الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الفكر بالفكر
التاريخ
2009-09-17التاريخ الهجرى
14300927المؤلف
الخلاصة
الفكر بالفكرخميس السعدي لا شك أن كل من حضر حفل السحور الذي أقامه عبد الرحمن فقيه على شرف الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، في منزله الواقع على شارع العزيزية العام في مكة المكرمة، والمكتظ بالحركة المرورية الكثيفة جدا، سيفاجأ بكل تأكيد وهو يتخطى جميع الأبواب ويعبر الممرات ليصل إلى قاعة الحفل الرئيسية التي وجد بها الأمير نايف ونائبه في وزارة الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز وجمع غفير من أصحاب السمو الملكي والأمراء ووجهاء مكة ورجال المال والأعمال، دون أن يعترض مساره أي من رجال الأمن ليطالبه بإثبات شخصيته أو يخضعه لأجهزة الفحص المتعددة لتفتيشه والتأكد من عدم حمله لأي ممنوعات من شأنها أن تستهدف هرم الأمن في السعودية ونائبه الذي كان يجلس بجواره. ستتلاشى الدهشة التي تسبب فيها عدم وجود أي كمين أمني يعترض طريق الضيف القادم لحفل السحور لدقائق معدودة يتم فيها إجراء التدقيق الأمني بمجرد الاستماع إلى حديث الأمير نايف، الذي ارتجل كلمة دامت نحو20 دقيقه، وكرر فيها كثيرا أمر الاستعانة وطلب التوفيق والنصر والعزة من الله .. هنا ستقف كثيرا أمام هذا الهرم الذي أوكل حياته لله مُطبقاً سلفاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي أسست عليها قواعد هذه الأمة، ومسيرا أمره وفقاً لقول الله سبحانه وتعالى : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ). أغلبنا إن لم نكن جميعنا كنا نعتقد أو بالأصح نجزم أن بعد تلك العملية الدنيئة التي أنجى الله منها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية عند استهدافه من قبل أحد أفراد الفئة الضالة، ستصبح الإجراءات الأمنية معقدة إلى درجة كبيرة، وسيكون هناك كثير من الحواجز عند الرغبة في لقاء أحد قيادات هذا البلد المعطاء، إلا أن ما كان البارحة الأولى في ذلك اللقاء العفوي لأكبر دليل لدحض جميع المعادلات والتحليلات التي لم تنبني على أسس راسخة، بل إنها كانت مجرد توقعات لم تصل ولم تسجل أي نسبة من الحقيقة الفعلية لمنهج المملكة الذي قال عنه الأمير نايف: « إن المملكة لن تغير من سياساتها ونهجها ومبدئها الذي أتبعته مع الراغبين في العودة إلى جادة الصواب من أفراد الفئة الضالة مهما كان نوع الجرم الذي تم ارتكابه، وإن الأبواب ستظل مشرعة ومفتوحة لمن أراد أن يصحح منهجه ويعود إلى سبيل الرشاد بعد أن ضُلل به، وأن الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ انتهجت سياسة الباب المفتوح، حيث إن بإمكان أي مواطن أن يتحدث مع أي مسؤول، كما أنه يستطيع أن يلتقي بأعلى سلطة في البلاد ممثلة في خادم الحرمين الشريفين بكل يسر وسهولة». لقد تجلت حقيقة فعلية في تلك الكلمات التي جاءت موضحة لاستراتيجية وزارة الداخلية في التعامل مع الإرهاب, والتي تعتبر أن معظم شباب الوطن الذين انخرطوا في المجموعات الإرهابية إنما هم ضحايا فكر ضال يجب تخليصهم منه بروح أبوية وأخوية، وبروح تمكنهم من العودة من جديد للخضوع للمناصحة ومن ثم العودة للمجتمع للمشاركة الفاعلة .. الدعوة بالعودة لم تكن مقصورة على شخص معين بذاته، بل إن الأبواب مفتوحة على مصراعيها للجميع، حتى وإن كان ابن الوطن الضال قد ارتكب أيا من الجرائم المصنفة تحت مفهوم الإرهاب كما ونوعاً. ختاما لم يستوقفني كثيراً ما جاء في كلمة الأمير نايف رغم أنني تلمست الكلمات جميعها بشعور الأب المتحدث إلى ابنه، إلا عندما أكد أن معالجة أي فكر لا تكون إلا بالفكر .. هنا أيقنت تماما إن العلاج توفر للداء، خاصة وأن هناك استراتيجية للأمن الفكري يعكف على إعدادها مختصون ومعنيون سينتهون من إنجازها قريبا.
الرابط
الفكر بالفكرالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
496003النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5820الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالرحمن فقيه
محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
خميس السعديتاريخ النشر
20090917الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية