الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ملكان .. وأهداف عليا
Date
2007-06-27xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14280612Author
Abstract
كلمة الرياض ملكان.. وأهداف عليا.. يوسف الكويليت لم تغلق الحدود بين المملكتين السعودية والأردنية لأسباب سياسية، ورغم وجود تباينات قسّمت الوضع العربي في مساراته المتعرجة والطافحة بالخلافات، إلا أن الأمور تتم تسويتها بين البلدين بأقل الخسائر المادية، أو تصعيد الاتهامات، لتصل إلى القطيعة الدائمة.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز في آخر مشوار رحلته الأوروبية والعربية يصل الأردن وسط حفاوة غير مسبوقة لأي زعيم عربي وتأتي تلقائية من الشعب، والسر أن هذا الزعيم الذي يحظى باحترام عربي، وإسلامي ودولي، لم يبحث عن نجومية تصنعها وسائل إعلام لتنقلب من الضد للضد، كما عودتنا رحلة التاريخ العربي إذا لم يحصل الإعلامي على مكافآت محرمة، فقد صنع مجد أمته ووطنه من خلال كفاءته الشخصية، ونموذجية علاقاته الواسعة، وصدقه أمام المواقف التي لا تقبل المزايدات، وحتى الذين حاولوا الإساءة له شخصياً، أو لبلده، تعاملَ معهم بمن يملك كبرياء العقل الكبير الذي لا يأخذ بالدونيات، أو الثارات التي طالما عمّقت الانقسامات العربية.. رائد المشاريع الكبرى في المدن الاقتصادية، والمنفتح على كل الثقافات والحوارات، يدرك أن في الأردن من استطاع خلق بلد احتمى بالعقل رغم النيران التي أحاطت به من كل الاتجاهات، ولعل القواسم المشتركة بين البلدين، قامت على أسس راعت كل الظروف القائمة، ولذلك ما يجمعهما ليس فقط الأمن والمصالح الاقتصادية، وإنما بناء استراتيجية شاملة تعمل على خلق أجواء عربية تبتعد على الأقل عن حالة الضياع والتشرذم، والمصادمات التي حوّلت هذا الكيان الكبير إلى أقاليم، وقرى، ودول مايكروسكوبية ترتهن في سياساتها إلى فضاء إقليمي وخارجي.. فالممالك العربية التي طالما وُضعت في خانات الرجعية والعمالة للغرب، وهدم المصالح القومية، هي مراكز الاستقرار الآن وملجأ الذين مزقتهم الانقلابات وحروب الأقليات والانتماءات المتعددة، حتى إن المشهد العربي الذي أصبح عالة وعبئاً على الداخل والعالم الخارجي، تحول إلى المريض الأكبر في التاريخ الحديث الذي لم تنفعه الرعاية الصحية الكبيرة طالما كراسي السلطة، وشيوخ الدين، والقبائل هم التعويض عن الوحدة الوطنية والوطن.. المملكتان عانتا كثيراً، لكن صبر القيادتين، واتساع رؤيتهما غيّرا تلك المفاهيم والمؤامرات التي وصلت إلى حد تقسيم الأردن، وإشعال الحروب على حدود السعودية، ودعم الإرهاب، والذهاب إلى جعلهما هدفاً لمافيا المخدرات، وكل هذه الأسباب أعطت البلدين حصانة تفوقت على الانفعالات المنفلتة إلى صياغة مشروعهما الناهض والبعيد عن خلق الخصومات.. ورغم أن الأردن محدود الإمكانات والموارد، فهو الأفضل بين الدول العربية التي تتضاعف إمكاناتها معه أمنياً وتنموياً، والسبب يعود للاستقرار، والاحتفاظ بقدر كبير من التوعية، وجعل الطاقات البشرية التي تسعى إلى مضاعفة مداخيلها، وإيجاد وظائف لها، هي التي تقذف بشعارات المراهقة السياسية خلف ظهرها، ونفس الشيء بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي فضلت أن تحوّل عائداتها إلى بناء كبير سوف يُحدث نقلة نوعية في المحيط العربي كله ويجعلها الهرم الاقتصادي والسياسي معاً..