الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
من سرق منا وطنيتنا ؟ !
الخلاصة
لما يزيد عن ثلاثة أرباع القرن احترفنا شحن أدمغتنا بعدالة الاشتراكية وقيم القومية المؤصلة لهويتنا، وتتلمذنا على طروحات «حرية واشتراكية، أم اشتراكية، وحرية»؟ وصاغ لنا مثقفو تلك المراحل لما بعد الاستقلال، النضال والكفاح ليخرج الضباط من الثكنات إلى قصور الرئاسة وقد خرجنا من كل ذلك بمدوّنات، وآراء تمحوها وقائع الهزائم على الصعيد النفسي، والسياسي والاجتماعي، وبعد الاكتفاء الذاتي، ذهبت مواردنا إلى العبث الإعلامي، والعسكرة، والأممية التي ذهبت ببعض الزعماء إلى تحرير أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وحتى إيرلندا، في حين عجزنا أن نحافظ على بعض الكيلومترات من أرض فلسطين، وبعض الاراضي الأخرى. نحن ضحية التعبئة الخاسرة لأن المبشرين بجنات الاستقلال، هم من حدّروا الأحزاب والاعلام، والاقتصاد الموجه الذي تحتكره قلة لا تدرك الألف بما في هذه الاختصاصات إلى وسائل تخدم النفخ بالأشخاص، وأزلامهم لنشهد أكبر فساد مالي واجتماعي في تاريخنا.. الملك عبدالعزيز لم يتخرج من هارفارد، أو كلية (ساند هارست) العسكرية وإنما خرج من رحم المجتمع الذي يدرك خصائصه واحتياجاته، ليشيد معالم دولة موحدة هي الأكبر في تاريخ العرب الحديث، ومن خلال صدقه الذاتي وبساطة مجاله وحواراته، استطاع أن يهزم القبيلة لصالح المدنية، دون أن يتخلى عن انتمائه الروحي والوطني.. والشيخ زايد بن سلطان لم يتوفر له من التعليم ما للذين علمونا فقه السياسة والاقتصاد، وصاروا الحواريين لإعلان البيان الأول والثاني، ووجبات القتلى من أذناب الاستعمار، لأنه بحسه الخاص خرج من البحر إلى البر جامعاً الإمارات في اتحاد هو الأول من نوعه في النجاح رغم رعود الوحدة العربية، أو اتحادات الأقاليم العربية التي نادى بها البعض مثل وحدة وادي النيل، والهلال الخصيب والمغاربية وغيرها، التي بقيت مجرد كلمات تنطق ولها فعل السحر، لكنها بلا معنى يتطابق مع أهدافها، وعناوين من طرحوها.. الملك عبدالله وصل إلى الحكم من خلال البيعة، وأيضاً فقد بنى الحرس الوطني، ولكنه لم يجعله وسيلة للانقلابات وأحداث شرخ بالوحدة الوطنية، فقد جعله مؤسسة ثقافة وتعليم وطب، وبعد أن أعلن ملكاً ركز على أهداف استراتيجية كبرى، عندما حول عوائد البترول إلى هياكل صناعية، وتربوية وتنمية شاملة، ومن خلال عام واحد فقط استطاع أن يوجد بنية اقتصادية فريدة من نوعها، والتي تعجز عن تنفيذها سنوات لحكومات بعض الدول العربية، والسبب ليس ضعف الموارد، وإنما لمن لازالوا يكررون الشعارات ويقتلون مواهب شعوبهم، ويضيعون كفاءتها البشرية والاقتصادية بالحراسات الأمنية والعيون التي تبحث عن عدو داخل المجتمع الوطني، وبذلك جاء عدد السجون أكثر من المدارس وخسروا فرصة العمر في البناء، وهي أزمات تتراكم بلا حلول.
الرابط
من سرق منا وطنيتنا ؟ !المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
497009النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
13921الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودزايد بن سلطان ال نهيان
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
تاريخ النشر
20060805الدول - الاماكن
افريقياالامارات
السعودية
العالم العربي
امريكا الجنوبية
ايرلندا
فلسطين
أبو ظبي - الامارات
أبوظبي - الامارات
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين