الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التخطيط والاجتهادات الشخصية
التاريخ
2010-10-29التاريخ الهجرى
14311121المؤلف
الخلاصة
د. فائز الشهريالتخصصية أمر أساسي في مراحل التخطيط للتنمية الشاملة بشكل عام ، والتخطيط العمراني بشكل خاص ، كونه الوعاء الحاضن لسياسات قطاعات التنمية المختلفة ويساهم في ترجمتها بالمكان على (الأرض) ، وإذا انعدمت التخصصية في مراحل الانجاز التخطيطي ، يتضح أثر ذلك في المنتج النهائي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بمكان المدن والقرى وعلى الإنسان ، ويتطلب ذلك تدخل فريق التخطيط المتخصص للعلاج بتخصصية وبدون اجتهادات شخصية. وفي اجتماع وزير الشؤون البلدية والقروية مع أمناء المناطق والمحافظات الأسبوع الماضي كشف الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية عن تكليف شركات متخصصة لتحديد المخطط العام للمدن الرئيسة ، والذي سيحدد ارتفاعات المباني وفق معايير محددة ، وليس على اجتهادات شخصية . وقال: « الوزارة تعمل الآن على إنهاء المخطط الشامل الإرشادي لمعظم المدن ، والذي سيحدد ارتفاعات المنازل». وقال: « كل المدن الرئيسة بالتعاون مع شركات متخصصة طلب منها تحديد المخطط العام للارتفاعات ، حتى وإن كانت هناك ارتفاعات في المستقبل ستبنى وفق معايير محددة ، وليس على اجتهادات شخصية». وأضاف: « هناك تعاون لوكالة تخطيط المدن مع المجالس البلدية ، مع استقطاب الخبرات العالمية ليصبح موضوع ارتفاعات المنازل عملاً مؤسسيًا له مبرراته مستقبلاً». الاجتهادات الشخصية لا يمكن إخفاء أثرها في المنتج النهائي لتخطيط المكان بالمدن والقرى وبكل تأكيد أثرها يتضح في الخدمات المقدمة ، ومنها الطرق والتعليم والترفيه والثروات الزراعية والمائية وغيرها وتؤثر على الإنسان اقتصادياً وبيئيًا واجتماعيًا ، وعندما نتحدث عن الاجتهادات الشخصية ، سواء من قبل المتخصصين الذين يعلمون أهمية دقة العمل بجماعية تخصصية وفق معايير علمية تؤدي إلى شمولية الإنجاز بتخصصية وبالذات في مجال التخطيط الحضري والإقليمي ، الذي تؤهل برامج مدارسه قادة التنمية العمرانية ، وغير المتخصصين الذين يدعون بجرأة بأنهم يعلمون ، فنحن نتحدث في كلا الحالتين عن أمر خطر وبالذات إذا كان يتعلق بسياسات وأنظمة تخطيط المدن والأقاليم كونها تمس تنمية المكان وعلاقته بروح الإنسان وقضاياه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية وأقرب دليل على ذلك قضية كارثة سيول جدة وقضايا صعوبة وجود أراض كافية للخدمات وأراض لمنح السكن ، وهنا تكمن أهمية مراحل التعليم والتخصصية التى يرعاها ولاة أمرنا وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز يحفظه الله لتعزيز ثقافة اقتصاد المعرفة والاستمرار بمراحل التنمية بعلم وتخصصية ومواجهة قضايا التنمية والمنافسة العالمية الشرسة بثبات. إن إشارة وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب تعكس آلية مهمة من آليات تحقيق أهداف التنمية الوطنية والتنمية المستدامة ، فلا مكان للاجتهادات الشخصية في ظل وجود المتخصصين وفي مجال لا يقبل علميًا وعمليًا قرارات انفرادية دون الرجوع إلى فريق التخطيط المتخصص ، وإن حصل فسيكون لذلك أثر ليس على مستوى الفرد بل على مستوى التنمية الوطنية . لا مكان للاجتهادات الشخصية في ظل وجود الاستراتيجيات والأنظمة والمعايير التخطيطية ووجود ما يعرف بمراحل التخطيط ، لا مكان للاجتهادات الشخصية في ظل وجود جامعات تؤهل المتخصصين في مجال التنمية العمرانية وفي المقدمة التخطيط الحضري والإقليمي . وفي أي مجتمع عندما يتم تهميش استراتيجيات وخطط المدن والأقاليم المرسومة والمخططين تبرز الاجتهادات الشخصية وتساهم في فتح المجال أمام انتشار حالات الفساد الإداري والمالي. وأخيراً في مراحل التنمية الشاملة التي نعيشها واقعًا ملموسًا ، يبرز جمال قوة التخطيط الحضري والإقليمي ومعاييره كآلية تساهم في تقليص الفجوة بين تحقيق أهداف التنمية الشاملة المرسومة ووضع المدن والأقاليم القائم وما يحوي من قضايا . لا شك أن جمالًا يزداد مع الوقت في كشفه للاجتهادات الشخصية في الطريق لتحقيق الأهداف التنموية. faezalshihri@yahoo.com
الرابط
التخطيط والاجتهادات الشخصيةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
630653النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13650الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودمنصور بن متعب بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
فائز الشهريتاريخ النشر
20101029الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية