الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قراءة في زيارة المليك الاخيرة لتركيا : تقوية اللحمة الدينية وجمع كلمة الأمة الإسلامية
التاريخ
2006-08-27التاريخ الهجرى
14270803المؤلف
الخلاصة
في بداية القرن الرابع عشر حينما تكونت منشآت الدولة العثمانية التركية حاليا كانت الانطلاقة تتمثل في امارتها الصغيرة المتواضعة داخل حدود العالم الاسلامي واعتمدت سياستها الجهادية ضد الكفار ثم بسبب المهمة تنوعت اهدافها فتم التوسع التدريجي وفي عام 1517م ضمت اليها بعض المناطق الاوروبية والعربية حتى اضحت اقوى دولة في عالم الاسلامي ثم تغيرت الاحوال وجرت عليها تقلبات الدهور والزمان بقدرة الملك الواحد القهار، ومع تغير الظروف والاحوال والمراحل المتعددة بدأت تركيا عصرا جديدا وانفتاحا واسعا وشراكة عظمى لها مدلولاتها السياسية والثقافية، والاجتماعية، والدينية، وبفضل ما تتمتع به من حنكة وسياسة حكيمة انفتحت على العالم العربي والاسلامي وكما ان قرننا الحالي سخر الله له ساسة وقادة وعظماء يدعون الى التقريب ونشر السلم والسلام والتعاون على البر والتقوى والالفة والمودة بين اللحمة الكبرى والاعضاء الاخرى وفي مقدمة هؤلاء ملك الانسانية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استهل عهده الميمون بالنقلة السياسية والثقافية الى رحاب أوسع في كافة المجالات الداخلية من مزيد من الامن والاستقرار والانفتاح الحضاري المتزن المحافظ على الثوابت الشرعية والاصول الدينية الى خطوات فاعلة وبناءة في العلاقات الخارجية مع الدول العربية والاسلامية الشقيقة والصديقة من زيارات للصين وماليزيا والهند وغيرها الى ان حطت الرحال الملكية في زيارته للجمهورية التركية، فتركيا بلد مسلم وشقيق وتعتبر من اقوى واكبر دول منطقة الشرق الاوسط لما لها من تمايز من حيث الموقع الجغرافي والخلفية الاسلامية السياسية مع الدول المحيطة بها وايضا لما تتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي، لقد تميزت العلاقات السعودية التركية بارادة سياسية قوية وتبادل منافعي بين الدولتين في المجالات السياسية والعسكرية والامنية وان امتداد الجسور المتينة في النواحي الثقافية والاتفاقيات بين المملكة والجمهورية التركية لهو سعي حثيث لمواصلة تقوية التواصل وربط الجوي البري الشرقي العربي بالبر الغربي الشرقي الاوروبي من الشراكة والتعاون والتطوير المعرفي للعلوم خصوصا ان تركيا انجبت علماء وفقهاء ومثقفين انتفع العالم العربي والغربي والاسلامي بعلومهم وانتاجاتهم فعلى سبيل المثال العلامة الكبير طاشكبري زادة (1495 - 1561م) صاحب الموسوعة الشهيرة موضوعات العلوم، وموسوعته الاخرى «الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية» الذي ضم ترجمة للشيوخ والعلماء العثمانيين الذين بعضهم زار بلاد الحرمين الشريفين وتشرف بتدريس الحجاج والمعتمرين احكام المناسك واداب الزيارة من الاتراك. كذلك العالم والمفكر الاسلامي شيخ الاسلام في الدولة العثمانية الشيخ مصطفى صبري (1286 -1869 = 1373هـ 1954) رحمه الله، الذي لم يكن عالم دين فقط بل كان عالم سياسة حيث قضى ثلث قرن من عمره في هموم السياسة وتبصير الناس بدينهم وهو الذي سعى ان يجعل الشريعة الاسلامية اساسا لادارة الدولة التركية وجعل السياسة آلة للدين وغيره من العلماء رحمهم الله، ويمكننا ان نقف على اهم محطات الزيارة الملكية لمليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على النحو الآتي: الاهتمام الكبير بشؤون الأمة الاسلامية دولا وشعوبا وانظمة انطلاقا من حرصه على جمع كلمة اخوانه المسلمين وتقوية اواصر اللحمة الدينية والاخوة بينهم. ومد الجسور المشتركة الاسلام والثقافة والوسطية والاعتدال. الزيارة الملكية انبثق منها فتح افاق من الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لما يعود على البلدين بالخير وتبادل المنافع. في ظل تراكم المشاكل والنزاعات والخلافات في العالم الاسلامي وجاءت الزيارة بمثابة العمل المشترك في تفهم وجهات النظر كون المملكة رائدة وزعيمة للعالم الاسلامي ولديها منهجية سياسية معتدلة تواكب روح العصر وتتفق مع الاجندات المحاربة للارهاب والعنف والتطرف وتحارب المصطلحات السياسية التي تفرق ولا تجمع من هنا جاءت الزيارة الموفقة ونجحت بكل مقاييس النجاح.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
458016النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
14610المؤلف
حسن بن محمد سفرتاريخ النشر
20060827الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
تركيا
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية