الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجامعات الأربع وتفكيك المركزية !
الخلاصة
الجامعات الأربع وتفكيك المركزية!كلمة الاقتصادية إضافة إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي ستبدأ نشاطها الأكاديمي بنحو 400 طالب وطالبة في منتصف رمضان الجاري, توطئة لافتتاحها رسميا في شوال المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين, وحضور عدد من الزعامات العربية والإسلامية والعالمية والعلماء والمهتمين, يواصل الملك عبد الله بن عبد العزيز تبنيه للتعليم الجامعي الذي يذهب للمواطن ولا ينتظر منه أن يأتي إليه, فكان أن جاءت الموافقة الملكية السامية بإنشاء أربع جامعات جديدة في كل من: الدمام, الخرج, المجمعة, وشقراء, لتقدم إضافة نوعية للتعليم الجامعي الذي بدأ بالتخلص من نمطه التقليدي الذي كان يقوم على التعليم للتعليم, إلى هذا الواقع الديناميكي الذي قدمت بعض الجامعات نفسها من خلاله عبر الدخول في شراكة مباشرة مع المجتمع لتحسين أوضاعه, ومعالجة همومه والاضطلاع بقيادة أحلامه في خلق فرص العمل لشبابه وشاباته, وفتح كل الآفاق نحو تعليم جامعي مؤثر تمتد فاعليته إلى ما بين تحسين بيئة التعليم ذاته, ورفع كفاءة العمل باقتصاد المعرفة كواحد من أهم مخرجات التعليم الجامعي المتميز الذي يعيش عصره. إن هذا الاهتمام بنشر التعليم الجامعي الذي عبر عنه الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود, بأن السياسة التعليمية أصبحت تسعى الآن إلى توطين التعليم الجامعي في المحافظات لئلا يكون حكرا على المدن الكبرى فيؤدي إلى إرهاق الخدمات فيها وتزايد الهجرة إليها .. يؤكد أننا أمام مرحلة تعليمية مختلفة تأخذ على عاتقها التصدّي للكيف التعليمي الذي نريده, وهو ما أشار إليه العثمان في موقع آخر من تصريحه حين قال: إن هذا التوجه الحكيم سيؤدي بالنتيجة إلى تخفيف العبء على الجامعات القائمة, ويحد من تضخم أعداد الطلاب, وتعدد الكليات التي تشرف عليها, وكثرة أعضاء هيئة التدريس المرتبطين بها, حيث تؤثر هذه المسائل في معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي والريادة البحثية. وهذه الرؤية التي عبر عنها مدير الجامعة لا تعني فقط تفادي المركزية وأعبائها, وما ينجم عنها من خلل في مستوى الإدارة, وإنما تعني أيضا أننا أصبحنا أمام قيادات جامعية مختلفة وناضجة لا تهمها الأحجام والأعداد بقدر ما تعتني بالجودة النوعية, والمخرجات التي ستفرزها هذه الجامعات, وأثرها في سوق العمل وفي البيئة المحيطة بها. وقد شاهدنا بوادر هذا النجاح بعدما تحولت بعض الجامعات الجديدة التي خرجت من عباءة التقليد لتكون محاضن فعلية للتنمية بمختلف مستوياتها بدءا بفتح فرص العمل وانتهاء بالدخول في تفاصيل الحياة الاجتماعية كافة لمشاركة المجتمعات في عملية التنمية والتطوير. لقد أنجز خادم الحرمين الشريفين واحدة من أهم الجامعات المتخصصة في العالم من خلال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, وبامتيازات خاصة .. يُنتظر أن تطبع بصمتها على كل ميادين البحث العلمي دوليا, وأطلق للتعليم الجامعي العنان لينتشر في أرجاء المملكة كافة, متجاوزا كل العوائق ليضعه في متناول الجميع .. متكئا على تلك الرؤية التي أشرنا إليها والتي تستدعي من الجامعة, أي جامعة, ألا تظل مجرد قاعات للمحاضرات, وإنما بابا مشرعا من أبواب خدمة المجتمع, والمشاركة في بنائه وتنميته وقيادته نحو تحقيق ذاته على أسس علمية وموضوعية حديثة, تدرك أننا نعيش عصرا مختلفا عنوانه الرئيس التنمية باقتصاد المعرفة. وهو بهذا التوجه يؤسس لموعد آخر سيتم من خلاله اختصار كثير من محطات الانتظار في طريق الوصول إلى أفضل مستقبل لهذا الوطن وأبنائه, لأن التعليم النوعي يمثل أقصر الطرق لبلوغ تلك الأهداف الوطنية الكبرى, ويسهم في تمتين قاعدة البناء القائمة على المعرفة, مثلما يزرع فضيلة التنافس في التحصيل كأساس لتطوير الذات ومن ورائها المجتمعات. من هنا تأتي أهمية هذه الموافقة الملكية الكريمة بإنشاء الجامعات الأربع التي ستضع بعض المحافظات في صف المدن الكبرى, كما ستعيد توزيع خريطة التعليم الجامعي, الذي نتمنى أن يكون كله تعليما نوعيا, لتغطي أرجاء الوطن كافة, وهو ما سيشكل مداميك نهضة علمية قادمة تعتمد على عقول أبناء الوطن وسواعدهم.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
462120النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5804تاريخ النشر
20090901الدول - الاماكن
السعوديةالدمام - السعودية