الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جامعة الملك عبدالله .. اختصار الزمن لبناء القدرات
التاريخ
2007-01-23التاريخ الهجرى
14280104المؤلف
الخلاصة
لم تنقض سوى ثلاثة أشهر على صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإنشاء جامعة للعلوم والتقنية إلا وقد انطلقت الأعمال التمهيدية في الموقع الذي تم تخصيصه لها في الجزء الشمالي من قرية ثول على ساحل البحر الأحمر. كما بدأت، في مسار مواز للأعمال المدنية، الدراسات الهندسية لوضع المخطط العام لأقسام الجامعة وتجهيزاتها وفق معايير تتناغم مع مؤسسات البحث العلمي الراقية في العالم. يبدو أن من بين الأسباب الرئيسة التي دعت الدولة لإسناد تنفيذ المشروع إلى شركة أرامكو السعودية خبرتها الطويلة في المشاريع الهندسية الكبيرة المعقدة، وسجلها في إنجاز تلك المشاريع في مواعيدها المحددة. لا شك أن المهمة الملقاة على عاتق شركة أرامكو السعودية لبناء مرافق الجامعة وتجهيزها في أقرب وقت ممكن تشّكل في حد ذاتها مسؤولية كبيرة بكل المقاييس، فإذا أُضيفت إليها تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن تكون الجامعة الجديدة مركزاً مرموقاً للبحث العلمي أصبحت تلك المهمة أكثر صعوبة وتحدياً رغم ما لدى الشركة من تجربة سابقة في المشاركة في تأسيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران قبل نحو 40 عاماً. إذ إن أدوات وأولويات البحث العلمي لم تعد كما كانت عليه بالأمس، فقد شهد العقدان الماضيان ظهور سلالات جديدة من العلوم والمعرفة نتيجة للتزاوج المطرد بين عناصرها على نحو غير مسبوق في تاريخ الإنسان. إن التركيز على البحث العلمي كمحور أساس في رسالة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ينبغي فهمه ضمن رؤية تستشرف المستقبل من منظور تاريخي، فحواه أن التقدم الاقتصادي للأمم لا يدوم إن لم تسنده قاعدة متينة من أدوات البحث والابتكار في نظام اجتماعي ينعم بالأمن والاستقرار. لقد نبعت فكرة الاستثمار في البحث العلمي عبر المؤسسات الأكاديمية في ألمانيا في القرن التاسع عشر الميلادي عندما تنبهت إلى ما حققه الجهد الجماعي المنظم للعلماء من زيادة في معدلات التطوير التقني للصناعة وغيرها، ثم انتقلت تلك الفكرة إلى بريطانيا والولايات المتحدة التي دفعت بها إلى آفاق جديدة فجّرت بدورها ما يُعرف بالثورة الصناعية الثالثة ما منح الاقتصاد الأمريكي قدرة هائلة على الإنتاج والإبداع. غني عن القول إنه كان لا بد من إنفاق الكثير من المال لبناء تلك الثروة من المعرفة، كما أن الوقت الذي استغرقه تكوين ذلك الإرث المتراكم من الدراسات، الأبحاث، والسلوكيات لم يكن قليلاً، ما يحتم ضرورة التفكير في خطط ووسائل لاختصار الزمن اللازم لجامعة الملك عبد الله لتصبح مركزاً مرموقاً للبحث العلمي. بالطبع هناك الأسلوب التقليدي الذي نشاهده في معظم الجامعات العربية إلا أنه ليس خياراً مقبولاً فيما نحن مقبلون عليه. إذ أصبح البحث العلمي في عصرنا هذا، كما أشرنا آنفاً، منظومة متكاملة يعتمد نجاحها على توافر كوادر من مستويات متعددة، منها الرئيسي، المتوسط، والمساند، إضافة إلى اعتمادات مالية سخية. إن الالتفاف على عامل الزمن في بناء قدرات جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في مجالات البحث والتطوير أمر ليس هيناً إلا أنه ليس مستحيلاً. ولعل من حسن حظ المملكة أن تأتي ولادة الجامعة الجديدة في ظل ظروف مالية جيدة وإرادة سياسية واعية بالخيارات المتاحة لبناء تنمية مستدامة للأجيال المقبلة. كما أن المملكة لديها اليوم الآلاف من الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج، منهم ربما مئات فقط أو أقل من ذلك في مراحل الدراسات العليا. من أولئك المئات يستطيع المرء أن يقول بكل ثقة إن هناك عددا لا بأس به منخرطا في أبحاث رصينة في العلوم والتقنية في الجامعات العشر الأولى أكاديمياً في الولايات المتحدة. أولئك العصبة من أبناء الوطن المبدعين يمكن استثمار طاقاتهم ومؤهلاتهم كخميرة تُستخدم لتكوين وحدات أبحاث في تلك الجامعات المتميزة تشارك فيها نخب من العاملين في ذلك الحقل بتمويل من المملكة لخمس سنوات مثلاً أو أكثر إلى أن يحين الوقت الملائم لنقل تلك الوحدات أو أجزاء منها تدريجياً من منبتها الأصلي، بعد أن يكون قد اشتد عودها، إلى تربتها الجديدة في جامعة الملك عبد الله. وهذه الفكرة ليست من نسج الخيال، بل هناك ما يضاهيها بين الجامعات الأمريكية نفسها، وكذلك بينها وبين بعض الجامعات غير العربية في منطقة الشرق الأوسط. إن فكرة استزراع برامج البحث العلمي في بيئة حاضنة لها فوائد كثيرة، منها اختصار الزمن، خفض التكاليف، بناء جسور دائمة للتواصل مع مراكز الأبحاث والدراسات العالمية ومشاركتهم في كل ما يستجد مستقبلاً، ضمان جودة ونوعية الأبحاث في جامعة الملك عبد الله وفق معايير معترف بها على مستوى المعمورة، وغيرها من الفوائد.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
601929النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
4852الهيئات
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعوديةجامعة الملك فهد للبترول والمعادن - السعودية
شركة البترول الوطنية - ارامكو - السعودية
المؤلف
محمد بن عبدالكريم بكرتاريخ النشر
20070123الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
بريطانيا
الرياض - السعودية
كامبردج - بريطانيا
واشنطن - الولايات المتحدة