الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمن الفكري
التاريخ
2009-05-27التاريخ الهجرى
14300603المؤلف
الخلاصة
الأمن الفكري قبل أيام انعقد المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري في الرياض كما انعقد مؤتمر آخر في جدة تحت شعار «الأمن الفكري ودور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بتحقيقه». كان المؤتمر الأول تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونظمته جامعة الملك سعود عبر كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، والثاني تحت رعاية وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وحضور مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.هذان المؤتمران يوضحان بشكل لا لبس فيه أن قضية الأمن الفكري أصبحت أحد أهم القضايا التي يجب معالجتها ودراستها باستفاضة من أجل تحقيق الأمن الشامل الذي يشمل في ما يشمل أيضا الأمن الاقتصادي والأمن الصحي والتربوي، حيث تتشابك كافة القضايا المجتمعية من أجل صنع الأمن الشامل.ويبقي الأمن الفكري يحظى بالأهمية القصوى باعتباره يتعامل مع المقدمات والجذور والرؤى التي تتحول إلى قوة مادية مدمرة في عملية صنع التطرف والأرهاب.ومع عظيم الأهمية للأمن العسكري الذي لعب دورا محوريا في الفترات السابقة في مواجهة الإرهاب وكشف أوكاره والإجهاز عليه بشكل يسبق عملياته على الأرض، إلا أن الأمن الفكري هو من يتعامل مع المصانع التي تفرخ الإرهاب والإرهابيين في كل يوم.وما دامت تلك المصانع فاعلة ومستمرة في فعلها فإن القبض على عدد من الإرهابيين سيعوض لا محالة بإرهابيين جدد تنتجيهم تلك المصانع.الأمن العسكري يتعامل مع النتائج لكن الأمن الفكري يتعامل مع الأسباب والجذور.إن الأعمال الإرهابية والانتحارية هي دون شك أعمال خارجة عن الطبيعة الإنسانية التي خلق الله بها البشر، فالناس بطبيعتهم يخافون من المخاطر والمجازفات غير المحسوبة، بينما هؤلاء يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين دون أن يطرف لهم جفن، فهي إذا تلك القوى الفكرية والعقدية التي حولت هذا الإنسان الذي دون شك خلقه كبقية البشر إلى حالة لا إنسانية تقذف بنفسها قبل غيرها في التهلكة؟.ورغم وضوح الموقف الإسلامي القرآني من عملية قتل النفس والغير، إلا أن الرؤية الفكرية المحقونة في ذهن هؤلاء حولت هذا العمل الآثم في نظرهم إلى فعل بطولي وهنا مكمن الخطورة.الأمن الفكري هو قضية حياتية شاملة يساهم في تكوينها مجموعة عديدة من العوامل بدءا من الأسرة ودور الأب والأم في عملية التربية وزرع القيم وطرق التعامل والتكوين.فممارسة السلطة المطلقة والأوامر التي على الابن أن ينفذها دون نقاش والضرب والإهانة والقمع والعنف الأسري الممارس على أطفالنا لا يمكن إلا أن يخلق قيما تربوية لدى أطفالنا قائمة على ثنائيات متقابلة: حق وباطل، صح وخطأ، أسود وأبيض، حب وبغض... إلخ. وتنزاح كل المسافات ما بين هذا وذاك مما يجعل التطرف حالة بنوية مترسخة في تلافيف أدمغة أطفالنا.كما أن دور المدرسة الأساسية «الابتدائية» التي تخلق اللبنات الأولى للقيم الحياتية، هو الآخر دور محوري علينا العمل من أجل انتشاله من حالته المزرية الحالية إلى حالة أخرى خصوصا المناهج الدينية والتربوية التي تزرع في مدارسنا وأذهان أطفالنا.مناهج تطرح أن طريقا واحدا يمثل الحقيقة المطلقة والآخر كل الآخر سواء كان في الإطار الإسلامي أو في إطار بقية الأديان والقومية والإثنيات هم على ضلال، وما هم إلا فسقة فجرة هو دعوة لاحتقار الآخرين وإقصائهم بحيث تصبح دماؤهم رخيصة وتافهة ما داموا مجرد وقود للنار.هذا بالإضافة إلى الثقافة المجتمعية السائدة القائمة على خلق الشخصية المزدوجة التي تظهر غير ما تطبق، وتتصرف وهي على سجيتها بعكس الصورة التي تحاول إثباتها اجتماعيا، وهو منطق يزعزع الثقة بالذات ويزيد الإحساس بالذنب والتعامل مع الحياة بشكل مرضي قائم على ممارسة «الذنب» في الخفاء ومحاولة الظهور بشكل معاكس أمام المجتمع، مما يجعل»الذنب» يتضخم إلى أن يصل إلى حالة الانفجار، كما أن الشعور بالكبت والحرمان وفقدان الأمل في المستقبل وفقدان الفرح وتحجيم الدنيا باعتبارها دار الفناء في مواجهته الآخرة باعتبارها دار الخلود وتناسي القول المأثور للإمام علي بن ابي طالب «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» يجعل من الحياة أمرا تافها لاتستحق أن تعاش وبالتالي يمكن التضحية بها بسهولة.تلك بعض الأمور التى يجب أن يشترك في نقاشها كل المختصين والباحثين من أجل معالجتها.وذاك يجب أن يدعم من خلال توسيع مجال الحريات وبناء وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني التي تجمع أصحاب الأفكار والهموم المشتركة من أجل رفع قيم الحياة والعيش المشترك.abumasar@hotmail.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة
الرابط
الأمن الفكريالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
477839النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15614الموضوعات
الغزو الفكريمكاتب العمل
المؤلف
عبدالله حسن العبدالباقيتاريخ النشر
20090527الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية