الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
البروفيسور الربيعة .. معين لا ينضب
الخلاصة
البروفيسور الربيعة .. معين لا ينضب سامي عبدالعزيز العثمانالخميس, 26 مارس 2009 سامي عبدالعزيز العثمانفي لقطة تلفزيونية مباغتة شاهدت معالي الدكتور عبدالله الربيعة ، وهو يذرف الدمع وترتسم على ملامحه وبشكل واضح مشاركته الوجدانية لأحد الاطفال المرضى وهو يرقد على السرير الأبيض ولقد دعتني هذه المشاهدة وبكل أمانة تاريخية أن أمسك قلمي وأشرع في الكتابة وبشكل تلقائي واضعا نصب عيني ما شهدته من أحسايس جياشة وفياضة جاد بها علينا الدكتور الربيعة في مشهد إنساني يلامس الأحاسيس ويخاطب الفطرة والتي لا تضع أي قيود أو حواجز بين الآخرين خاصة في معاناتهم ومآسيهم ومرضهم ؟ ولعل تلك الأحاسيس التي أطلقها الدكتور الربيعة كانت تلقائية وشديدة العفوية والتي تشمل في داخل وجدان وعقل الدكتور الأطفال جميعهم دون التميز بين جنس أو لون أو طائفة ، تقول عنه الروائية والأديبة الرومانية دومنيكا ليزل والتي اختارته ليكون بطلا لإحدى رواياتها والتي تحمل اسم الحب واليأس تقول إن نجاح عمليات فصل التوائم التي أجراها البروفيسور الربيعة حفز لديها ملكة الكتابة ليقودها ذلك لكتابة العمل الروائي وذلك بمزج الواقع بالخيال لتسجل فيها وبكل دقة متناهية هذا العمل الإنساني وأضافت الروائية أنها أهدت مقدمة الرواية لخادم الحرمين الشريفين لإنسانيته الكبيرة والتي أعطت لهؤلاء الأطفال بعد الله فرصة جديدة في الحياة . ويتكون المشهد الروائي من عدة فصول تبدأها الروائية الرومانية وبطريقة سلسة وبأسلوب السهل الممتنع وتوظيف رشيق ومتناغم في نقل الأحداث حيث تحكي الرواية قصة توأمتين متلاصقتين ويخبر أهل الطفلتين بالتضحية باحداهما لتعيش الأخرى ويجدون صعوبة بالغة في اتخاذ القرار لمن تعيش منهما ، ثم ننتقل للمشهد الروائي الآخر والذي يصور التلازم والتلاصق الروحي والنفسي بين التوأمتين فضلا عن التلاصق الجسدي الذي يجمعهما ، فحتى تعيش التوأمتان لا بد من زراعة القلب وهو لا يشترى بأموال وأثناء حزن وقلق والديهما تفتح السماء أبوابها وبعد أن جاءتهم موافقة خادم الحرمين الشريفين لإجراء عملية الفصل في المملكة ، وتتوالى الأحداث فبعد نجاح العملية مصورة الحياة الطبيعية والاجتماعية للتوأمتين وما يمران به من تطورات جسدية بعد نجاح العملية وكيف أن ذلك أدى لحياة جديدة ومستقرة للتوأمتين وانعكس على مستقبلهما . واذا تجاوزنا أيها السادة الجانب الروائي وسرد ما حققه هذا العالم السعودي الدكتور عبدالله الربيعة فإننا لا بد وأن نذكر ماذا قال عنه أقرانه من العلماء في الغرب حيث يقول عنه رئيس الأكاديمية الوطنية الفرنسية البرفيسور شارل بروا لقد عرفنا من خلالكم أيها الزميل العزيز أن المملكة العربية السعودية هي بلد الألف أعجوبة وأعجوبة جراحية . ويبقى أن اقول أيها السادة إن عالمنا البرفيسور الربيعة والذي أشاد العالم بتجاربه الجراحية الناجحة والتي تعدت مسألة فصل التوائم إلى عضويته في العديد من الجمعيات العالمية الطبية في كندا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا أما البحوث والمؤلفات فقد قدم الدكتور الربيعة أكثر من ستين ورقة عمل مختصرة في ندوات وورش عمل وحلقات نقاش طبية كما ألف أكثر من أربعين ورقة عمل محكمة وكتاب . إلا أنني أكثر ما أخشاه وبعد إسناد وزارة الصحة لإدارة معاليه أن يبعده ذلك عن عالم الجراحة المتخصصة والتي أبدع وتألق في الدفع بها باتجاه العالمية ، ويرد الدكتور الربيعة على هذا التساؤل وفي إجابته لاحد المنتديات بقوله إنه بالتأكيد أن العمل الإداري يحد من الوقت المتاح للبحث العلمي الطبي ولكن في نفس الوقت فإن وجود أطباء لديهم المكانة العلمية والقدرة الإدارية يسهم ذلك في رسم استراتيجية صحية وتطوير للقطاعات الصحية بشكل كبير وكما هو الحال في المراكز العالمية المتقدمة والتي تستفيد من القدرات الطبية في الإدارة وأضاف معاليه في تصوري أن الإدارات الطبية للقطاعات الصحية تعتبر ظاهرة جيدة إذا ما عملت جنبا الى جنب مع إدارة المستشفيات دون إثقال الطبيب بالأوراق الروتينية وحددت الصلاحيات للاستفادة من الخبرتين الإداريتين . لا فض فوك لأننا ننتظر بالفعل من معاليك تحقيق الطموحات والآمال والإنجازات التي اعتدت على تحقيقها طوال سنوات عملك ان كان طبيا أو إداريا أو بحثيا فضلا أن المسؤولية الحالية والملقاة على عاتقك جسيمة والتحديات المقبلة تحتاج من الجميع في وزارة الصحة الوقوف صفا واحدا انطلاقا من إيمان الدكتور الربيعة بأن العمل الجماعي هو وحده الذي يمكن أن يحقق النجاح.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
461764النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16773الهيئات
وزارة الصحة - السعوديةتاريخ النشر
20090326الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية