الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حكمت فعدلت ..فارتعدت قامة الفساد
الخلاصة
حكمت فعدلت ..فارتعدت قامة الفساد د. حمود ابو طالب هل كان يظن الواهمون أن بإمكانهم التلاعب بمقدرات الوطن إلى ما لا نهاية دون مساءلة ومحاسبة هل كان يظن السادرون في تقصيرهم وإهمالهم أنهم سيعيشون دهرا في عسل التراخي وهدر أموال الوطن والعبث باستحقاقات المواطن هل ترسخت لديهم قناعة لا تتزحزح بأن الوقت سيمضي لصالحهم دون أن ينقلب عليهم ذات يوم هل نما وترعرع في نفوسهم يقين بأن مراكبهم ستمضي آمنة في بحر الفساد، بكل أشكاله، إلى ما لا نهاية، دون أن تجتاحهم موجة عاتية من غضب الحق والعدل هل بالفعل كانوا مطمئنين أن شيئا لن يحدث وينسف كل ما ظنوه واقعا لن يتغير، مهما فعلوا بالوطن، وما اقترفوا في حقه من جرائم وما أورثوه من نكبات على أصعدة كثيرة ها هي إذن اللحظة تأتي مجلجلة بقوتها ووضوحها وصرامتها لتنقض على كل قناعاتهم الواهمة، لأنهم لم ينصتوا جيدا، ولم يتأملوا جيدا، ولم يستوعبوا جيدا ما كان يردده في كل مناسبة حاكم عاهد الله أن يحكم بالعدل منذ اللحظة الأولى التي خرج فيها مخاطبا شعبه كملك للبلاد.. لم يتنبهوا أن هذا الحاكم يعني ما يقول، وأنه لن يحول شيء بينه وبين ما عاهد الله عليه، والتزم لشعبه به.. فاتتهم كثير من الإشارات الواضحة، والتنبيهات الصريحة، والتحذيرات المباشرة، بأنه لا تهاون مع أي متهاون، ولا مسامحة في حق الوطن والمواطن، ولا مهادنة مع بؤر الفساد والظلم والتجاوزات والاستهتار بالمسؤولية.. فاتهم أنه يعني جيدا ما يقول، حين قال: «سأضرب بسيف العدل هامة الجور والظلم»، وأي جور حين يتحمل مسؤول أمانة عظيمة، ويعطى له كل أشكال الدعم ثم لا يفعل شيئا، أو يفعل ما يضر بدلا مما ينفع.. وأي ظلم حين يرى المواطن خير بلده يذهب سدى متسربا في قنوات العبث والفساد أحداث عدة مرت، وكانت شاهدا على سوء تحمل المسؤولية، وسوء التصرف في المال العام، والاستهتار بحقوق المواطنين، بل وبأرواحهم، دون أن يرف للمتسببين جفن، أو يواجهوا المواقف بأدنى قدر من الصدق في توضيح الحقائق..هذه النماذج جعلت طابورا يحذو حذوها، ويقتدي بها في مسيرة الخراب والتعطيل والهدر، ليبلغ الأمر أقصى درجات السوء الذي لم يعد ينفع معه صبر، ولم يعد ثمة بد من إشهار السيف، سيف العدل الذي لوح به كثيرا ملك العدل، وكان البعض يظن أنه لن يشهر في وجوههم الكالحة..هاهي أحداث جدة برهنت أن المواطن ليس رخيصا في قلب ملك القلوب، وأن حقوق الوطن ليست في....
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
630938النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15803الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودخالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - المكرمات الملكية
السعودية. وزارة العدل
الفساد الاداري
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
تاريخ النشر
20091202الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية