الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
إيجابيات جولة بوش .. وحسناتها !
التاريخ
2008-01-23التاريخ الهجرى
14290114الخلاصة
أن ينعقد مؤتمر أنابوليس للسلام ويتحدث فيه العرب عن رؤيتهم ومواقفهم وطموحاتهم أفضل من أن لا يُعقد، وأن يُعقد مؤتمر باريس للدول المانحة ويرصد أكثر من سبعة مليارات دولار لصالح الفلسطينيين هو بلا شك خطوة إيجابية على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة التي أصبحت موضوع الساعة بعد أن كانت من الكلمات الممنوعة من الصرف، وأن يأتي الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المنطقة ولو في السنة الأخيرة من ولايته الثانية هو أفضل -دون شك- من أن لا يأتي إطلاقاً. السبب في كل الأحوال معروف ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، فالقضية الفلسطينية عندما تكون في حالة حراك وتفاعل إن دل على شيء فإنما يدل على أنها حية، ولم تسقط من ضمير العالم ووعيه بها وإحساسه بأهميتها، وأنها تشغل بال المجتمع الدولي وتحتل حيزاً من قلقه ومخاوفه، خاصة بعد أن اقتنع العالم بوجهة نظر المملكة بأن الجميع سيفاجأ عند حل القضية الفلسطينية بأن سائر القضايا الأخرى التي تعاني منها المنطقة ستحل تلقائياً، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين في العديد من المناسبات. أعود وأقول إن جولة بوش للمنطقة كانت مفيدة للعرب، صحيح أنها حملت سلبيات، لكن إيجابياتها -في رأيي- كانت أكبر، فقد أتاحت الجولة للرئيس بوش أن يغير أفكاره عن العرب والمسلمين والفلسطينيين ليخلص إلى النتيجة التي مؤداها أن هؤلاء الناس ليسوا أشراراً أو دعاة حرب، وليسوا راكبي جمال يجوبون الصحراء، وإنما أهل حضارة ورقي وتمدن، ودعاة سلام ومحبة، وأهل كرم ومودة، يعتزون بتراثهم ويتمسكون بقيمهم وتقاليدهم، ويحبون التعامل بالمثل، ويقدرون الصداقة حق قدرها. ولعل أهم انجاز حققته الجولة للعرب أنها وضعت النقاط على الحروف في ما يتعلق بقضية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة في ما يتعلق بالاحتلال الذي كان غائباً في الخطاب الأمريكي الرئاسي حتى تلك الزيارة عندما وصف بوش الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية بأنه احتلال، وعندما قال إن هذا الاحتلال ينبغي أن ينتهي. كذلك تحدث بوش بلغة الحسم التي قلما استخدمت في هكذا خطاب بأن الاستيطان ينبغي أن يتوقف. وقد لاحظ بوش أثناء قطعه الطريق من القدس إلى رام الله براً بسبب سوء الأحوال الجوية كيف تحولت الضفة الغربية إلى كانتونات بسبب الجدار الفاصل ونقاط التفتيش فكان حديثه عن دولة فلسطينية متصلة جغرافياً مؤكداً على أن تلك الدولة مستحقة منذ زمن طويل. إيجابيات الجولة خليجياً تمثلت في تلقي بوش رداً واضحاً من الدول الخليجية الأربع التي زارها -بما في ذلك المملكة- بعدم نية دول الخليج معاداة إيران حتى لو كان الثمن قيام دولة فلسطينية قبل نهاية العام 2008 لأن أي حرب جديدة في منطقة الخليج لا يمكن التنبؤ بنتائجها الوخيمة، ولا يعلم إلا الله مدى ما يمكن أن تسفر عنه من خسائر وويلات، وأن تلك الدول ليست بصدد زيادة إنتاجها من النفط إلا لدواعي زيادة الطلب في السوق. يبقى القول إن زيارة بوش لرام الله اعتراف بالكيان الفلسطيني، وقضائه الجزء الأكبر من الجولة في المملكة عكس مدى متانة وصلابة العلاقات السعودية الأمريكية والتي يعتقد المحللون أن زيادة سعر النفط مع ضخامة الاحتياطي النفطي للمملكة تعطي العلاقات الاستراتيجية بين البلدين دفعة قوية للأمام، وحيث يمكن لتلك العلاقات أن تصبح في القريب العاجل، الأكثر أهمية بالنسبة لواشنطن في المنطقة، وما يمكن أن يترتب عليه ذلك من تراجع العلاقات التقليدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي لم يعد في إمكان واشنطن -في نظر العديد من المحللين- الاعتماد عليها كحليف قوي في المنطقة!
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
602385النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15124الموضوعات
الاسلحة النوويةالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - ايران
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20080123الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
الولايات المتحدة
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
واشنطن - الولايات المتحدة