الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جائزة نوبل للتخدير
الخلاصة
جائزة نوبل للتخديرد. جميل محمود مغربيسأتطرق لموضوع لاكته الأقلام بقدر كافٍ ولكن لحسن الحظ أنها تركت لي ثغرة أتسلل منها لتفسير السر الخفي الكامن خلف هذا الموضوع ولا أزعم يقينا أنه السر المؤكد ولكنه تفسير يندرج ضمن جملة التفسيرات كما أود أن استغل ما يناقض ذلك التوجه لتحفيز المعنى بالحدث للاستفادة منه في الانطلاق إلى عوالم أرحب وإضافة مكتسبات جديدة كنتيجة عملية لما تمّ من إنجاز في صورة هدية قدمت على طبق من تملق سياسي.وأعني بذلك منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام للعام الحالي 2009م ويتعين تحليل منح هذه الجائزة باستخدام طريق متعرج فهو جدير بالجائزة وإن لم يستحقها وقد سبق أن منحت لشخصيات من السوء والرداءة مثل مناحيم بيجن أو شيمون بيريز.فلقد كان أوباما شجاعاً ومتواضعاً في آن حينما ذكر بأنه لا يستحق الجائزة وإنما يتقبلها نيابة عن الشعب الأمريكي العظيم.وكونه لا يستحق الجائزة إنما يرتبط بمفهوم الجائزة التي تمنح عادة كمكافأة على إنجاز حسي ملموس وفي هذا الميدان لمن سعى إلى إرساء أو تحقيق مبادئ السلام ولا تمنح على الخطط والنوايا.وأوباما حتى هذه اللحظة لم يحقق منجزاً ملموساً في عالم السلام ولم يستطع الوفاء بأي وعد قطعه لتحقيق معطى سياسي يتطلع إليه المجتمع الدولي فمعتقل جوانتنامو لم يغلق بعد وبالمناسبة لمن يود مزيداً من الإيضاح فإن جزيرة جوانتنامو قد استأجرتها الإدارة الأمريكية من العدوة اللدودة كوبا لإقامة قاعدة عسكرية ومن يقبع فيها من السجناء لا يمكن أن يعامل كأسير حرب باعتباره يقيم خارج الحدود الأمريكية وليس لكوبا عليه سلطة باعتبار تأجير القاعدة أو الجزيرة لأمريكا كما أنه لا يمكن أن يحظى بمعاملة المجرمين لأنه يقبع خارج الحدود الأمريكية فلا تسري عليه قوانين المحاكم الأمريكية إلا إذا تمّ جلبه إلى الأراضي الأمريكية.وبالنسبة للعراق فإن أوباما لم يستطع حتى اللحظة أن يمنح العراق الاستقرار المنشود والحياة الديمقراطية المستقرة والحرية التي أضحت حلم كل عراقي بل وعربي ومسلم يشفق على معاناة هذا الشعب المتحول من كارثة إلى كارثة من عهد ظلم أبنائه إلى عهد ظلم الأجنبي.كما أن أفغانستان التي وعد أوباما بإلقاء ثقله على أرضها لمحاربة فلول القاعدة وطالبان تشهد تنامياً لموجات التصعيد من قبل طالبان بما يهدد الوجود الأمريكي وينأى بفرص النصر بعيداً عن تطلعات الجيش والإدارة الأمريكية.وهناك شخصيات عالمية قدمت للسلام ما لم يقدمه أوباما وللإنصاف وبعيداً عن انتمائنا كسعوديين فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قدّم للسلام ما يفوق ما قدمه أوباما أو سواه من خلال مبادرة السلام إبان كونه ولياً للعهد وتكريس الدعم لها من خلال مؤتمر القمة العربية المنعقدة في بيروت لتصبح مبادرة عربية وتبنى نشر هذه المبادرة عالمياً بعد وصوله إلى سدة الحكم كملك للمملكة العربية السعودية إضافة إلى جهوده في محاربة الإرهاب، وعقد مؤتمر في مدينة الرياض يلم شمل الجهود الدولية في مسار موحّد وإنشاء مركز دولي للتنسيق في محاربة الإرهاب.يضاف إلى ذلك تكريس الصبغة الإنسانية في التعامل على المستوى الدولي من خلال مد يد الحوار بزيارة الفاتيكان ولقاء البابا بنديكتوس وفق مفهوم الآية الكريمة (ادفع بالتي هي أحسن) في محاولة لدرء غائلة الكراهية عن الإسلام والمسلمين ثم منح شقائقنا من النساء فرصة الإسهام في ركب البناء والتنمية وان تحظى المرأة السعودية لأول مرة في تاريخها بمنصب وزير وتوّج سلسلة الأعمال والإنجازات بتشييد جامعة الملك عبدالله للعلوم كمعلم حضاري عالمي تتلاقح في معامله ومختبراته التجارب والعقول لترتقي بالمنجز العلمي لما تتطلع إليه الإنسانية من إنجازات في ركب الحضارة والتقدم.إن منح الجائزة لأوباما ربما استهدفت تخدير الرئيس الأمريكي عن مواصلة مسيرة البحث عن السلام والتنازل عن مبدأ قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنباً إلى جنب بعد أن استغل نتنياهو فرصة الزمن للمراوغة وصياغة شروطه التعجيزية، وبالتالي فإن ما يطمح إليه أوباما قد وصله على طبق من ذهول ليكمل كوكبة الجوائز الممنوحة تحت عجاج الاستغراب لتذهب جائزة الآداب لهيرتا ميلر الألمانية من أصل مجري وهي كاتبة مغمورة وشاعرة غير معروفة تجنباً لمنحها للجزائرية الكاتبة بالفرنسية آسيا جبار خاصة وأن أعمال ميلر تتعاطى الشأن المجري بلغة ألمانية وإن كنت استحسن منحها لكاتبة لا تحظى بزفة إعلامية ولم تحظ أعمالها بالترجمة للغات المختلفة حيث يسعى بعضهم للترويج لأنفسهم والترجمة لأدبهم.إنني آمل أن تشكل الجائزة لأوباما حافزاً لمواصلة المسيرة نحو تحقيق السلام وأن لا تتحول إلى قرص (فاليوم) يقوده إلى الإغفاء على مكتبه البيضاوي قبل سريره الوثير.
الرابط
جائزة نوبل للتخديرالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
498805النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16977الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعوداسيا جبار
باراك اوباما
شيمون بيريز
مناحيم بيغن
الموضوعات
الأوسمة والنياشينالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20091016الدول - الاماكن
افغانستانالسعودية
العراق
الفاتيكان
باكستان
كوبا
لبنان
استكهولم - السويد
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
جوانتنامو - كوبا
كابول - افغانستان
هافانا - كوبا