الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لماذا الطلبة الأجانب في كاوست؟
التاريخ
2009-12-25التاريخ الهجرى
14310108المؤلف
الخلاصة
لماذا الطلبة الأجانب في كاوست؟ جمال أحمد خاشقجي الشاب السعودي في الصورة المنشورة في هذه الصفحة كان يراجع بحوثه ودروسه مساء الأحد الماضي استعداداً للامتحانات النهائية.هو الصورة التقليدية للعلم، شاب سعودي يحصل على شهادة عليا، يتوظف لاحقاً في إحدى الشركات الكبرى أو حتى يطور اختراعا يتحول إلى منتج، والمنتج يتحول إلى مشروع تجاري يدر عليه مالاً.ولكن الصورة في كاوست مختلفة، فالأبحاث التي تجري فيها مكملة لأبحاث عالمية تختصر في مصطلح جديد هو الاقتصاد المعرفي أي أنها أبحاث واختراعات تتحول إلى منتجات استهلاكية وخدمات وأدوية وأجهزة متطورة وبرمجيات تسهم في رفعة المجتمع، وتساعد على تملك أسباب القوة، وتضخ رؤوس أموال هائلة في الاقتصاد المحلي، أما هذا الشاب فينتهي قياديا في سابك مثلا أو في شركته الخاصة، والمستفيد في النهاية هو كل الوطن بما يضخ فيه من وظائف حقيقية، وضعوا أكثر من خط تحت كلمة حقيقية التي ستتوفر لأبناء الوطن بمن فيهم، ليس فقط خريجو كاوست بل وغيرها من الجامعات المحلية وحتى الكليات التقنية.الاختراع جزء أساسي من وظيفة كاوست ولكن ليس هو الوحيد، فوظيفتها أكبر، ولذلك لا تجدهم هناك يتحدثون عن براءات الاختراعات التي حقوقها خلال الشهور القليلة الماضية منذ بدء الدراسة فيها والتي تجاوزت 12 براءة اختراع حتى الآن.هنا يأتي دور الطلبة الأجانب الذين صممت الجامعة كي يشكلوا نصف عدد طلبتها، فلماذا نستقطبهم ونحن بحاجة إلى مزيد من المقاعد الدراسية للطلبة السعوديين؟ لم نغريهم براتب وسكن وتذاكر سفر؟ هذا السؤال يطرحه المواطن السعودي بقوة، وهو سؤال مشروع.الطالب الأجنبي، ليس بالطالب العادي، إنه مبدع في تخصصه، بل هو عالم صغير يأتي للمملكة محملاً بما اكتسبه من معرفة في كوريا أو الصين أو ألمانيا، والسنوات التي سيمضيها في كاوست ستؤدي لا محالة إلى نقل هذه المكتسبات لزملائه السعوديين، وفي ذلك كسب للمواطن.وهو طالب كان من الضروري إغراؤه بالقدوم إلى كاوست، إذ إنه قبل أن تتصل به إدارة الجامعة خطبت وده جامعات أخرى بل دول أخرى لديها برامج لاستقطاب العقول.طالما تحدثنا عن العقول المهاجرة من أبنائنا التي تضيق بها المعامل البائسة في الجامعات العربية وتستقبلها على بساط أخضر الجامعات الأوروبية والأمريكية، فنراهم بعد سنوات علماء اختراع في وكالة الفضاء الأمريكية أو المعهد الأوروبي سيرن بسويسرا حيث يصنعون للإنسان حضارته الجديدة وللدول التي هاجروا إليها مزيدا من القوة. وها نحن ندخل في دورة الحضارة الإنسانية هذه.أحد أهداف كاوست ليس أن يتعلم العبقري التركي أو الصيني ثم يعود إلى بلاده وإنما أن يبقى في المملكة ويدخل فيها ويدخلنا معه في دورة الاقتصاد المعرفي، وبدأ بعضهم في ذلك، كما قال لي نائب الرئيس للجامعة السيد نظمي النصر الذي فتح لي مشكورا خزائن كاوست وخص الوطن بمعلومات قيمة يشكره قراؤها عليها.هؤلاء ومعهم العلماء السعوديون يمكن أن يشكلوا مصدر دخل ببلايين الدولارات للجامعة، وليست كاوست في ذلك فريدة في فعلها، فجامعات كامبردج ببريطانيا وهارفارد وبيركلي وغيرها من الجامعات الأمريكية لديها إيرادات بليونية من جهد طلبتها وأساتذتها تدر عليها دخولا تمكنها من الاستمرار في البحث والتعليم.هناك قوائم وHead Hunters لهؤلاء الطلبة العلماء، تزورهم وفود من البروفيسورات والإداريين تخطب ودهم للقدوم إلى جامعاتهم، يوفرون لهم المنحة الدراسية والراتب الشهري المغري، فعملت كاوست مثلهم، وما من طالب قدم إلى كاوست إلا وفي جيبه عرض موقع من إحدى الجامعات العالمية الكبرى، فكان من الضروري أن نغريه بمزايا أثناء الدراسة وبعدها كما يقول نظمي النصر، وبالفعل نجحت كاوست في هذه المغامرة رغم اسم الجامعة الجديد ورغم أنه يجب أن نعترف أن المملكة العربية السعودية ليست على خارطة بلاد العالم المتطور بعد.فمن أجل آلاف الشباب السعوديين الباحثين اليوم وغداً عن وظيفة أفضل جاء هؤلاء الأجانب باختيارنا ورغبتنا، ليس خدمة لهم بل خدمة للمواطن وسياسة إستراتيجية كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز شجاعا في تبنيها وثاقبا بنظرته في رؤيتها.احتفالا بهؤلاء نصبت الجامعة في مدخل أحد مبانيها لوحة سوداء تضم أسماء وصور بضع مئات أسماء من مختلف أطراف الأرض اعتبرتهم المؤسسين للجامعة.. إنهم طلبتها. 14 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
631007النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3374الموضوعات
الجامعات والكلياتالسعودية. وزارة التربية والتعليم - المنظمات والهيئات
السعودية. وزارة التربية والتعليم - جمعيات
المؤلف
جمال احمد خاشقجيتاريخ النشر
20091225الدول - الاماكن
السعوديةالصين
المانيا
بريطانيا
سويسرا
الرياض - السعودية
الريث - السعودية
برلين - المانيا
برن - سويسرا
بكين - الصين
كامبردج - بريطانيا