الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تميمة جامعة الملك عبدالله..
التاريخ
2009-10-08التاريخ الهجرى
14301019المؤلف
الخلاصة
تميمة جامعة الملك عبدالله.. إبراهيم طالع الألمعي باسم الله أرقي (ثُوَل)، وباسمه أرقي كلّ مكان في هذه الجزيرة ما زال نقيا.. وباسمه أرقي جامعة الملك عبدالله، ثمّ باسم الزَّمن الذي أراقته وأهدرته جامعاتنا وجامعات العالم العربي دون أنْ نجد فيها مركزا بحثيا مسهما فعليا كما نجده في جامعات العالم..أرقيها من أن تنتسخ من جامعاتنا التي أحالتْنا من أمِّيَّة القراءة والكتابة إلى أمة كتَبَة وحفَظة لكل ما سبق أن قيل، فامتلأتْ ذاكرتنا ولم يعدْ فيها مُتَّسعٌ للتفكير.. وأرقيها من أن يزدحم على أبوابها مَنْ لمْ يبق لديه جزء من الذاكرة يملؤه بخيال المستقبل، وأن تكتفي لهؤلاء ببقية جامعاتنا كمخازن تجمعهم لتفريغ ما يحفظونه هناك.أرقيها من أن تهوي مراكزها إلى مراكز لقياس أطوال الثياب الجائزة وأنواعها، أو مراكز تبحث في أنواع وأشكال وكُتل من يدخلها من البشر، أو أن تكثر فيها أسوار الحماية المتوجسة خوفا من النساء على الرجال أو العكس، أو يُسمَّى وضعها بالفقه الجديد خلوةً جماعية، أو يُعتبرُ وجود نسائنا معنا داخل مدننا خلوة غير شرعية!ربّ إنك تعلم أن منا من أمضى عشراتٍ السنين مجاهدا ضدّ دخول البرقية والسيارة علينا من بلاد الكفار، ومناّ من أفتى بكفر أو انحراف بلاد الحرمين لأننا تقبلنا أن نكون جزءا من عالم الله المتطور والمتحول، وفينا من لم يزل ينظر إلى هذه الصحيفة أو تلك من كهفه المتحرّك على أنها خروج على قيمه التي تدَّعي عدم الحركية الحياتية الكونية، ربنا فأزل عن أعينهم وفكرهم غشاوة الظلمة واهْدِهمْ يا ربّ فإنهم لا يعلمون..ندعوكَ أنْ تكثر لنا من المُدن الراقية بهذا المستوى والأهداف شمالا وجنوبا. باسمك الأعظم وبأسمائك وصفاتك العُلا هيئ لجامعاتنا بقطاعيها العام والخاص إمكانية مساءلات الذات: ماذا حقَّقته لنا مقابل آلاف المليارات التي صُرِفَتْ عليها سوى أنها حقَّقَت التراث النظري وحفَّظتْ الطلائع منا نظريات العالم دون أن نجد فيها قدرةً واحدة على منح براءات اختراع، وكأنها ترى أن وجود مراكز البحث العلمية المتخصصة يحمل اعتداءً على حقوق العالم الآخر المحتكر للبحث العلمي.وألهمْ جامعاتنا أنْ تتذكّر ما أوجَدَته فينا من بطالةٍ جامعية جعلتْ من شبابنا بطالةً عالية المستوى ممحوَّة الأمِّيّة، وجعلتْ من بعضهم يبحثُ عن عملٍ في الحياة فاضطُرّ إلى العمل مفتيا في مدننا وأريافنا يوزِّع الناس هؤلاء إلى الجنة وأولئك إلى النار، أو متجولا في وسائل الإعلام يُسمعُ الناس ما حفّظته جامعته وأخرجته به بلا عمل مِهْني ولا دور في الحياة لتُحمِّلَ مؤسسة الدولة وحدها البحثَ عن وظائف لهم ولن تستطيع ولو أرادتْ هذا..ربنا واجعلْ أفئدةً من أهل البحث العلمي تهوي إلى كل جامعة من جامعاتنا بحكم عدوى وضرورات الزمن، علها تعيدُ النظر في صياغة الأهداف العامة والخاصة من مفهوم التعليم عاليه وعامه، ومن يدري فقد يأتي زمن نسابق فيه العالم في البحث عن لقاح للأمراض الكثيرة التي سيراها الناس بعد جنون البقر والأودية المتصدعة وحمَّيات الطيور ثم أمراض الخنازير التي لعبتْ بها تجاريا شركات الأدوية العالمية، وتبعها هنا كبار المتسلطين على التجارة حتى ألزموا الحلاَّقين وحصروهم على نوعٍ خاص من الأمواس لا يملك توزيعها خلال أزمة أنفلونزا الخنازير سوى متنفذ واحد مستخدما سلطة البلديات ورافعا سعر الحلاقة مئة في المئة!اللهمّ إنك تعلم أن العالم يتسابق في اكتشافات خلقك، ونحنُ نكتفي بالرقى والشَّعوذات التي طوَّرناها من أعرابيتها إلى عالميتها عبر بث القنوات ومراكز الرُّقى في المدن والقرى والهجر حتى صار لكل قرية أو هجرة رقاتها، ولكل قناة تلفزيونية راقيها. ربنا إن خادم الحرمين مَلَكَ الرؤية، ونحن لم نزلْ نعيشُ على الرقية، فاجعلْ رؤيته خيرا من رقيتنا، وأبْدِلْ رقانا المتصحرِنةَ بعصرنة البحث والعلمنة، وفتاوانا المرتبطة بمراهقة ما قبل الأربعين بالرغبة في اكتشاف أسرار الحياة والسيرورة معها.. وإلى رُقية أخرى قد نرقي بها بعض أطبائنا الذين درسوا الطبّ وعملوا في المشافي على اكتشاف الرّقى بأنواعها لمرضاهم.. 0 : عدد التعليقات
الرابط
تميمة جامعة الملك عبدالله..المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
633338النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3296الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالتنمية المستدامة
الجامعات والكليات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
ابراهيم طالع الالمعىتاريخ النشر
20091008الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية