الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تعقيبا على عضوان الأحمر ليس كل رأي شخصي صحيحاً ومعتبراً
التاريخ
2009-02-24التاريخ الهجرى
14300229المؤلف
الخلاصة
قرأت مقالا للكاتب عضوان الأحمري في الوطن عدد يوم الاثنين 21/2/1430، في زاوية نشرة نقدية يقارن فيه بين حجاب عيدة الجهني الكامل وبين لباس نادين البدير. وللحقيقة أنا لم أشاهد المرأتين ولكن أعجبني كلامه في مدح الشاعرة عيدة الجهني وتمسكها بحجابها برغم مشاركتها في قناة عالمية وأمام كثير من الناس من الجنسين، فقناعة عيدة أو غيرها بالتزامها بحجابها وسواء هذا الالتزام كان داخل السعودية أو خارجها هذا فعلا يستحق الإشادة وخاصة عندما تكون هذه القناعة مصدرها مراقبة الله عز وجل فهو سبحانه يرى الإنسان ويراقبه ويعلم خفاياه في أي مكان وفي كل زمان.ولكن الذي أدهشني في مقال السيد عضوان ثناؤه على تنورة نورة البدير القصيرة وهو يزعم أن هذا إيجابي وهو نابع عن قناعة من نادين وأن هذا لا يعتبر من التناقض الذي تفعله بعض النساء في كونهن يرتدين الحجاب في مكان ويخلعنه في مكان آخر.نعم أوافقك أخي عضوان أن النساء اللاتي يرتدين الحجاب في مكان ويخلعنه في مكان آخر يعتبر فعلهن من التناقض وربما وصل إلى عدم القناعة فإذن عليهن بالتمسك بخصلة واحدة إما الحجاب أو تركه وعند الاختيار لابد أن يرجحن الذي سيقدمن عليه وماذا سيخترن، والحقيقة أنه لا اختيار أمام النساء المسلمات في ذلك فالحجاب هو أمر إلزامي من رب الأرض والسماوات، فالاختيار يكون في الأمر المباح والمندوب والمكروه، أما الواجبات ففعلها إلزامي والمحرمات تركها إلزامي وهنا القناعة، ليست معتبرة فهل لشخص مسلم يوما من الأيام مثلا أن يترك الصلاة بدعوى أنه لم يقتنع داخليا؟ هل له أن يشرب الخمر يوما، بدعوى أنه يحبها وإذا لم يشربها فسيقع في تناقض مع حب نفسه لها ومع تركها، هناك أمور لا نحتكم فيها إلى شهوات النفوس أو العقل المجرد عن القيم والمبادئ وقبل ذلك الدين.يقول الأخ عضوان أيضا في مقالته: كلتا الحالتين ظهرتا على الشاشة بالشكل الذي عبر عن القناعة الحقيقية وعن الرأي الشخصي بعيدا عن أي مزايدات.وأقول إن القناعة والرأي الشخصي من المبادئ التي اهتم بها الإسلام ولكن ليس كل رأي شخصي صحيحا ومعتبرا وليست كل قناعة فردية يأخذ بها الشخص، فهناك النصوص الشرعية والقواعد الكلية والمصالح والمفاسد والقيم والمبادئ، فما كان من قناعات وآراء شخصية موافقة لذلك أخذنا به وما خالف فيضرب به عرض الحائط.ثم يقول: ليست حرية جماعية تقود الشخص إلى حيث لا يدري سواء اليمين أو اليسار.كلام جميل وصحيح فلا بد للشخص أن يحكم عقله فلا يتأثر بالأكثرية فربما كانت هذه الأكثرية على غير هدى وتهوي بالشخص في مهاوي الردى وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك على سبيل الله أما إذا كانت الحرية الجماعية هي الدالة على الخير والحق والدين فلا ضير على الإنسان في اتباعها والانخراط في دائرتها.والحمدلله فنحن في هذه البلاد قد منّ الله علينا بنعم عظيمة من تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإن استشكل علينا شيء فعلينا أن نرجع إلى علمائنا الربانيين والحمدلله لدينا في هذا البلد الخير المعطاء هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء وهم أهل علم وتقوى ومحل لثقة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين فبرجوعنا إلى هؤلاء العلماء نستطيع أن نعرف هل قناعتنا وآراؤنا وفق ديننا أم أنها في واد آخر.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
500870النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
0الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعضوان الأحمري
عيدة الجهني
نادين البدير
نورة البدير
الموضوعات
الشريعة الاسلاميةالمرأة في السياسة
الهيئات
جمعية علماء المسلمين - السعوديةالمؤلف
محمد يحيى البدريتاريخ النشر
20090224الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية