الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المملكة وسلطنة عمان .. تواصل جغرافي بإمكانات استراتيجية واعدة
التاريخ
2006-12-23التاريخ الهجرى
14271202المؤلف
الخلاصة
يبدأ اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أول زيارة رسمية يقوم بها عاهل سعودي لسلطنة عُمان، بصورة رسمية ثنائية، خارج فعاليات مؤتمرات القمة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. الزيارة مهمة نظراً لتاريخيتها.. ومهمة أكثر لأنها تبنى على تراث عميق وغني لعلاقات ثنائية متنامية تجد جذورها في رابط الاتصال الجغرافي الممتد، وكذا رابط إنساني أعمق جذوراً... الأمر الذي يشكل رابطاً استراتيجياً، بكل إمكانات ذلك الواعدة. تشكل المملكة وسلطنة عمان أهم دعائم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بوصفهما أكبر دولتين في المجلس مساحة وفي عدد السكان، وكذلك في الميزة الاستراتيجية التي تتكون منها الموارد الاقتصادية والجغرافية، لمجلس التعاون. جغرافياً: يشكل اقليميا الدولتين، إطلالة مباشرة على ثلاثة منافذ بحرية، دفعة واحدة: بحر العرب والخليج العربي والبحر الأحمر. ميزة استراتيجية كبرى لا تتوفر لأي دولتين في مجلس التعاون، ولا لأي دولتين من دول شبه الجزيرة العربية. تطوير إمكانية الاستفادة من الموقع الجغرافي للدولتين، سوف يصب في خدمة مصالح شعبيهما، وتكريس عوامل الاستقرار في منطقة الخليج العربي... وفي منطقة جنوب غرب آسيا، بصورة عامة. لقد بدأت إرهاصات ذلك، باتفاقيات ترسيم الحدود بين البلدين عام 1990.. ومؤخراً، بداية شهر ديسمبر الحالي، تم فتح معبر بري، في منطقة الربع الخالي، لتسهيل انتقال الأفراد وأدوات الإنتاج والسلع والخدمات، لتعميق أواصر التكامل الإقليمي بينهما، في إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التكاملية. في غياب صور التواصل الثنائي بين البلدين، على المستوى الاستراتيجي، مع تطور بؤر لعدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة، قاد ذلك إلى إحياء تطلعات إقليمية لبعض القوى الإقليمية في منطقة الخليج العربي، ليكون لها تواجد استراتيجي، على الجانب الغربي من الخليج العربي. حدث هذا في بداية السبعينات، عندما نالت معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية استقلالها، من ضمنها سلطنة عُمان. واستمر ذلك حتى هدوء الجبهة التي كانت مصدر التوتر على حدود سلطنة عُمان الغربية مع اليمن، حتى زال مصدر هذا التوتر، تماماً، منذ بداية الثمانينات. في بداية التسعينات، كان للتعاون الاستراتيجي بين المملكة وسلطنة عُمان، دورٌ في الحفاظ على كيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بعد فشل الغزو العراقي للكويت. حتى قبل ذلك، في بداية الثمانينيات، عندما اندلعت حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، كان للتعاون الاستراتيجي بين المملكة وسلطنة عُمان، دور استراتيجي، في احتواء تلك الحرب الإقليمية، التي امتدت لثماني سنوات وواكب اندلاعها قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. وكانت بمثابة أول اختبار استراتيجي للمجلس،.... الأمر الذي أكد، في نفس الوقت، عمق الروابط الاستراتيجية بين أعضائه، خاصةً الدول المهمة استراتيجياً ضمن كيانه، مثل: المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان. هذه القواسم المشتركة، للبعد الاستراتيجي لموقع الدولتين، في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، ومنطقة جنوب غرب آسيا تقود عملية الاهتمام به والاستفادة من إمكاناته الواعدة خدمة لمصالح البلدين العليا، في إطار استقرار إقليمي يساهمان فيه بفاعلية. أي تقدم في مجالات القضايا التي تزخر بها أجندة المباحثات التي يجريها خادم الحرمين الشريفين مع السلطان قابوس بن سعيد، في مسقط، يمكن اعتبارها إضافة إيجابية للعلاقات الأخوية المتنامية بين البلدين، سوف تنعكس، إيجاباً بالضرورة، على مجلس التعاون لدول الخليج العربية. لاشك أن الاستفادة الثنائية التي سوف يجنيها الطرفان، من فتح المعابر الحدودية بينهما، تنفيذاً للاتفاقية الموقعة بين الجانبين، في الخامس من شهر ديسمبر الحالي، من أجل تسهيل انتقال أدوات الإنتاج بين بلديهما وتعميق التواصل الاجتماعي بين شعبيهما، سوف تنعكس إيجابياً على حركة أدوات الإنتاج والأفراد والسلع والخدمات الاستهلاكية والرأسمالية، بين دول مجلس التعاون، بصورة عامة. وقيام الملك عبد الله بزيارة مسقط، في نفس الشهر الذي وقعت فيه الاتفاقية الحدودية بين البلدين، تشكل أكثر من مصادفة تاريخية، كون تلك الاتفاقية تشكل معبراً لعلاقات ثنائية واعدة لمرحلة جديدة تمر بها علاقات البلدين تُعظم فيهما مصالحهما، بما يتوافق مع إستراتيجية موقعهما وتاريخية صلاتهما، بأبعادها الإنسانية والحضارية الممتدة. زيارة تاريخية للملك عبد الله بن عبد العزيز لسلطنة عُمان، يُتَوَقع أن تتمخض عنها نتائج إيجابية تصب في مصلحة البلدين الشقيقين.. وكذا تجربة التكامل الإقليمي لدول مجلس التعاون... بل وحتى استقرار وأمن منطقة الخليج العربي، تمتد إلى منطقة جنوب غرب آسيا، بصورة عامة.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
595021النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
14728الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
الهيئات
مجلس التعاون الخليجيالمؤلف
طلال صالح بنانتاريخ النشر
20061223الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الكويت
دول مجلس التعاون الخليجي
عمان
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
بغداد - العراق
مسقط - عمان