الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ثقافة كله تمام
التاريخ
2009-02-18التاريخ الهجرى
14300223المؤلف
الخلاصة
أتمنى ألا يفهمني أحد خطأ, وألا يُظن بي ظن السوء, فكما قيل إن بعض الظن إثم, ولكن يبدو أن معظم الظن إثم, خاصة في مثل هذه الأيام. لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد بمجرد أن يتسرب خبر ما عن زيارة مفاجئة أو غير مفاجئة ـ لا فرق ـ لمسؤول هام في وزارة ما؟ . ولو أن الأمر وقف عند زيارة المسؤولين الكبار, لقلنا إن البروتوكولات والدواعي المختلفة والضرورات تُحتم ذلك, ولكن أن يحدث الشيء نفسه أو أقل منه بقليل مع أية زيارة خاطفة لضيف ما أو لصديق ما, بل يصل الأمر أحياناً كثيرة إلى زائر غير رسمي وما تُحدثه زيارته الطبيعية من هلع وخوف وقلق ورعب وربكة تماماً كما هو الحال مع زيارة ذلك المسؤول الكبير لتلك الجهة المعينة. تلك الزيارة السعيدة لذلك المسؤول الكبير تتطلب قائمة طويلة من التعديلات والتغييرات والتبديلات, بل تتطلب أحياناً كثيرة بعض الإنشاءات!. فهناك الشوارع تحتاج إلى إعادة رصف وتعبيد , كما أن جانبي تلك الشوارع تستدعي زراعة المسطحات الخضراء اليانعة تُزركشها باقات الفل والكادي والياسمين, حتى القناديل المظلمة لسنين طويلة أعادت لها تلك الزيارة النور والضياء, رغم أن موعد الزيارة في رابعة النهار, إلا أن الاحتياط واجب, فقد تتغير الخطة في اللحظات الأخيرة. وتستمر حفلة التزويق, رغم أن خيالي استدعى مفردة أخرى, ولكن قلمي رقيبي, وهو نعم الرقيب. فهناك بعض الأبنية والجدران الموعودة بتلك الزيارة تحتاج إلى طلاء جديد لتبدو وكأنها في يوم عيد, حتى السحنات التي طال عهدها بالبسمة والترحاب أخذت تنثر الابتسامات العريضة هنا وهناك وكأنها تنثر باقات جميلة من الورود والرياحين, أما الأرضيات فهي كالمرايا إن لم تكن أنصع من ذلك, والأجواء العطرة ترفل بالبخور والعود والعنبر. وحتى لا أطيل عليك ـ رغم أن في الإطالة إفادة في بعض الأحيان ـ أقول إن ذلك المسؤول لا يملك إلا الانتشاء والسعادة والرضا, فكل شيء على ما يُرام والحاجة معدن وعلى سنجة عشرة ومية فل كما نسمع ونشاهد في المسلسلات المصرية. لماذا كل هذا ؟ لماذا أصبحت الصورة الباهتة البائسة في طرفة عين تمتلئ بالحياة والألوان والجمال ؟إذاً كيف سيتلمس ذلك المسؤول جوانب النقص, وكيف سيتعرف على منحنى السلبيات, ومتى سيضع يده على تطلعات وطموحات ومطالبات أولئك الذين لم يُسعفهم الحظ بملاقاته , فشوارعهم ـ للأسف ـ ليست على جادته, ومكاتبهم لم تتشرف بلقياه, وعيونهم المتعبة لم....
الرابط
ثقافة كله تمامالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
466901النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
0الموضوعات
مكافحة الفقرالمجتمع السعودي
اليتامى
المؤلف
فاضل العمانيتاريخ النشر
20090218الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية