الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هناك ألف دارفور في البلاد العربية
التاريخ
2006-10-12التاريخ الهجرى
14270919المؤلف
الخلاصة
هذه المشكلة المستعصية نشأت من غياب العدل في الوطن الواحد. الإقليم أهمل إهمالاً كاملاً جعل الفقر والمرض سيداه. صحيح أن السودان فقير ولكن فقره لم يمنعه من شراء الأسلحة وخوض حروب استنزاف. ولكون التركيبة السكانية في إقليم دارفور تتكون من القبائل المحلية وقبائل عربية نزحت إلى الإقليم في فترة القحط الذي أصاب السودان في الثمانينات فقد نشأ صراع واقتتال وغنائم سلب وهذا ما يعرف بالخلاف القديم. أما الصراع الأحدث فقد بدأت شرارته بهجوم عناصر من سكان دارفور على مواقع حكومية في محاولة لإجبار الحكومة على مساعدة الإقليم وكان رد فعل الموالين للحكومة الجانجويد كبيرا إذ عاثوا في الإقليم حرقا وتدميرا وسلبا ونهبا. وهكذا اكتمل الثالوث القاتل في الإقليم: الجوع والخوف والمرض. فنزح مئات الآلاف من سكان الإقليم في محاولة يائسة للهروب من جحيم السودان. وكان لهذه المأساة وقع كبير على المجتمع الأفريقي والدولي مما وضع الحكومة السودانية في بوتقة ضغط سياسي كبير. ولا تنكر الحكومة السودانية جرائم الحرب التي حدثت في الإقليم لدرجة أنها أنشأت المحكمة الوطنية لجرائم دارفور قبل عام، وبغض النظر عن دافع إنشاء المحكمة إلا أنه إقرار بوجود المشكلة، وهذا يخالف رأي من يحاول أن يقول بأن المشكلة مفتعلة أو أن الغرب يضخمها. هناك حركتان أساسيتان في الإقليم مطالبهما عادلة ومعقولة، وكان هناك أكثر من صلح بينهما وبين الحكومة، إلا أنها لم تصمد في ظل تساهل الحكومة المركزية وتجاوز الأطراف المتناحرة. بغض النظر عن كل الأسباب فالمسؤول الأول عن المشكلة هي الحكومة السودانية. الحكومات مسؤولة عن الحفاظ على وحدة الوطن وملزمة بالعدل بين المواطنين. وبإعطاء كل ذي حق حقه. الحكومات مسؤولة عن تقديم كافة الحاجات الأساسية للمواطنين مهما كان بعد قراهم وأقاليمهم عن المركز الإداري. والحكومات التي تفرط في هذا تزرع بذرة الخلاف وتقضي على الانتماء وتشجع العنف. وهذا بالضبط ما حصل في دارفور. مشكلة دارفور ليست وليدة يوم أو سنة أوسنتين ولكنها تراكمات إهمال وظلم من الحكام الإداريين. أصبح الوطن يدفع ثمنها وقد يكون الثمن باهظا. بعيدا عن المجاملات فهناك أكثر من دارفور في كل بلد عربي بلا استثناء. فبينما تتخم المدن الرئيسية بمشاريع التنمية يبقى 80من الوطن خارج حدود التنمية بكل أشكالها العلمية والصناعية والاقتصادية. العدل أساس الحكم. مقولة قديمة استوعبها خادم الحرمين حفظه الله جيدا وجعلها الأساس في التنمية في كل خطاباته. بقي أن يستوعبها الآخرون في مجال التنفيذ ليعم النفع الوطن بعيدا عن الحسابات الإقليمية والشخصية والمجاملات. وبقي على المواطن أن يدرك أن حقوقه ليست رهنا لرغبات شخصية، وأنه سيحصل على حقه كاملا إذا تفانى في طلبه. ومن الخير لكل وطن أن يعلو صوت المواطن فيه على أن يعلو صوت الرصاص كما حدث في دار فور. تجربة دارفور مريرة ومؤلمة فهل تستوعب الدول العربية التجربة لتتلافى تكرارها في البلاد العربية الأخرى.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
503128النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13989المؤلف
محمد القويز - دكتورتاريخ النشر
20061012الدول - الاماكن
السعوديةالسودان
العالم العربي
الرياض - السعودية
دارفور - السودان