الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
على مائدة مبادرة الملك الصالح
التاريخ
2007-02-10التاريخ الهجرى
14280122المؤلف
الخلاصة
على مائدة مبادرة الملك الصالح عيد بن مسعود الجهني الحياة - 10/02/07// إذا رجعنا إلى تاريخ المواقف السعودية نجد أنها تضع القضية الفلسطينية باعتبارها أولوية مهمة في سياسة السعودية الخارجية، ويبرز أمامنا لقاء الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الشهير بالرئيس روزفلت في 14 شباط (فبراير) عام 1945 في البحيرات المرة في قناة السويس، حيث طالبه بشدة برفع الظلم والجور والعدوان الصهيوني عن العرب. وفي رسالة من الملك عبدالعزيز إلى روزفلت في 10 آذار (مارس) 1945 ذكره بحق العرب في فلسطين، وأوضح لروزفلت ان «العرب هم سكان فلسطين منذ أقدم العصور أي منذ 3500 ق.م عندما سكنها الكنعانيون، واستمر العرب يسكنون فلسطين حتى اليوم وحكموها وحدهم ألفاً وثلاثمئة سنة تقريباً، ومنذ سنة 232 ق.م لم يكن لليهود وجود في فلسطين إلى ان دخلت القوات البريطانية إلى فلسطين عام 1917، فاليهود ليسوا إلا دخلاء على فلسطين». فالخطاب السياسي السعودي منذ عهد الملك عبدالعزيز قام على أسس ثابتة تقوم على الوسطية والتوازن مع الأخذ في الاعتبار المصالح العربية والظروف السياسية العالمية، ولهذا اكتسب المشروع السياسي السعودي أهميته واحترامه. وقد أرسى الخطاب السياسي هذه المبادئ على ارض الواقع وتحقيق العديد من الانجازات من خلال سياسة هادئة واقعية ومنطقية، أمكن ترجمتها إلى حقائق ناصعة، من أمثلتها تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عقب قيام العصابات الاسرائيلية بحرق المسجد الأقصى عام 1969، كما كان التدخل السعودي بالوساطة عام 1983 لإنهاء الأزمة التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية العامل الرئيسي للإبقاء على وحدة منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. وتبنت السعودية دعم القضية الفلسطينية دعماً سياسياً ومادياً، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طرح مشروع إنشاء صندوقين للأقصى والانتفاضة بمبلغ بليون دولار في مؤتمر قمة القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) 2000، تبرعت بلاده بالربع لمساندة الشعب الفلسطيني وتدعيم كفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي. وخلال شهر نيسان (ابريل) 2002 فتح باب التبرعات الشعبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، فقد بلغت تلك التبرعات أكثر من نصف بليون ريال خلال أسبوع، وفي آب (أغسطس) الماضي وجه العاهل السعودي بتقديم ربع بليون دولار لدعم كفاح الشعب الفلسطيني. ومبادرة السلام التي قدمها الملك عبدالله والتي أصبحت مشروعاً عربياً استراتيجياً للسلام بإجماع عربي غير مسبوق في قمة مؤتمر بيروت التي عقدت بتاريخ 27 آذار 2002 بشفافيتها ودقتها تعد دعماً سعودياً للقضية الفلسطينية. ولا شك ان لقاء مكة المكرمة الذي جاء بدعوة مباركة من الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية جاء لرأب الصدع بين «حماس» وحركة «فتح»، وهذا يأتي في إطار النهج السعودي لدعم القضية الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني في وجه العدو الإسرائيلي بدلاً من الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني. لقد آلم ما يحدث في فلسطين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، وحز في نفسه الميالة للخير ان يوجه الفلسطيني رصاصه إلى صدر أخيه الفلسطيني بدل ان يوجهه إلى صدر المغتصب، وأقض مضجعه أن تسيل دماء الفلسطينيين في شوارع غزة وغيرها من المدن رخيصة من دون طائل وهي التي كان يجب ان تحقن لمواجهة العدو الغاشم الظالم. وقد يقول قائل: كلنا آلمنا وحزّ في نفوسنا ما حدث بين الاخوة الفلسطينيين كعرب ومسلمين. نعم هذا صحيح، ولكن ما أحس به الملك الصالح لم يكن مجرد عاطفة تجيش ثم تخبو مع الأيام، تنفث حراً ثم تبرد، فالملك عبدالله عنده - بجانب عاطفته الفياضة - قدرة نادرة على استقراء المستقبل، ويملك إحساساً عميقاً بتوقع ما وراء الأحداث وما بينها، وقد استقرأ وأحس بالخطر الداهم الذي يمكن ان تجر إليه تلك المواجهات، وانها إذا لم تعالج فستؤدي إلى زيادة الاحتقانات والحقد والعداوات، وستشتعل نيرانها أكثر فتأكل الأخضر واليابس، وتمكن إسرائيل من تحقيق ما تريده فكل رصاصة تطلق تطلق لمصلحة إسرائيل، وكل قطرة دم تسيل تحقن في عروق الدولة العبرية لتزداد تكبراً وجبروتاً، بل ان تلك المواجهات سيكون لها أثرها على كل المنطقة، فإذا أمنت إسرائيل مواجهة الفلسطينيين نتيجة مواجهة بعضهم بعضاً فستحشد كل قواها لتحقيق أحلامها الكبرى في مد دولتها من الفرات إلى النيل. إذاً عاطفة الملك عبدالله التي دفعته إلى دعوة الفرقاء الفلسطينيين عاطفة ايجابية يحكمها العقل، ويعقلها التحكم، وتسندها خبرات واسعة ومواقف واضحة في معالجة مثلها من المشكلات، وتقودها رؤية ثاقبة، وتحرسها نية سليمة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والسلام العالمي، ويصعد بها إلى غايتها هدف مرسوم وإصرار راكز. وا
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
603054النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16017الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعوداسماعيل هنية
خالد مشعل
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
فرانكلين ديلانو روزفلت
محمود عباس
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
الهيئات
حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية - حماس - فلسطينحركة فتح - فلسطين
منظمة التحرير الفلسطينية - فلسطين
المؤلف
عيد بن مسعود الجهنيتاريخ النشر
20070210الدول - الاماكن
اسرائيلالاردن
السعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
عمان - الاردن