الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
سعد البريك والتنظيم السري !
التاريخ
2006-08-07التاريخ الهجرى
14270713المؤلف
الخلاصة
رغم أن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، قد وجّه كلمةً أبوية حانية إلى أبنائه وإخوانه المواطنين لنبذ التصنيف الفكري بين أبناء الوطن، فجميعهم مسلمون مؤمنون موحدون، وأن ممارسة التصنيفات الفكرية لاتتناسب وتعاليم شريعتنا السمحة ولا مع متطلبات وحدتنا الوطنية القائمة على أُسس من السلم الاجتماعي والتعايش الوطني، فالوطن يتسع للجميع! أقول رغم ذلك التوجيه الأبوي الحاني، إلا أن الشيخ سعد البريك أعلنها مدوية ولمّا تزل كلمات خادم الحرمين الشريفين ملء الأسماع! إذ أعلن البريك في مخيم صيفي في مدينة جدة، عمّا أسماه بـالتنظيم السري الذي ينضوي تحته عدد من الكُتّاب السعوديين (العلمانيين)، الذين لهم قيادة وتمويل أجنبي وعلاقات مشبوهة مع عدد من السفارات. وقد تناول عدد من الكُتّاب هذا الكشف البريكي بالنقد والتحليل، متسائلين عن هذا التنظيم: كيف ومتى نشأ؟ ومن الذي يموله؟ ومن أبرز منسوبيه؟! وافترضت الزميلة الكاتبة الأستاذة مها الحجيلان صحة ما ذهب إليه البريك، مستندةً إلى أن البريك ينتمي إلى التيار الديني الذي يؤكد قيم الصدق والأمانة والنزاهة، كما أنه – أي البريك- حاصل على درجة الدكتوراة، الأمر الذي يعني أن لديه إلمام بأصول ومبادئ البحث العلمي، وأنه لابدّ وقد وثَّق معلوماته قبل أن يُدلي بها إلى شباب المخيم الصيفي! وبعيداً عن الانتماء إلى هذا التيار أو ذاك، فقيم الصدق والأمانة والنزاهة ليست حكراً على تيار معيّن، وبعيداً أيضاً عن الأكاديمية التي ليس شرطاً أن تعني عند (البعض) الالتزام الصارم بأصول ومبادئ البحث العلمي! أقول: إذا نحينا ما ذهبت إليه الأخت الكريمة جانباً، فأنا أكاد أجزم وبالعشرة أبصم! أنه ليس هناك أي تنظيم سري! وما هذا الكشف إلا من (عنديات) سعد البريك، وبما أملاه له خياله وأوحى إليه به هواه. وفمجرد إلقاء التُهم سواءً في الرياض أو على الكورنيش! لا يجدي، لا سيما في هذا العصر. ورغم شناعة هذه التُهم، فلايزال الأصل لأي مواطن هو البراءة و السلامة من تهم البريك، إلى أن يُثبت (هو) عكس ذلك، ودون ذلك ولوج الجمل في سم الخياط! إن هذا التنظيم السري الذي كشفه سعد البريك يأتي متسقاً ومتوازناً مع بيان الـ(61) الذي شنّع موقعوه على عددٍ من رجالات الدولة المخلصين، والذين وصفوهم بـالعصابة التي تمكنت من التأثير على القرار، وأنها عين وأذن للعدو الخارجي! غير أن البريك أوقفَ كشفه العظيم عند عدد من الكُتّاب، بينما زملاؤه كانوا أكثر شجاعة منه، حينما (اتهموا) الرجال المخلصين! إن صرخة سعد البريك على أغرار المخيم الصيفي بهذا التنظيم السري هي صرخة مكلوم في صحراء متناهية الأبعاد! وهي صرخة تعبّر عن عميق الألم الذي يعتصر جوانحه من إخفاقات الصحوة الإسلامية وتحولات عدد من رموزها وقيادييها. وحيثُ قد انحسر المد الصحوي، وآذنت شمسه بالمغيب، ولم يعد هناك (الرأي الأوحد) بل الآراء والرؤى، وقد انفلت صمام الأمان الصحوي ولم يعد في الإمكان تحريك الأتباع بـالريموت كونترول ولأنه أيضاً قد انتهكت قدسية الرموز وتنوعت في المجتمع الآراء والأفكار، فإنه لابدّ من صنع عدو كما تفعل بعض الدول لإلهاء شعوبها. فكان (التنظيم السري) الذي لابدّ منه للتغرير بالأغرار وإيهامهم به! ولكن ما يُسعد اليوم هو أن الشباب الذين ألقى عليهم البريك محاضرته ونقل لهم كشفه ليسوا هم الشباب الذي كان يُلقي عليهم قبل عقدين! فقد تغيّرت الحال وتبدلت الأمور! فهم اليوم سيقرأون الرأي الآخر حول دعواه! سيقرأون ما كتبه قينان ومها الحجيلان وحماد السالمي وآخرون، وسينتظرون من سعد أن يُثبت دعواه بالدليل وأن يصدع بأسماء التنظيم وأسماء السفارات والعمولات! وإلا فلن تنطلي عليهم تهمه ودعواه! من حقك ياسعد أن تصرخ وأن تأسف للتغيرات التي حدثت! لكن ليس من حقك أن تخوّن أحداً أو تتهمه في دينه أو مواطنته!
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
483354النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
4683الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحماد السالمي
سعد البريك
قينان بن عبد الله الغامدي
مها الحجيلان
الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيمكافحة الارهاب
المؤلف
محمد عبدالله السيفتاريخ النشر
20060807الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية