس الرياض ودرس على يد كبار المعلمين في ذلك الوقت. إلى جانب ذلك فقد ثقف الأمير نفسه بقراءات حرة في علوم متعددة، أكسبته مهارة علمية وإدارية واسعة. والجانب الثاني في تحصيله الثقافي يتلخص في حبه للمعرفة، واختلاطه بأهلها، وعمله المتعدد الجوانب والدؤوب، وشغفه بتجارب الآخرين. وسعيه للسماع منهم مباشرة، أو من خلال قراءته في كتب التراجم، وسير النبلاء، وأهل الفكر وأصحاب المنجزات. كل ذلك أكسبه ثقافة وحنكة ودراية واسعة. على أن الجانب الواضح في سيرته الثقافية حبه للتاريخ. ومرة نعته بصديق المؤرخين. وهو ملم بتاريخ الجزيرة العربية الحديث، وعلى وجه الخصوص تاريخ الدولة السعودية بأدوراها الثلاثة. وهو مهتم بعلم النسب. وهذا أكسبه مرجعية يعتمد عليها في تاريخ الأسرة المالكة. بجانب أنه يتمتع بحافظة قوية، وهو لا ينسى من يقابله المرة أو المرتين، وذاكرته سمعية وبصرية. بمعنى أنه يتذكر صور الأشخاص ويتذكر أصواتهم، ويتذكر القصص والروايات والتحليلات. أما قصته مع إمارة الرياض فهذه لوحدها ملحمة تستحق التسجيل. عُيَّن أولاً نائباً لأمير الرياض في 1373/7/12ه وبعد أقل من سنة في حدود 1374/8/5ه أصبح أميراً على الرياض حتى تاريخ اليوم. عدا سنتين هما 1380- 1381ه كان أمير الرياض فيهما الأمير فواز بن عبدالعزيز. وبحسبة بسيطة فقد سلخ الأمير من عمره أربعاً وأربعين سنة في سدة الإمارة. وهذا العمر العملي الطويل يُعدُّ جهداً وسابقة لم يشهد لها تاريخ أسرة آل سعود مثيلاً منذ إمارتهم الأولى في الدرعية. خلال عمله الطويل في إمارة الرياض شكل الأمير سلمان مفهوماً إدارياً صعب المعادلة والمرتقى. فالرياض لم تكن مدينة كالمدن، فهي مقر الحكم، وعاصمة المملكة، ومقر الملك ورجال الحكومة. ثم هي مدينة مثل مدن المملكة المهمة الأخرى. والمعادلة التي ألمحت إليها تكمن في أن الأمير سلمان قام بعمل متداخل يجمع بين عدة مهمات: إدارة شؤون الرياض في عمومها وإدارة حكومة الرياض بمجالسها المتعددة، وإدارة الجانب الأمني في الرياض متداخلاً مع قطاعات حكومية وبيروقراطية متعددة، بدءاً من مقام وزارة الداخلية وانتهاءً بأصغر إدارة أمنية، وإدارة الجانب الدبلوماسي في الرياض كون الأخير تحتضن أكبر وأوسع حي دبلوماسي في العالم. وإدارة العلاقات الحكومية المتشعبة التي تتداخل كون المجالس والدواوين العليا ودواوين السلطات الثلاث مجتمعة الرياض. ثم أمر آخر لا يوجد في المدن العالمية سمة مثلها. وهو: التميز القبلي والحضري، وأدبيات التعامل مع تلك السمة. وهو يتعامل بثقافة حضرية وبدوية لا مثيل لها. ثم نأتي للجانب البلدي والثقافي والاجتماعي. ويمكن للمرء أن يتصور مدى كبر وسعة اللمسات التي طبعها الأمير سلمان في هذه الحقول، ومدى تميز إدارتها. أما جانب المال والأعمال فقد توسع الأمير سلمان وجعل منهما منظومة متناسقة، متسقة لخدمة الرياض. أزعم أن الأمر يطول لو بذلت نفسي في تعداد الأعمال الإدارية للأمير سلمان. ولكن يكفيني أن أدون هنا مقولة سمعتها من رجال في ميادين مختلفة. وكل منهم يقول: إن سلمان صديق. فهو صديق الصحافة، وهو صديق رجال المال والأعمال، وهو صديق المهندسين وأهل الصناعات، وهو صديق البؤساء والفقراء، وهو صديق أصحاب الاحتياجات الخاصة، وهو صديق أهل العلم والفكر. والمسألة تطول، لكن ما رأيك لو قلت إنه صديق الرياض بكل ناسها وأجناسها. لقد كان الأمير سلمان يدرك ما تعنيه مدينة الرياض كونها مدينة المال والأعمال والسياسة والعلم. فمنذ أن أصبحت الرياض مقر الوزارات والبعثات الدبلوماسية بدءاً من عهد الملك سعود، والأمير سلمان يفكر ويعمل أن تصبح الرياض رياض الكل. وأعطيك مثالاً واحداً يبين ما أقصد. فعند صدور الأمر بنقل السفارات إلى الرياض، أنظر رعاك الله، مدى التفاعل الحيوي والحضاري لخلق بيئة دبلوماسية غير مسبوقة تتناغم مع الميراث المحلي، وتلبي حاجة السلك السياسي في حي لا أعرف له مثيلاً في المعمورة. وبمرور سنوات على إمارة الأمير سلمان لمحبوبته الرياض، أستشعر مدى المسؤولية وعظمها. لهذا فإنني أفكر كيف نشكر الأمير سلمان. وأنا أعرف أنه لا يحب الاحتفاء المهرجاني. وهو يحب أن يرى مشروعاً يقام في مدينة الرياض. أنا لا استطيع أن أفكر بعدة عقليات في آن واحد. بعقلية رجل الأعمال والصنايع، وعقلية أهل العل
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
450795النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14016الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
عبدالله بن ابراهيم العسكرتاريخ النشر
20061108الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية