الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمن الفكري في مؤتمر ظاهرة التكفير
الخلاصة
الأمن الفكري في مؤتمر ظاهرة التكفيركلمة الاقتصادية دأبت المملكة في معالجاتها قضايا الساعة، خاصة فيما يتصل بالمسائل الفكرية، على استخدام المنهج العلمي الذي يبحث في الأسباب والمعطيات ويقترح لها الحلول، وذلك لإيمان القيادة بأن الأمن الفكري لا يمكن أن يتحقق إلا بتصحيح مساراته وإعادتها إلى مظانها الأصلية وفق منطق الحق والعدل، للنأي بشباب الأمة عن كل ما يعكر صفو معتقداتها، وتجنيبه المزالق الفكرية التي قد تحيله إلى أداة في يد من لا يرعى في الله إلًّا ولا ذمة. وظاهرة التكفير التي ابتلي بها كثير من مجتمعات الأمة الإسلامية نتيجة الغلو في الدين أو الجهل واتباع الهوى والتأويل الخاطئ ومخالطة بعض الجماعات المنحرفة، هي إحدى الظواهر التي باتت تؤرق كثيرين، وتعصف بنسيج المجتمعات، وتحرض على العنف، لذلك حظيت هذه الظاهرة الخطيرة باهتمام القيادة، وتجلى هذا الاهتمام في رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - فعاليات المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير.. الأسباب والآثار والعلاج، الذي نظمته جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الذي انعقد في المدينة المنورة بحضور عدد من الشخصيات العالمية، وشارك فيه أكثر من 120 باحثا يمثلون 24 جنسية، وافتتحه النائب الثاني نيابة عن خادم الحرمين الشريفين مطلع الأسبوع الجاري. هذا المؤتمر بموضوعه المهم، هو الأول من نوعه على المستوى العالمي، الذي يرتكز على تسعة محاور رئيسة، تتناول مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه، وتندرج تحت هذا العنوان مواضيع حقيقة الكفر والتكفير عند علماء السلف، وشروط التكفير وضوابطه وأنواع التكفير وأحكامها، وخطورة ظاهرة التكفير وأنواع الكفر وأحكامه، إلى جانب الجذور التاريخية لهذه الظاهرة تاريخيا وعقديا وفكريا عند المسلمين وغيرهم من الأمم الأخرى، وما تتناوله أوراق الباحثين حول هذا الموضوع يجسد بكل وضوح مدى حرص المملكة، انطلاقا من دورها الإسلامي، على استقصاء هذه الظاهرة وبحث أسبابها وآثارها، وصولا إلى أفضل المعالجات الفكرية لها بتجلية الشبهات حولها، ووضعها في إطارها الحقيقي وفقما جاء به الشارع الحكيم بعيدا عن غواية الأهواء أو ضلالات الغلو. هذا المنهج في المعالجات الفكرية، الذي يركن إلى قراءة الأسباب والدوافع، الذي قطعت فيه المملكة شوطا بعيدا في معالجة كثير من القضايا، وقدمت إلى العالم من خلاله النموذج الرصين الذي يبلغ الأهداف بأفضل الطرق مستندا إلى تصحيح وتصويب القناعات، ورفع اللبس وإزالة الشبهات عبر الرجوع إلى العلماء الموثوقين، وعبر معطيات البحث الموضوعي، هو ما سيفضي - بإذن الله - إلى الحد من هذه الظاهرة، ويقي شباب الأمة شر الانزلاق إلى هذا المنعطف الخطير، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تتفاقم فيه الهجمات على ديننا الإسلامي في محاولة للنيل منه، ومن رسالته الخالدة التي تدعو أول ما تدعو إلى السلم والسلام. وإذا ما كانت مؤسسة جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنة النبوية هي التي ترعى مثل هذا المؤتمر، وسموه الكريم هو المسؤول الأول عن الأمن، فإن ثمة رسالة ضمنية يمكن قراءتها بوضوح، وهي هذا الزخم الكبير في مفهوم الأمن الذي أصبح عنوانا بارزا للأمن في المملكة، إذ لم يعد المفهوم الأمني محصورا في أدواته الشرطية أو العسكرية، إنما استطاع سموه الكريم ببعد نظره وحكيم رؤيته أن يعضد هذا الجانب بكل مقومات الأمن الأخرى، ليشكل منظومة متكاملة تستوعب أشكاله وأنماطه كافة، ومن بينها الأمن الفكري، على اعتبار أن الأمن كل لا يتجزأ، ولا يقبل التقسيم، وهو ما أفضى إلى إقامة هذا المؤتمر، لأن الغاية لا تتوقف عند مواجهة تلك الأفكار، إنما تمتد إلى تصويبها وانتشالها من ربقة التشويه والتضليل وإعادة أصحابها بالحجة والدليل إلى جادة الصواب، وهنا فقط يتأسس العمل الأمني على قواعده الصلبة بالعودة إلى اليقين والحق، إذ لا يبقى بعدئذ سوى أن تترجم معطيات مثل هذا المؤتمر إلى رسائل سريعة وواضحة باتجاه شباب الأمة لتحقيق الأمن الفكري بأنضج الأساليب وأبلغها أثرا.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
643346النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6554الموضوعات
الاسلامالاسلام والارهاب
الاوسمة والنياشين
الجامعات والكليات
السعودية - الأمن الوطني
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
الغزو الفكري
المدينة المنورة - الادارة العامة
مكافحة الارهاب
الهيئات
جائزة الامير نايف العالمية لخدمة السنة النبوية - السعوديةجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية - السعودية
تاريخ النشر
20110921الدول - الاماكن
السعوديةالمدينة المنورة - السعودية