الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حقوق الإنسان بين الواقع والمأمول
التاريخ
2006-12-10التاريخ الهجرى
14271119المؤلف
الخلاصة
حقوق الإنسان بين الواقع والمأمول - تركي بن خالد السديري - 20/11/1427هـ الكلام عن حقوق الإنسان من خلال المشترك الإنساني لا يحتاج منا كمسلمين إلى كثير جهد أو عناء ذلك لأن الحديث عن الإنسان هو الحديث عن فطرته التي فطره الله عليها. هذه الفطرة تمثل اأوى مشترك إنساني بين جميع البشر وهم يعيشون في سكن واحد (الأرض). إن تعميق الإحساس بالمشاركة في هذا السكن رغم عدم اتساعه -في هذا العصر- بفضل العولمة وما صاحبها من وسائل اتصال متقدمة سيكون له الأثر الإيجابي الفاعل في التعاون وتلافي سلبيات كثيرة يعاني منها إنسان تحرمه من أقل حقوقه الإنسانية وتجعله يعيش واقعاً مؤلماً تظهر معالمه وأعراضه على سطح هذه الكره الأرضية وتنقلها مباشرة وسائل الإعلام المتعددة. إن صورة العالم اليوم لا تبشر بخير ما لم يعود الإنسان لقيمه الإنسانية والتعامل معها بعدل وإنصاف حتى يعيش مع أخيه الإنسان في عالم يتصف: - بالعدل والمنفعة المشتركة - الثقة المتبادلة من أجل أمن مشترك وحياة هادئة - المساواة والتعايش بقبول وتحمل متبادل - الانفتاح الحضاري والشفافية في التعامل والحوار. إن الصورة السلبية للعالم التي تسيطر على عقول الناس اليوم بسبب ما تكرره وسائل الإعلام مزعجة جداً، حيث نجد أن أكثر من 16 ألف طفل يموتون يومياً من الجوع بمعدل طفل واحد كل خمس ثواني وكذلك نصف العالم تقريبا أي نحو ثلاثة مليارات إنسان يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. ما يقارب 11 مليون طفل ماتوا في عام 2003 قبل وصولهم إلى سن الخامسة، هذا الرقم يساوي عدد الأطفال في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان، أقل من سنت واحد من الدولار مما يصرف على الأسلحة سنوياً يمكن أن يدخل طفلا المدرسة. هنا يجب التوقف عن سرد مثل هذه الإحصاءات المؤلمة وخاصة نحن نستقبل هذا اليوم (اليوم العالمي لحقوق الإنسان) ولكن بشيء من التفاؤل. إن هذا الإنسان الذي قد كرمه الله وجعل هذا التكريم حق أصيل له دون اعتبار لأي عامل آخر عدا إنسانيته التي أكدتها الآية الكريمة في قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) إن هذه الكرامة تمثل مشتركا إنسانياً مهما ولا يمكن أن تتحقق إلا عندما يشعر الإنسان بحريته التي تمثل أهم القيم الإنسانية وبواسطتها يتم الاختيار بين جميع البدائل وبأداة العقل الذي منحها الله لهذا الإنسان يستطيع التمييز بين الخير والشر قال تعالى (وهديناه النجدين). ثاني هذه القيم العدل ويتضمن المساواة لأن البشر في رأي الإسلام جميعاً سواسية من نسل آدم عليه السلام فهم مؤهلون لنيل الحقوق المقررة بغض النظر عن ألوانهم أو أجناسهم أو أديانهم. ثالث هذه القيم الأخلاق والدين الإسلامي، وهما متلازمان إلى درجة يصعب أن يرسم خط فاصل بينهما ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وانطلاقاً من هذا المنظور الشامل فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين ترى أن المحافظة على حقوق الإنسان تقع في المقام الأول على عاتق الحكومات فجاء إنشاء هذه الهيئة (هيئة حقوق الإنسان) لتقوم بهذه المسؤولية وهي جهة حكومية تم إنشاؤها من أجل المساعدة على حماية حقوق الإنسان، والكشف عن أي تجاوزات تشكل انتهاكا لحقوقه، كما تقوم بمتابعة تطبيق التزامات المملكة في هذا الشأن. إن هذه الهيئة التي تم إنشاؤها في 12 أيلول (سبتمبر) 2005م كان من أهم أهدافها التأكد من تنفيذ الجهات الحكومية المعنية للأنظمة واللوائح، ومتابعة الجهات الحكومية لتطبيق ما يخصها من اتفاقيات حقوق الإنسان التي أنضمت إليها المملكة وإبداء الرأي في هذه الاتفاقيات، وزيارة السجون، ووضع السياسة العامة لتنمية الوعي بحقوق الإنسان، والتعاون مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان وكذلك إبداء الرأي في مشاريع الأنظمة المتعلقة بحقوق الإنسان. إن المملكة العربية السعودية التي يتخذ شعبها الإسلام منهاجاً لحياته، تدرك أهمية أن تترسخ في العالم القيم الإنسانية الفاضلة التي تدعو إليها الأديان السماوية، التي تتفق مع الفطرة السليمة، ولهذا لا بد للعالم اليوم أن يحدد مساراً جديداً يتسم بالنظرة البشرية. رئيس هيئة حقوق الإنسان كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
461890النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
4808الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالقيم الاسلامية
حقوق الإنسان
المؤلف
تركي بن خالد السديريتاريخ النشر
20061210الدول - الاماكن
المانيااليونان
ايطاليا
فرنسا
اثينا - اليونان
باريس - فرنسا
برلين - المانيا
روما - ايطاليا