الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
دعوة ترشيد استهلاك الطاقة .. بحاجة إلى ترشيد
التاريخ
2009-06-25التاريخ الهجرى
14300702المؤلف
الخلاصة
دعوة ترشيد استهلاك الطاقة .. بحاجة إلى ترشيدعدنان كامل صلاحالخميس, 25 يونيو 2009عدنان كامل صلاحيوم الأربعاء 13 مايو، وقف المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، أمام الحاضرين في افتتاح اللقاء الأول للجمعية السعودية لاقتصاديات الطاقة، الذي عقد بالظهران، ليلقي كلمة طويلة أدت إلى فتح صحيفة(الاقتصادية) ملفاً حول استهلاك البترول في المملكة والسبيل إلى ترشيده. وبرزت عبر هذا الملف آراء متناقضة متنافرة حول معنى ترشيد استهلاك الطاقة في البلاد، دفعت بالبعض إلى المناداة بوقف دعم الصناعات في المملكة وحرمانها من اللقيم بالأسعار المخفضة، إلى جانب المطالبة برفع أسعار كل المنتجات البترولية.ما قاله وزير البترول إن «نمط استهلاك الطاقة في المملكة» سيؤدي، إذا ما استمر إلى التأثير على حجم الصادرات وسيؤثر في دخل المملكة.. وأشار إلى أن هذا الوضع «يستوجب الشروع ببناء برنامج وطني لترشيد استهلاك الطاقة».. إلا أن فتح (الاقتصادية) الباب لكل من شاء أن يكتب في هذا الشأن سوف يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني أكثر مما يفيده.. فالمملكة ترغب في جذب الاستثمارات إليها وخاصة إلى التجمعات الصناعية التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين.. وإذا ما كان هناك شك في التوجهات المتعلقة بالدعم المقرر للصناعة في البلاد، فإن هذه الاستثمارات لن تأتي بالكم المطلوب.. وقد يكون من المناسب الآن أن يعود وزير البترول والثروة المعدنية إلى هذا الموضوع لتطمين المستثمرين إلى أن وزارته لا تنوي إلغاء أو تشديد القيود على الدعم الذي توفره للصناعة في المملكة.سياسة الدولة كانت دائماً السعي إلى جذب الاستثمارات إلى الصناعات التي لدى المملكة ميزة نسبية فيها وتشمل الصناعات البتروكيماوية التي تتميز بمردود اقتصادي عال، وأشارت دراسة نشرتها (الاقتصادية) أن أسعار البتروكيماويات الأساسية تفوق أسعار النفط الخام بمقدار يزيد على سبعة أضعاف تقريبا، وبالنسبة للكيماويات الوسيطة تتراوح ما بين عشرة إلى مائة ضعف، وبالنسبة للبتروكيماويات النهائية فإنها تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسين ضعفاً تقريباً..لذا فإنه من المفترض أن يكون المسؤولون عن توفير الدعم لهذه الصناعات حريصين على تسهيل اللقيم لها حتى تتحقق استفادة الاقتصاد الوطني من مردود الدخل المضاعف مقابل الدعم الذي يقدم لهذه الصناعات.. وكما قال أحمد العبدالعزيز العوهلي، الرئيس التنفيذي لشركة (سبكيم)، في مقال له بالاقتصادية أيضا: «إن كل دولار من الغاز المستخدم في المملكة بالسعر المعتمد الآن يجلب للاقتصاد المحلي نحو ستة عشر دولاراً قيمة مضافة».ترشيد استهلاك الطاقة يتطلب الحذر من التأثير السلبي على الصناعة والاستثمار فيها، إلى جانب أن هذا الموضوع متشعب ولا يمكن حله بقرار واحد بل لابد من معالجته من نواح عدة.. فشبكة القطارات الموعودة مرتبط إنهاؤها بهذا الأمر، والعناية بكفاءة استخدام سيارات النقل العام والحافلات والسيارات الأخرى يمكنه أن يساهم في ترشيد الاستهلاك. كما هو الأمر بالنسبة لمراقبة كميات الوقود التي يجري توفيرها لمصانع الأسمنت ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والنظر في أنظمة كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية مثل أنظمة العزل في المباني السكنية والتجارية والصناعية.. إلى غير ذلك من الأمور.. ومن الأفضل توفير وسائل النقل العام قبل السعي إلى رفع أسعار وقود المستهلكين. شركة البترول البريطانية (بي. بي) نشرت مؤخراً تقييماً لكميات البترول المعروف وجودها حالياً في باطن الأرض بمختلف دول العام بنهاية العام الماضي وسعت إلى تقدير الفترة الزمنية التي سوف يستغرقها استهلاك هذا البترول في كل من هذه الدول بناء على معدل الإنتاج الحالي.. وتشير هذه التقديرات إلى أن المملكة سوف تستهلك احتياطيها من البترول خلال 66 ونصف العام وإيران 86 وتسعة أعشار من العام والعراق خلال ما يزيد على مائة سنة (والدول الثلاث لديها أعلى احتياطي بين دول العام).. ومن هنا تأتي أهمية بناء استراتيجية بترولية تأخذ بعين الاعتبار ما سيخلفه الجيل الحالي للأجيال القادمة مبنياً على الثروة التي حبا الله بها هذه البلاد.وباختصار فإن دعوة وزير البترول والثروة المعدنية إلى «بناء برنامج وطني لترشيد استهلاك الطاقة» هي دعوة عادلة، ولكن يجب توضيحها بشكل لا يؤدي إلى الإضرار بمصالح البلاد.. وأن تكون ضمن إستراتيجية واسعة تأخذ بالحسبان البدائل المتوفرة للناس فيما إذا كان «ترشيد استهلاك الطاقة» يتطلب رفع الأسعار، وكيفية تقديم العون للمحتاج الحقيقي، وأسلوب رفع مستواه ليتمكن مستقبلاً من الاستغناء عن هذا العون.. كما أن ما يدور على صفحات الصحف بهذا الشأن بحاجة إلى (ترشيد)، ولجم للغرائز التي يمكن أن تنفلت في الاتجاه الخاطئ.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
482540النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16864الموضوعات
استهلاك الكهرباءالطاقة الكهربائية
مصادر الطاقة
المؤلف
عدنان كامل صلاحتاريخ النشر
20090625الدول - الاماكن
العراقايران
بغداد - العراق
طهران - ايران