الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الرياض .. عاصمة الفرح
التاريخ
2006-11-13التاريخ الهجرى
14271022المؤلف
الخلاصة
السلام عليكم.. وبعد الرياض.. عاصمة الفرح د.يوسف بن أحمد العثيمين في خطبة عيد، غير مسبوقة في موضوعها، تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، عن مشروعية الفرح والبهجة، وإظهار السرور في الأعياد.. وقال: ان العيد جزء من نظام أمة الإسلام يصل ماضيها بحاضرها، وقريبها ببعيدها، ويربط أفراحها وابتهاجها بشعائرها.. وأشار الشيخ إلى ان الفرح بالعيد من سنن المرسلين، وأن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين.. والرسول (صلى الله عليه وسلم) أظهر الفرح والسرور في الأعياد في شرعه وفعله، وأذن للناس أن يفرحوا، وأقرّ الفرحين على فرحهم، وأن بعض الناس يجتهدون في حسن نية ف(يضيّقون) على الناس في مشاعرهم، ويستنكرون عليهم إظهار الفرح والابتهاج بالعيد.. وختم بالقول بألا يجب أن تكون المشكلات والابتلاءات، وما في الناس من قصور وتقصير، مانعاً لنا من الفرح والابتهاج.. الأصل أن الإنسان في حالة تفاؤل وفرح وحبور.. أما اليأس والقنوط والعبوس والتجهم فهي حالة استثنائية.. بل ان الفرح ثقافة، وتعبير إنساني فطري يتوق إليه البشر، ويشتاقون إليه، وتعبر عنه الشعوب والمجتمعات والدول وفق ما لديها من مخزون ثقافي وإرث حضاري، يعطيها السمة والبصمة التي تميزها عن بقية الشعوب.. مضى علينا حين من الدهر لم يكن الاحتفال بالعيد شيئاً مذكوراً.. كنا نحتفل به في المنازل والاستراحات، ونتوارى عن الناس خشية أن (يُقبض) على الفرح متلبساً في مكان عام.. ولكن في هذا العام تحولت الرياض، عاصمة البلاد، إلى (كارنفال) وطني بديع الألوان، متنوع المظاهر، وشهدنا وتمتعنا بعرس عام، احتفل به الصغير والكبير، واستهدف جميع الأذواق والاهتمامات. ونحن شعب يزخر بألوان الطيف تراثاً وثقافة وفناً، فحري بنا أن نفرح بهذه المنتجات أولاً، وأن نظهرها لأنفسنا، ونطلع الآخرين عليها، ليعرفوا أن الصحراء والجبل والسهل والبحر في بلادنا تنتج ابداعات راقية تستحق أن تُعرض وتُرصد وتُوثق لنا وللأجيال القادمة.. ليفخر هذا الجيل بما لديه، ولتفخر الأجيال القادمة بنتاجات مجتمعها وغنى ثقافتها.. غنى نعبر به عنه فرحاً بالحركة والريشة والكلمة.. وكم من دراسات اجتماعية وانثربولوجية جادة رصدت حضارات العالم من خلال دراسة وتحليل تعبيراتها عن الفرح في مناسبتها الاجتماعية، بل وتذهب إلى أكثر من ذلك حين تشير إلى أن الأعياد والأفراح المرتبطة بها ضرورة مجتمعية تساعد على تماسك المجتمع، وتعطيه الهوية الوطنية الخاصة به، وتجعل (الذات المجتمعية) في مواجهة الآخر، لتعطي المجتمع ذلك (التمايز) الذي يحمي به ثقافته الوطنية، ويحفظها من الاندثار.. إن إظهار مشاعر الفرح، والتعبير عنه بلوحات فنية وشعبية جميلة وسيلة فعالة ل(امتصاص) طاقات المجتمع، وخاصة الشباب بطريقة ايجابية في مجتمع أكثر من (60%) من هرم سكانه هم من الشباب.. كما تتيح للمجتمع نزع فتيل نزعات العنف والجريمة والانحراف، ووسيلة مثلى لإعلاء مكنون النفس البشرية من رغبات دفينة سلبية.. لقد شاهد الجميع اثناء الجولات الملكية التي قام بها الملك عبدالله لمناطق المملكة كيف تبارت المناطق في إظهار مشاعر فرحها عبر تعبيراتها التراثية، وكيف عبر الناس بطريقة عفوية عن فرحهم - وأحياناً - بأساليب بدائية، في اشارة واضحة إلى رغبة الناس في الفرح من أجل الفرح!.. اتمنى ان يعبر الإنسان السعودي عن إنسانيته عبر الفرح، وإظهار مشاعر السرور والحبور، وألا يخجل من إظهار هذه المشاعر الإنسانية الجميلة.. اتمنى - أيضاً - على الجهات المسؤولة بذل المزيد من الجهود لتنمية حس الفرح بين الناس، وأن تكون لدينا خطة وطنية لمأسسة الفرح في المجتمع، وأن تكون لدينا (روزنامة فرح) على مدار العام.. لا تخجلوا من الفرح!
الرابط
الرياض .. عاصمة الفرحالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
607720النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14021الموضوعات
الاخلاق الاسلاميةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية. وزارة الشؤون الاسلامية
القيم الاسلامية
المجتمع السعودي
المناسبات الدينية
اليوم الوطني
المؤلف
يوسف بن أحمد العثيمينتاريخ النشر
20061113الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية