الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ممنوع دخول النجدة
التاريخ
2009-09-06التاريخ الهجرى
14300916المؤلف
الخلاصة
ممنوع دخول النجدة يوسف القبلانيقول الخبر المنشور في جريدة «الرياض» يوم الخميس ( رمضان ه) أن أحد المجمعات التجارية في الرياض منع دخول رجال الدفاع المدني لانقاذ محتجزين في المصعد. ونص الخبر كما يلي «رفض حراس أمن في مجمع تجاري نسائي شرق الرياض يوم الثلاثاء الماضي دخول فرقة من الدفاع المدني لإنقاذ سيدة وأطفالها احتجزهم المصعد. وذلك لأن المجمع نسائي وتم السماح لأحد العمالة المختصين لإصلاحه كما أن حراس الأمن أيضاً رفضوا دخول الفرقة للتأكد من إجراءات السلامة في المصعد». وجاء في الخبر أن ولي أمر الأسرة بعد معرفته باحتجاز المصعد لأسرته بادر فوراً بالاتصال على الدفاع المدني وتوجه إلى موقع المجمع وتفاجأ بأن إحدى العاملات في المجمع أمام البوابة تتلقى تعليمات وتوجيهات من أحد العمالة لمعرفة كيفية إصلاح المصعد مما دعاه إلى توجيه اللوم إلى حراس الأمن من هذه الأسلوب وطالبهم بسرعة إدخال العامل لاصلاحه إلا أنهم رفضوا في البداية وبعد معرفتهم بقدوم الدفاع المدني تم السماح للعامل بالدخول. هذا الخبر يرتقي إلى مستوى الفضيحة فالحادث لا يحتمل التأجيل، ويحتاج إلى مختص في التعامل مع مثل هذه المواقف، ولكن رجال الأمن في المجمع لديهم تعليمات وليس في قاموسهم شيء اسمه المرونة وتقدير الموقف أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو مستوى تأهيل حراس الأمن وهل التحقوا ببرامج تدريبيهم للقيام بالمهام الموكلة إليهم؟ السؤال الثاني يتعلق بالتعليمات ومصدرها ومنطلقاتها، فإذا كان المبرر هو منع الاختلاط فإن المجمعات الأخرى يتواجد فيها الرجال والنساء في موقع واحد، كما أن العامل (الرجل) سمح له بالدخول فكيف يتم منع رجال الدفاع المدني؟! إن قضية الاختلاط قضية جدلية اجتهادية تعيدنا إلى موضوع سبق أن طرحناه وهو تنظيم الفتاوى، ووضع تنظيمات وضوابط للحالات المماثلة لحالة احتجاز الأسرة في المصعد. ونتذكر هنا أن خادم الحرمين الشريفين كرم اثنين من الأبطال في حائل عندما أنقذا امرأة من الغرق. وعلينا أن نتذكر أن الإنسان في مواقف الخطر يرتقي بتفكيره وأخلاقه ويهب لنجدة اخيه الإنسان دون التفكير في أمور أخرى. نحن نتحدث عن مجتمع إنساني مسلم يؤمن ويلتزم بقيم إنسانية عظيمة ليست للحفظ أو للخطابة وإنما هي قيم للتطبيق. سيكون هناك بالطبع حالات شاذة فليس هناك مجتمع مثالي ولكنه مجتمع يحكمه النظام وليس الفوضى والاجتهادات الفردية. وبوجود النظام تنتفي الحاجة إلى منع الشباب من دخول الأسواق وهو المنع الذي أدى ببعض النساء إلى المتاجرة بإدخال الشباب إلى المجمعات التجارية مقابل مبلغ من المال. المبدأ يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته لكن منع الشباب من دخول الأسواق، ومنع رجال الدفاع المدني من الدخول لإنقاذ تلك الأسرة المتحجزة في المصعد هو أسلوب ينطلق من الشك وعندما يكون الشك هو الموجه للتنظيمات والتعليمات فإن معنى ذلك وجود خلل تربوي، وحاجة لمراجعة أساليبنا التربوية، وخطابنا الديني. لقد كانت تصرف ولي أمر الأسرة المحتجزة هو التصرف الطبيعي فقد بادر بالاتصال بالجهة المختصة المدربة وهي الدفاع المدني لنجدة أسرته وانقاذها من الموقف الصعب فكيف سيكون موقف حراس أمن المجمع لو حصل مكروه، لتلك الأسرة، عندها سوف ندخل في متاهة لها بداية ولا يعلم نهايتها إلا الله. سوف نتقاذف كرة اللوم ونسقط المبررات على بعضها البعض ولكن بعد فوات الأوان. هل وصل بنا الغلو والشك والتشدد إلى منع «النجدة» من القيام بالواجب؟
الرابط
ممنوع دخول النجدةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
616356النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15049المؤلف
يوسف القبلانتاريخ النشر
20090906الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية