الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
مدينة الملك عبدالله الاقتصادية : رؤية شخصية 1 - 3
التاريخ
1-1-2006التاريخ الهجرى
14261201المؤلف
الخلاصة
مشروع بهذا الحجم الكبير في تكاليفه المادية، وفي التخطيط المسبق له، كما لو أنه أقرّ ليكون تنفيذه شاهداً على طموحاتنا التي لا حدود لها، وبخاصة أنه جاء بهذه المواصفات الدقيقة والمدروسة التي تجيب عن أي سؤال من أي سائل - كان من يكون هذا السائل - لطمأنته على جدواه وفائدته للوطن والمواطن.. هذا المشروع العملاق بفكرته وبعده وتوجهه والغرض من إطلاقه في هذا التوقيت بالذات، وبكل هذه التفاصيل التي تخاطب بها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجدان الإنسان وعقله وقلبه الكبير ومتطلباته في الحاضر والمستقبل.. مثل هذا المشروع بكل هذه الإمكانات الكبيرة، ما الذي يشير ويرمز إليه، وماذا تعني إطلالته على النحو الذي قيل فيه وعنه، واحتفل به على أعلى مستوى بعد أن تم التوصل إلى اتفاق عليه والبدء سريعاً في تنفيذه.. كيف فُكر فيه، ولماذا تكتم على أخباره والمعلومات عنه قبل أن يفاجئ خادم الحرمين الشريفين مواطنيه بتقديمه هدية لهذا الشعب الوفي بكل التفاصيل التي أعلن عنها..؟ ولماذا كل هذا الكم من الأسئلة المفعمة بالسعادة التي بدأت تتوالى بسرعة واهتمام شديدين على ألسنة المواطنين؟ فيما أن هناك المزيد من الأسئلة الأخرى التي لم يتم طرحها وهي تضاهي في العدد والأهمية والقيمة ما تم الاستفسار عنه؟ إن أحداً لم يكن يتصور أن الملك عبد الله بن عبد العزيز كان يخطط بصمت - وبهذه السرعة - لمشروع هائل ومهم وكبير كهذا، وأن يطلقه بدءاً من فكرته مروراً بإقراره وإلى أن ينتهي تنفيذه في زمن قياسي كهذه الفترة التي حددت لإنجازه.. المفاجأة لم تكن فقط في عامل التوقيت المخصص لإنجاز المشروع، ولا في المبلغ الكبير الذي رُصد لإيجاد مدينة عملاقة في قيمتها الإنسانية والاقتصادية، وإنما هو بهذا التفكير الملم بمتطلبات المواطنين واحتياجات الوطن. ومن المهم وسط هذا الاحتفاء بالضيف الاقتصادي الكبير أن نتذكر أن هذا الإنجاز الجديد إنما يتم، فيما تتوارى وتختفي تباعاً وإلى الأبد - إن شاء الله - كل المحاولات الإرهابية التي حاولت أن تفسد تمتع المواطن بما أنجز وبما هو في طريقه إلى الإنجاز من هذه المشروعات العملاقة.. وأن نتذكر أيضاً أننا إذ نبني مدينة اقتصادية متكاملة كأكبر مشروع مشترك مع دولة أخرى بقيمة مائة مليار ريال بكل أغراضها المتعددة، وبهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وإثراء الاقتصاد السعودي مثلما أعلن عن ذلك، فهذا مؤشر على أن عجلة الاقتصاد في بلادنا تسير بسرعة ولن تتوقف، وأن القادم سيكون بمفاجآته ونتائجه بمستوى التحدي الإيجابي الذي تمارسه الدولة على أعلى المستويات. تذكروا كذلك أن هذه المدينة ستوفر نصف مليون فرصة عمل للسعوديين، وأن هذه فرصة للشباب كي يقتحموا التخصصات والميادين التي تناسب الفرص الوظيفية التي ستحتاج إليها هذه المدينة، وتتفق مع متطلبات وحاجة سوق العمل إلى أي من هذه التخصصات، حيث يزيد عددها على عدد العاطلين حالياً عن العمل بما يوازي الضعف، أي أنه لن يكون هناك سعودي واحد يشكو من عدم وجود فرصة عمل له، ما لم تكن هناك أسباب جوهرية مبررة لعدم ملاءمته للوظيفة أو عدم صلاحيته للعمل.. وتذكّروا بالإضافة إلى كل ذلك أن هذا المشروع يعد نموذجاً جيداً للتعاون المشترك بين الأشقاء، بما لا مجال فيه للانكفاء أو التراجع أو عدم الحماس لمثل هذا التعاون في إقامة مثل هذه المشروعات، طالما كان هذا الأسلوب النوعي من التعاون الذي يصب في مصلحة شعبين شقيقين، بمثل ما يرمز إليه هذا المشروع السعودي - الإماراتي الذي هو حديثنا وحديث الناس في هذه الأيام.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
485094النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12148الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
التخطيط الاقتصادي
المؤلف
خالد المالكتاريخ النشر
20060101الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية