الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
إلى رحمة الله أبا عبدالمحسن
التاريخ
12-6-2007التاريخ الهجرى
14280526المؤلف
الخلاصة
تمر على المرء حالات ومواقف يكون ما يجيش في فؤاده، وما يعتلج في صدره أكثر من أن تعبر عنه الكلمات، وأكبر من أن تجسده الكلمات، فيقف اللسان عاجزاً عن الكلام، ويبقى القلم مكسور الجناح، ومن تلك الحالات والمواقف ما حصل لي وأنا أستمع إلى بيان الديوان الملكي الرسمي المتضمن ....... ......نعي معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - فقد كان - رحمه الله - من أعظم النماذج، وأكبر الأمثلة على الإخلاص لله - تعالى - في خدمة دينه، وأمته، ووطنه، وملكيه طيلة ثمانية عقود، لم تفتر فيها همته، ولا ضعف عزمه، بل ما زادته الأيام إلا قوة، ولم يزده تقدم العمر إلا خبرة، وتجربة، ونضجاً، وكان مدرسة في شخص، وجامعة في رجل، فقد كان فيلسوفاً، وأديباً، وكاتباً، وعسكرياً، وسياسياً، ومحاوراً، ومناقشاً، ونبغ في كل تلك الجوانب، وخدم دينه ووطنه في كل تلك المجالات، وعاصر جميع ملوك الدولة السعودية المعاصرة بدءاً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مروراً بالملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله - وكان محل ثقتهم جميعاً، وشارك في حل كثير من الأزمات السياسية، والاجتماعية، واختارته جامعة حكومية أمريكية كشخصية مشاركة في صناعة القرار الإستراتيجي، وخصصت جامعة هارفرد كرسي الزمالة باسم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري على شكل توفير منح دراسية للطلاب المتفوقين من مختلف أنحاء العالم للدراسة في جامعة هارفارد، وبالأخص طلاب العالم الإسلامي والعربي. وعلى الصعيد السياسي شارك الشيخ التويجري في معظم رحلات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - منذ أن عين رئيساً للحرس الوطني عام 1965م إلى مختلف دول العالم، كما شارك في كثير من مؤتمرات القمم الخليجية، والعربية، والإسلامية، والدولية. وكان - مع علو مكانته الاجتماعية، ورفعة منزلته في الدولة - شديد التواضع، محباً للخير، قريباً من المساكين والمحتاجين، يواسيهم، ويساعدهم، ويشارك في أعمال الخير والبر والإحسان، وقد عرفت معالي الشيخ، وأنا صغير عند مرافقة والدي - رحمه الله - إلى الحرس الوطني، فكان الوالد - رحمه الله - لكن له المودة والمحبة والاحترام، كما كان هو حريصاً على الوالد في تحقيق كل ما يطلبه منه عندما كان يعمل في الحرس الوطني، وعند التحاقنا بالعمل في الدولة - أعزها الله - كان يوصينا أن يكون معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري قدوتنا في خصاله، وأفعاله، وحبه لمساعدة الناس، وكان مجلسه - رحمه الله - عامراً بالفضلاء من أهل العلم، والأدب والشعر والثقافة. وبفقدانه تكون البلاد قد فقدت أحد رجالاتها المخلصين، وأحد كوادرها المبدعين، وأقدم من التحق بالعمل الحكومي. وعزاؤنا فيه أن أعماله، ومآثره، وإنجازاته، باقية، وستبقى ماثلة أمامنا، لتكون منارة إشعاع يقتدي بها المخلصون، وعزاؤنا أنه خلف من بعده رجالاً رباهم على مكارم الأخلاق، وأعدهم، ليمشوا على خطاه، ويكملوا مسيرته المباركة في خدمة الدين، والمليك، والوطن، وها نحن - ولله الحمد - نراهم في أعلى المناصب العليا في الدولة، فمعالي الشيخ عبدالمحسن مستشار لخادم الحرمين الشريفين، ومعالي الشيخ خالد رئيس للديوان الملكي، وبقية أبنائه، كلهم في خدمة دينهم ووطنهم، وأهم من ذلك مكانتهم عند ولاة الأمر، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، والمسؤولين في الدولة، وكذلك منزلتهم في قلوب عامة الشعب، فمنزلهم عامر، ومفتوح للجميع زادهم الله من فضله، وثبتهم على الحق والصلاح. وإني إذ أعزي أبناءه وأهله، وكل محبي الشيخ الفقيد، لأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
619037النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12675الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك خالد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالعزبز بن عبدالمحسن التويجري
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
سعود بن عبدالله بن طالبتاريخ النشر
20070612الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية