الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نبل شمالي.. وكرم حاتمي
Date
2009-06-08xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300615Author
Abstract
نبل شمالي.. وكرم حاتمي علي القحيصفي عصرطغيان المادة و العولمة، وتعقيدات الحياة وصعوبتها، في كل مناحي الأمور من جشع وطمع وقطع لسبيل المعروف وتبلد المشاعر وموت الأحاسيس ونكران الجميل، واندثار قيم خالدة كنا نتغنى بها ونتوشح بمفرداتها، تظهر هذة الحادثة الإيجابية كنقطة ضوء في قلب النفق، وهي تحمل في طياتها الكثير من المعالم والمعاني، تأتي نفحات إنسانية خالصة وبريئة وخصائل رجولة مخلصة لوجه الله ومن ثم الانتصار لمفاهيم قيم إجتماعية إنسانية عالية في التضحية والشجاعة والفداء من ابناء حائل الشمالية، لينقذوا بسواعدهم السمر امرأة باتت أن تكون في خبر كان من سيل جارف كاد أن يلفها معه، لولاعناية الله ونخوة فرسان أبناء المنطقة من حائل الذين هبوا لنصرتها وإنقاذها في اللحظات الأخيرة بلحظات حرجة بكل اقتدار وشجاعة وعزة نفس أبيه. وهذا مادعوا خادم الحرمين الشريفين أن يستدعيهم ويكرمهم أمام الملأ وامام أنظار المجتمع على شاشات التلفزيون ويقلدهم أوسمة رفيعة عالية من يد شخصه الكريمة ولفتته الحانية بالأبوة والإنسانية ليكونوا قدوة حسنة ويضرب بهم المثل الطيب في عمل الخير والسلوك الحميد والنخوة والشهامة والشجاعة، حيث مثل هذه الخصال الحميدة بات الكثير من الشباب ينعتها بتخلف الماضي ويفقدها وينساها ويتملص منها ويعتبرها ضربا من الخيال وعفى عليها الزمن بفضل تعقيدات الحياة الجديدة التي شوهت معالم حياتنا الآدمية وأضعفت الوازع الديني ونخرت الحس الإنساني في داخلنا، لتمتليء قلوبنا ضغائن وحسدا وأحقادا ولم نر ماتربينا عليه إلا بعض الممارسات السلبية المؤسفة من فئات الشباب مع الأسف مثل السرق والنهب والاغتصاب والانحراف والإدمان، وهذه المواقف النبيلة التي أتت من الشمال لتطفي ماروج له من سلوك مشين وتصرفات من شباب متهور وطائش ربما شوهت بعض معالم الوطن المشرقة وهي ليس لها علاقة بمفاهيم ديننا وقيمنا العربية الأصيلة. وهذة اللفتة الكريمة والإنسانية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) تأتي تتويجا لهذا العمل البطولي لشباب حائل النبلاء لما قاموا به من عمل جبار يشكرون عليه ويفتخربه أبناء الوطن جميعا. وما أن تحدث الناس والمجتمع عن غيرة وشهامة وشجاعة هؤلاء الشباب الغيارى وكيف دفعتهم الحمية لإنقاذ السيدة من غرق محتوم، حتى أتت مبادرة الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد بتبرعه لبناء مسجد بالكامل مع تأثيثه على نفقته الخاصه، تثمينا منه لمبادرة العفو التي أطلقها الشيخ حمود بن نايل بن طوعان الشمري تجاه قاتل ابنه وإعتاقه لرقبته لوجه الله تعالى دون أي وجاهة وأي شروط مسبقة، في منطقة حائل أيضا وفي نفس الوقت إيمانا منه بقضاء الله وقدره وتقديره لجيرانه لكي لايكون الحزن مضاعفا عليه وعلى جيرانه حيث قام ابنهم بقتل ولده الشاب رحمه الله والذي عفا عن قاتله بالحال. وتثمينا لهذه المبادرة الإنسانية العالية قام ناصر الرشيد جزاه الله خير الجزاء بالتبرع ببناء مسجد يحمل اسم القتيل تقديرا لجهود مواقف والده حمود بن نايل الشمري النبيلة إزاء هذا الموقف الإنساني الرائع وكرمه الحاتمي وصدق تضحيته لمثل هذالموقف الحرج في مثل هذا الظرف الصعب، والذي للأسف تستغل أحيانا مثل هذه الحالات من قبل أولياء الأمور في المطالبة والمزايدات بالأموال الكبيرة مقابل التنازل عن القاتل وإن كان بقصد أوعن غير قصد، فمنهم من يطلب الوجاهة والتملق ومنهم من يطلب الأموال الكبيرة مقابل التنازل عن القاتل، ومنهم من يرفض رفضا قاطعا أي مال وأي وجاهة وأي شروط وتدفعه نار الحقد والثأر والإنتقام حتى يرى قتل الآخرويشفي غليله، ولكن موقف الشيخ حمودبن طوعان أفسد فرحة الشامتين والمغرضين وأطفأ نيران الشروالضغينة والحقد وأبطل مفعول زيادة حرارة بورسة الدماء وقطع عليهم مآربهم وتأويلاتهم بل مطالبهم بالشروط التعجيزية بموقفه الشجاع النبيل الخالص لوجه الله تعالى ونزولا عن إرضاء ضميره الحي اليقض وتمشيا مع نبل أخلاقه الأصيلة البدوية الشمالية الحميدة الطاهرة التي ضرب بها أفضل مثل يحتذى به في عصر تلاشت به كل مفردات الحياة الجميلة سالفة الذكر، ولكن تبقى شيم الرجال المخلين فطنة في ضمائرهم البيضاء الحية مهما تحاول أن تشوهها سواد قلوب المفسدين. تحية إلى شباب حائل النبلاء وتعازينا وتقديرنا لنبل ابن طوعان وشكرا لناصر الرشيد على كل هذه النفحات الشمالية النبيلة، أكثر الله من أمثالكم لتكونوا نبراسا للوطن ومفخرة للأجيال.