الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الموقف السعودي والمأساة السورية
التاريخ
2011-08-11التاريخ الهجرى
14320911المؤلف
الخلاصة
الموقف السعودي والمأساة السوريةالسفير د. عبد الله الأشعل عبر خادم الحرمين الشريفين يوم السادس من آب (أغسطس) الجاري عن مشاعر ملايين المسلمين والعرب إزاء ما يحدث في سورية وهو الإسراف في سفك الدماء وقتل الأبرياء من المدنيين واستمرار هذه الحالة وتصاعدها خاصة في شهر رمضان. ثم أعقب هذا الموقف العلني سحب السفير السعودي من دمشق. وخلال ساعات أصدر مجلس التعاون بياناً أدان فيه سفك الدماء ودعا مثلما فعل خادم الحرمين الحكومة السورية إلى المعالجة العقلانية للموقف والتوصل إلى حل تقف به دماء المسلمين في رمضان في عمليات عنف تجعل الصراع في سورية مناسبة لكل معاد للوطن السوري. صباح يوم 7 أغسطس انعقد اجتماع المندوبين الدائمين في الجامعة العربية لإصدار أول موقف رسمي من الجامعة، وستتوالى ردود الأفعال العربية والدولية بعد ذلك لعل ذلك كله يسهم في وقف نزيف الدم السوري الزكي. ولا شك أن الموقف السعودي الحازم سواء الموقف السياسي أو الدبلوماسي المعزز بموقف خليجي وعربي قد أملته اعتبارات كثيرة ودوافع متعددة. الاعتبار الأول هو أهمية العلاقات السعودية ــــ السورية خاصة بالنسبة لسورية. فقد كان خادم الحرمين الشريفين هو الذي بادر بكسر طوق العزلة على سورية وزار دمشق واصطحب الرئيس بشار في أول زيارة له إلى بيروت وما يعنيه كل ذلك بالنسبة للملف السوري واللبناني. وقد قام خادم الحرمين الشريفين بهذا العمل التزاماً بخطه الواضح في تنقية الأجواء العربية وتخفيف الضغط عن سورية حرصاً عليها. الاعتبار الثاني هو اتساع نطاق القتل وإراقة الدماء في سورية وارتفاع أصوات الاستغاثة من الشعب السوري اتجاه العالم العربي، حيث أصبح السكوت على هذه المأساة مؤرقة للضمائر الإنسانية والعربية خاصة في شهر رمضان المبارك وهو من الأشهر الحرم في الإسلام وبشكل أخص لأن إراقة الدمار لا مبرر لها وأن المعالجة العقلانية تحفظ الوطن ودماء أبنائه. الاعتبار الثالث هو إجماع المجتمع الدولي على إدانة أعمال القمع والقتل في سورية بعد صدور بيان رئيس مجلس الأمن في الأسبوع الماضي الذي أجمعت عليه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن بينها روسيا والصين بل وعدم اعتراض لبنان. الاعتبار الرابع هو حالة القلق التي تعترى المملكة على مستقبل سورية خاصة وأن الموقف الدولي بدأ يتجه نحو الإصرار على التسوية السياسية والإشارة إلى رحيل النظام في سورية بعد أن كان هذا الاتجاه يطالب بالاختيار بين الرحيل أو الإصلاح، بل إن بعض التيارات الدولية تشير إلى الرهان على انشقاق النظام من الداخل وإلى الآثار الإقليمية السياسية والطائفية المترتبة على سقوط النظام. وقد لوحظ على الموقف السعودي والخليجي أنه اقتصر على التعبير عن القلق من اتساع دائرة القتل واستمرار المعالجة الأمنية لهذه المأساة ولم يتطرق إلى أي موقف يتعلق بمستقبل النظام السوري، ونعتقد أن الموقف السعودي الذي ركز على حقن الدماء قد تجنب المساس بالنظام، كما أنه تجنب الانحياز للثوار، وإنما ركز على العامل الأساسي للمشهد السوري وهو وقف المأساة مع التوصية بعلاجها بالحكمة. معنى ذلك أن الموقف السعودي يعبر عن قلق عربي ودولي عام وأنه ركز على حقن دماء الشعب السوري الذي لم يعد السكوت ممكناً عليه.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
595600النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
6513الهيئات
مجلس الامن الدوليالمؤلف
عبدالله الاشعلتاريخ النشر
20110811الدول - الاماكن
السعوديةالصين
دار العلوم
روسيا
سوريا
لبنان
الرياض - السعودية
بكين - الصين
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
موسكو - روسيا