الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حماية لحرية التعبير
التاريخ
2009-08-28التاريخ الهجرى
14300907المؤلف
الخلاصة
حماية لحرية التعبيرعبدالله فراج الشريفمنذ انطلقت فكرة الحوار الوطني، الذي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ايده الله ونطاق حرية الرأي والتعبير يتسع يوماً بعد يوم، ويمنح التعددية والتنوع الموجود فعلاً على ارض الواقع في هذه البلاد المباركة ان نعمل بالشكل الذي يقضي على احادية الرأي والاستبداد به، والتي هيمنت على شتى مجالات الحياة في وطننا، بل وعطلت العمل من اجل النهوض بشؤون الحياة في هذا الوطن، عبر ما ولدته من اقصاء لكل رأي يخالف ما ساد من الرأي والفكر المستبد به من قبل فئة ظنت انها وحدها تمتلك الحق والحقيقة، هذا الاقصاء جعل كل من يطرح رأياً آخر متهماً عند هؤلاء في دينه، معرضاً للمحاسبة من قبل هؤلاء لمجرد أنه طرح رأياً أو فكراً لا يوافقون عليه، والمتابع لتاريخ الافكار يدرك بسهولة أن الساحة بكل منابرها كانت لمن يفرضون رأياً واحداً، لا يقبلون من احد أن يختلف معه، وكل الوان الطيف الاخرى لا تمتلك من تلك المنابر شيئاً يذكر، الا ان تكون زاوية أو عموداً في صحيفة محلية، والمعلوم أن الصحف في بلادنا لا يقرأها الا المثقفون، حتى كدنا ان نقول ان من يكتبون في الصحف انما يخاطبون انفسهم، فجل المتعلمين في بلادنا لا يقرأون الصحف، بل لعل بعض النخبة المثقفة لا تقرأها ايضاً، واما المواقع التي تؤثر في الناس فيمتلكها الاخرون، الذين يؤمنون بأحادية الرأي ويقصون كل من عداهم عن ساحته، من اجل ان تبقى هذه الاحادية التي تخدم مصالحهم الدنيوية لا الدينية، فالمساجد والمجالس وحلقات الدرس، ووسائل الاعلام مرئية ومسموعة واكثر الوسائل المكتوبة لهم دون غيرهم، ومنها يبثون افكارهم، ولكنهم مع هذا كله يرفعون اصواتهم بالشكوى من ان الصحف تقصيهم، رغم ان لهم فيها وجود لا يستهان به بين محرريها وكتابها، لمجرد انه يظهر فيها بين الحين والآخر رأي آخر لا يتفق مع ما يبثون من افكار، ويريدون ان يقصوه باعتبار انه عدوان كما يظنون على حقوقهم، التي ليس للآخرين ممن يختلفون معهم مثلها، فالدين والفكر والادب لا يجب ان يكون من سواهم، ووجدوا مع كل المتاح لهم الذي استغلوه أسوأ استغلال وسائل أخر يمتلكونها ويطوعونها لافكارهم ونشرها بين الناس، ومنها البث عبر الفضاء الذي ازدحم بما يسمونه قنوات اسلامية، لم يعد حصرها ممكناً، واصبح كل داع او واعظ خاصة من أطلق عليهم رموز الصحوة له قناة او اكثر تبث افكاره، ومع هذا يشارك ببرامج واحاديث يعدها ويقدمها عبر قنوات كان يهاجمها من قبل ويعتبرها قنوات انحلال وفساد، وساحة الانترنت كادت ان تكون لهم اليوم خالصة، ومع هذا كله فهم يصرخون شاكين ان فئة يقولون انها القلة وهم الكثرة ويصنفونها بالعلمانية مرة واخرى بالليبرالية وثالثة بالتغريبية هي التي تقصيهم، ولابد من القضاء عليها لتبقى كل الوسائل ملكهم وألا يبقى في ساحة الرأي والفكر والاجتهاد سواهم، فالسعي لاقصاء كل من يفكر في مشاركتهم هذه المنابر لا يزال يجري على قدم وساق ولا عزاء لوسطي او معتدل ينشد التغيير، فما ان يظهر برنامج يختلف في مضمونه عن ما يرددون من افكار حتى يبدأ العمل المنظم لإيقافه بجهد واجتهاد منقطع النظير، حتى اصاب كل مجتهد يريد أن ينفع وطنه واهله بمخزون معرفته الاحباط، واصبح يعتقد جازماً ألا مكان له في هذا الصراع الذي لا يتوقف بين مجتمع مسالم، الغلبة فيه لصاحب الصوت الاعلى، الذي يجيد التنظيم لاستلاب حق غيره، وهذا ما يجعلنا اليوم ننظر بعين فاحصة، حتى نحمي حرية التعبير بعد ان سعدنا باتساع نطاقها، لنحمي هذه الحرية التي تتيح لنا أن نقدم لمجتمعنا أنفع الافكار وأصوبها، فهل يفعل العقلاء منّا ذلك ؟! هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
الرابط
حماية لحرية التعبيرالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
503639النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16928المؤلف
عبدالله فراج الشريفتاريخ النشر
20090828الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية