الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هل حان وقت الاستثمار بدل المضاربة في سوق المال ؟
الخلاصة
خلال الأسابيع الماضية خسر المؤشر العام للأسهم نحو 38 في المائة من قيمته، ولعل هذه النسبة الكبيرة لا تعكس الانخفاض الحقيقي في أسعار معظم الشركات المدرجة في السوق، التي وصلت الخسائر السوقية لكثير منها نحو 80 في المائة من أعلى سعر وصلت إليه قبل موجة الانخفاض المستمر منذ نحو سبعة أسابيع. وإذا أخذنا في الحسبان أن سوقنا المالية تعتمد بشكل مبالغ فيه على أسلوب المضاربة بديلاً عن الاستثمار القصير والمتوسط قياساً بالأسواق المالية العالمية، فربما أن الوقت مناسب اليوم أن تتجه لترسيخ مبدأ الاستثمار على حساب المضاربة، وذلك عطفاً على الأسعار المغرية التي وصلت إليها معظم الشركات. فالمضاربة كسلوك استثماري أسهمت في وصول كثير من الأسهم إلى مستويات سعرية مبالغ فيها، وكان ذلك قبل التصحيح، وكذلك فإن استحواذها على معظم العمليات التي تتم في السوق لا يعتبر مؤشر عافية وله آثار سلبية في قوة السوق واستقرارها, ولعل موجة الانخفاض الحالية دليل على ذلك. إن دعوتنا لجميع المتعاملين في السوق للاستثمار بدل المضاربة ترتكز على معطيات التحليل المالي الأساسي لمعظم الأسهم المتداولة والتي وصلت مكررات الربحية لها إلى أرقام متدنية جداً بل وتعتبر مغرية للمستثمرين دون الالتفات إلى تقلبات السوق السعرية التي يمكن أن تحدث خلال الأسابيع المقبلة. إن النمو الجيد لأرباح معظم الشركات في الربع الأول وانخفاض أسعارها إلى مستويات متدنية أسهما في تخفيض مكررات الربحية من الأرقام الكبيرة التي وصلت إليها قبل التصحيح إلى أرقام معقولة بل ومغرية في الأعراف الاستثمارية. نعتقد أن من أهم العوامل التي ستعمل على إعادة الثقة بالسوق وضمان استقرارها وقوتها هو اقتناص الفرص الواعدة المتاحة اليوم كاستثمار متوسط المدى، فهذا سيؤدي إلى خفض عمليات المضاربة وسيقلل من قدرة كبار المضاربين في التحكم في قوى العرض والطلب، كما أنه سيعطي عوائد مجزية بعيداً عن التذبذب الحاد في الأسعار، أما إذا كان الاستثمار طويل المدى فإنه سيضمن تحقيق عائد مجز من خلال توزيعات الأرباح السنوية التي ربما تفوق بكثير معدلات العمولة التي تمنحها البنوك التجارية لبعض عملائها. إن هرولة كثير من صغار المتعاملين في السوق للخروج بخسائر كبيرة ربما يحرمهم من موجة صعود في الأسعار متوقعة خلال الأشهر المقبلة مما سيترتب عليه مضاعفة خسائرهم وتحملهم لتبعات مؤلمة لتلك القرارات. فإذا نظرنا بعين فاحصة إلى مؤشرات الاقتصاد الكلي فسنجدها بالتأكيد أكثر من رائعة، فأسعار النفط وصلت إلى أرقام قياسية سيترتب عليها تحقيق فائض كبير في موازنة الدولة التقديرية، كما أن جولات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله في العديد من الدول الآسيوية ستكلل بمزيد من الاستثمارات الضخمة داخل المملكة، عدا أن هناك العديد من المشاريع الجديدة التي تعلن كل فترة وآخرها ما أعلنه وزير البترول والثروة المعدنية عن إنشاء مصانع ضخمة في الجبيل وينبع، وجميع تلك المشاريع سيكون لها إيجابيات كثيرة على اقتصاد المملكة. ينبغي أن يعلم المتعاملون الصغار في السوق أن الأسهم دائماً ما تواجه أزمات ثقة وكبوات سعرية إلا إنها ما تلبث أن تنهض وتعود أكثر قوة ومتانة، ولنا في تجربتنا المحلية والعالمية عبرة، وفي هذه الأوقات العصيبة سيفوز من يحكم المنطق الاستثماري السليم، وهذا ما نتمناه للجميع.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
486772النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
4574تاريخ النشر
20060420الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية