الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التشاؤم المسبق 2009
التاريخ
2008-12-22التاريخ الهجرى
14291224المؤلف
الخلاصة
لم اقرأ أو أسمع حتى الآن عن أو من أحد احتمال تحسن للأوضاع خلال عام 2009م في أي بلد من بلدان العالم لتفادي تداعيات الأزمة المالية التي تضرب بعمق في الاقتصاديات الكبرى في العالم . أكثر المتفائلين يتحدثون عن سنتين على الأقل من التباطؤ في النمو أو عن احتمالات الكساد التي بدأت معالمها تفضح الادعاءات بمحدودية هذه الأزمة على اقتصاديات بعض البلدان . في الماضي القريب كان المتابعون للأزمات المنفصلة التي تعصف بهذا البلد أو ذاك يحملون السياسيين مسئولية حدوث هذه الأزمة وكان الناس معتادين على تصديق القول بأن السياسيين في الغالب يكذبون وأن الاقتصاديين هم وحدهم القادرون على كشف أسباب الأزمات وتحديد آفاق الخروج منها عبر الاقتصاد وليس عبر الخطب السياسية . اليوم وكما يقول المثل الشعبي « تساوي الغارب والسنام « وأصبح الاقتصاديون أكثر تلاعباً بالكلام بعد أن رفع سدنة الأسواق العالمية راية الاعتراف الصريح بعجزهم عن تدبير أمور البورصات والمصانع والشركات العملاقة . سنة 2009م ستكون السنة المخيفة بامتياز لا لأن المشاكل المباشرة للناس ستتفاقم بل لأن سبل الإصلاح لا تزال تتخبط في دوامة مستجدات الأزمة والتحليلات المتضاربة لمواجهتها . وسط خطط الإصلاح لمواجهة الأزمة سيتوالى تدفق الحقائق المؤلمة من تسريح عمال وموظفين وتقليص نشاطات للشركات الكبرى وإعادة هيكلة لمشاريع قائمة أو تحت التخطيط . الشرائح المتوسطة والصغيرة – وهي الأكثرية في العالم بأسره – ستكون في عام 2009م أكثر المتضررين . في نهاية الأسبوع الماضي كنت في دبي قلعة الاقتصاد الافتراضي حيث النقود تجلب النقود دون المرور بأي عملية إنتاجية سوى غابة الأبراج العقارية والطرق السريعة . يقول شعيب وهو ابن رجل أعمال بأن صديقه الذي اشترى شقة ودفع مقدمها 300 ألف درهم عاجز عن دفع القسط الثاني ولم يعد هناك أحد يشتري الشقة ويدفع 400 أو 500 ألف درهم ويدفع القسط الثاني وأن صديق شعيب سيخسر كل ما دفعه لأنه لا أحد يريد شراء الشقة حتى بمبلغ 120 ألف درهم ولم يبق سوى أسبوعين على القسط الثاني وهو لا يملك المبلغ . والخلاصة أن صديق شعيب سيخسر 300 ألف درهم بدلاً من ان يربح 150 ألف درهم كما كان يخطط. أما هيثم المدير التنفيذي لشركة خرسانة جاهزة عملاقة فيخطط ومن الآن لتسريح 100 – 150 من موظفي الشركة عام 2009م بينما يقول السيد بدر الدين من جدة بأن زوار معرض المنتجات التي يتاجر بها والمقام حالياً في دبي كانوا أقل بنسبة 60% من زوار المعرض في العام الماضي بينما تأجل معرض هونج كونج لهذا العام . كل بلدان العالم وبخاصة في بلدان المنطقة مليئة بمثل هذه الأمثلة والمشكلة أنها حتى ولو كانت مبالغا فيها أحياناً فإنها وبدلاً من أن تتراجع تتوالد بحيوية مذهلة – الخوف من وقوع الحدث يكون في مناسبات كثيرة أكثر من الحدث نفسه . هذه هي النفسية السائدة لدى الكثيرين من الناس. حتى هؤلاء الذين لم يتأثروا بشكل مباشر حتى الآن يتفاعلون مع أجواء التشاؤم ويؤكدون على عدم مصداقية مشاريع المواجهة ولا يكتفون بإضمار الشكوك بل يؤججونها وبصوت عال . لقد قرأت وتابعت كثيراً مما يكتب عن بلدان المنطقة وتحديداً عن السعودية . معظم التقارير تقول بأن اقتصاد بلدنا سيكون الأقل تأثراً بتبعات الأزمة وكل تصريحات المسئولين تؤكد وجود خطط واحتياطات موثوقة ستجعل البلد وأهله في منأى عن أي تداعيات كارثية . لكن ومن جانب آخر تأخذ أسعار البترول في الهبوط ويتدنى سعر الصرف للدولار ويتعرض سوق الأسهم لضغوط موضوعية ، وكل ذلك يحتاج إلى توضيح شبه يومي من طرف المسئولين في الدولة وفي المؤسسات العملاقة لتقليص حجم المبالغات والإشاعات لتجاوز مخاوف 2009م على الأقل التي لا تترك أذناً إلا نفخت بها ولا لسانا إلا سال لعابه للحديث عنها . خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لا يترك فرصة إلا وتحدث إلى المواطنين مباشرة عن ضرورة التكاتف واستخدام الشفافية كأسلوب من شأنه وضع كل واحد أمام مسئوليته الوطنية لتقوية هذا التكاتف ولنا في تحركاته النبيلة عبرة . albahli6@hotmail.com
الرابط
التشاؤم المسبق 2009المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
635397النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12974الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
السعودية
المؤشرات الاقتصادية
المؤلف
حمد الباهليتاريخ النشر
20081222الدول - الاماكن
الاماراتالسعودية
الرياض - السعودية
جدة - السعودية
جدة - السعودية
دبي - الامارات