الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد .. خطوة على الطريق
التاريخ
2012-01-28التاريخ الهجرى
14330305المؤلف
الخلاصة
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد .. خطوة على الطريق د. محمود إبراهيم الدوعان خطوات جيدة حققتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد رغم عمرها الزمني القصير وهي مبشرة بالخير إن شاء الله، وهذه البدايات تمثلت في قضية اختلاس كميات كبيرة من اللقاحات والأمصال والأدوية من مستودعات وزارة الصحة بعد أن تبين للهيئة أن هناك بعدا إجراميا حول هذه القضية فتناولتها بالبحث والتحري والتمحيص حتى تصل إلى الحقائق الدامغة حول قضية الاختلاسات.. كما تشكر الهيئة على الإعلانات المتلاحقة التي تبثها في وسائل الإعلام المختلفة والموسومة بـ « معا ضد الفساد» والتي تطلب فيها من جميع المواطنين الإبلاغ عن مواطن الفساد ومرتكبيه. إن مواطن الفساد كثيرة ومتعددة وذات أوجه مختلفة، والشيء الجميل للهيئة أنها بدأت تفعّل دورها في محاربة الفساد بكل أنواعه، وبدأت تأخذ خطوات جريئة وحاسمة لكل من يعبث بنهضة هذا البلد، ويخل بأنظمته وقوانينه، ويصل إلى الكسب الحرام بطرق ملتوية من أجل أن يحقق أرباحا وقتية وأموالا طائلة . إن المراقبة الذاتية أمر مطلوب وهي مخافة الله في السر والعلن، خاصة فيما يخص أمور العباد ومصالحهم، فالمال الحرام لا يثمر ولا ينمو بل يمحق الحلال ويذهب به، ويورد صاحبه موارد الهلاك، وحديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – صريح حين تليت عنده هذه الآية « يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا» {البقرة 168} فقام سعد ابن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به» نعم: نحن نقف جميعا مع الهيئة لمكافحة الفساد، ضد كل من يريد الإضرار بمصالح الناس، والعبث بخيرات هذه البلاد في شتى مناحي الحياة، حيث ظهر الفساد بشكل علني ولافت للنظر، إما عن طريق الرشوة، أو السرقة والاختلاس، أو أكل أموال الناس بالباطل بالتدليس والحيلة على الفقراء والمساكين . إن أوجه الفساد كثيرة ومتعددة كما ذكرت آنفا، ولكن نحن نريد أن نركز على الفساد الذي يضر بالعباد ويتحكم في أقواتهم ومصالحهم ويزهق أرواحهم بدون وجه حق ( كما حدث في كوارث جدة وغياب مشاريع حماية السيول)، وغيرها كثير من إهدار للمال العام، واختلاسات للأدوية واللقاحات، ومشاريع متعثرة بمليارات الريالات، ومشاريع مدرجة ولم تنفذ، ومشاريع بمئات الملايين تباع (من الباطن) لشركات أقل خبرة ودراية لتنفذ بصفة متهالكة وآيلة للسقوط، وغيرها كثير من التجاوزات التي تحتاج إلى ضبط ومراقبة ومتابعة من قبل الجهات ذات العلاقة ومن هيئة مكافحة الفساد. الذي يتوقعه المواطن من الهيئة وبشكل سريع هو الضرب بيد من حديد على يد هؤلاء العابثين بمدخرات هذا الوطن والإساءة لمواطنيه والمقيمين فيه، ولا عذر للهيئة في ممارسة صلاحياتها بعد أن أعطاها خادم الحرمين الشريفين كامل الصلاحية في الاستعانة بمن تريد، ومراقبة كل ما يضر بمصالح هذا الوطن ومواطنيه، ولعل المواطن العادي يتطلع للهيئة في تنفيذ بعض الأولويات التي تحتاج إلى معالجة سريعة مثل: رصد حركة بعض التجار الذين يغالون في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وإيقافهم عن ممارسة هذا النشاط؛ متابعة الشركات والمؤسسات الكبرى التي أسندت لها بعض المشاريع (مليارات الريالات) ولم تنجزها في أوقاتها المحددة أو التنازل عنها للغير (بيعها) بأقل الأسعار؛ ضبط حركة البنوك، ونقاط تحويل الأموال السريعة للخارج التي يُهرب عن طريقها مئات الملايين بطرق غير مشروعة، ويكتنفها الكثير من الغموض . وأخيرا يأتي دور المواطن في مساعدة الهيئة في القضاء على الفساد بكل أنواعه، فهو العين الفاحصة لما يجري حوله من مخالفات قد تضر بمصالح البلاد والعباد، وإظهار أمور الفساد والمفسدين التي يجب أن تجتث من جذورها، والتي تحتاج إلى مساعدة المواطن في القضاء عليها، خاصة فيما يتعلق بالإضرار بالصحة العامة، أو إهدار المال العام، أو تهريب الأموال، أو التستر، أو الكسب غير المشروع بأي صفة كانت، كما يجب أن يلتزم المُبلغ بالمصداقية والأمانة في نقل المعلومة والتأكد من صحتها، حتى نضمن سلامة الجميع بإذن الله. mdoaan@hotmail.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
640312النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17811الموضوعات
الفساد الاداريالمشروعات البلدية
المؤلف
محمود ابراهيم الدوعانتاريخ النشر
20120128الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية