الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
البطالة .. والأزمة الاقتصادية العالمية
الخلاصة
الآن وبعد أن تجاوز العالم مسألة الإقرار بعمق الأزمة الاقتصادية, وأن الاقتصاد العالمي دخل فعلا بسببها وبسرعة كبيرة في مرحلة انكماش قد تمتد إلى أكثر من سنة واحدة, فالاهتمام بات ينصب على المشكلات التي تولدت من الأزمة. ففي البداية كانت التوقعات تشير إلى أن نمو الاقتصاد العالمي سيتراجع إلى ما دون 1 في المائة, وهذا هو في حد ذاته يمثل ركودا عميقا للاقتصاد, إلا أن التوقعات الحالية تجاوزت هذا الحد وباتت تضع مستوى النمو في الاقتصاد العالمي في الخانة السالبة, وبالتالي تمثل هذه الأرقام المحتملة انهيارا اقتصاديا وبشكل سريع, ما يفاقم المشكلات والأزمات المترتبة على الأزمة. ويكفينا للدلالة على حدوث مثل هذا الانهيار فقدان أكثر من نصف مليون أمريكي وظائفهم في شهر واحد فقط, والأمر الآخر هو قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض نسبة الفائدة إلى ما دون الربع نقطة, وهذا إعلان صريح بأن الأزمة كبيرة جدا وأن البنك ذهب إلى أقصى ما عنده من أدوات لمواجهتها والتقليل من تبعاتها السلبية. وبدأت تظهر آثار الأزمة بوضوح في جميع القطاعات الاقتصادية الصناعية والخدمية, وبالأخص في الدول المتقدمة في أمريكا وأوروبا واليابان وشرق آسيا, فالبنوك تنهار بسرعة, وتسارع الدول لإنقاذها بمليارات الدولارات, وشركات السيارات الأمريكية الثلاث الكبرى تهدد الحكومة الأمريكية بإعلان إفلاسها, إن لم تشملها خطة الإنقاذ الحكومية, وحتى شركة السيارات اليابانية العملاقة تعلن ولأول مرة خسائر تشغيلية لهذا العام, وحتى الشركات الصغيرة والفنادق احتوتها الأزمة وأغلق كثير منها أبوابه تجنبا لمزيد من الخسائر أو بسبب صعوبة الحصول على التمويل المطلوب لتعديل أوضاعها, ما دفع بعضها إلى المطالبة بالدعم الحكومي لإنقاذها من أزمتها. كل هذه الآثار المترتبة على الشركات والبنوك والمؤسسات الاقتصادية, أدى بها إلى إعادة هيكلة نفسها وتقليص نشاطها وتأجيل كثير من مشاريعها المستقبلية, ما أدى إلى تسريح أعداد كبيرة من العمال والموظفين مع قلة الفرص المتاحة للداخلين الجدد في سوق العمل. فرئيس منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي يتوقع أن تتسبب الأزمة الاقتصادية في فقدان ما يقارب 25 مليون وظيفة في العالم في غضون السنة المقبلة حتى عام 2010, ومثل هذا الرقم الكبير الذي يضاف إلى أعداد العاطلين له عواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة. ولما كانت الأزمة الاقتصادية عالمية....
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
594341النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5557الموضوعات
الازمات الاقتصاديةالازمات المالية
التوظيف
الهيئات
مجلس الاحتياطى الاتحادي الفيدرالي - البنك المركزي - الولايات المتحدةمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي
تاريخ النشر
20081228الدول - الاماكن
السعوديةاليابان
اوروبا
الرياض - السعودية
طوكيو - اليابان