الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فلسطينيو مكة : نريدكم أحياء لا سمكاً ميتاً !
التاريخ
2007-02-10التاريخ الهجرى
14280122المؤلف
الخلاصة
.. عندما تريد الناسَ أن يقدروا عملك فلا بد أن تطلب له ثمنا. والملك عبدالله قدم عملا، بل قدم ما هو أكثر من مجرد عمل، جعل الفلسطينيين يعملون، وكانت ضربة المعلم الموفقة هذا الإلهام اللحظي والعفوي في دعوتهم لمكة المكرمة في هذا الجو المعقم والمطهر، بعيدا عن مراودة النفس اللوامة، وبعيدا عن تدخلات خارجية وداخلية وإقليمية، لذا لأول مرة نرى الفرقاءَ الفلسطينيين يتكلمون بهناءة ووداعة، لأول مرة تراهم يتكلمون كلمات من قلوب مفعمة متطلعة للوئام والسلام، لأول مرة يجتمعون وهم يجلسون على كراسٍ مثل بقية عباد الله، ولا يجلسون كما تعودا على بارودٍ مشتعل كما في السابق.. لأنك إن أردت أن تفوز بمهمة صعبة يجب أن تجزم أنك ستفوز بها، وإلا لا تخطو خطوة واحدة، وهنا يحضرني الكابتن إيهاب من القصة الكلاسيكية الأولى في الأدب الإنجليزي «موبي ديك»، حيث كان همه فقط الفوز بذلك الحوت الشرس العملاق.. لذا يجري مثلٌ إنجليزي يقول: «إن كنتَ جازما على صيد موبي ديك ، فلا بد أن تذهب ومعك صلصة التارتار.» الصلصة التي تضاف على السمك فوق المائدة، والمعنى واضح. والملك عبدالله لابد أن يطالب بثمن عمله هذا حتى تتصاعد قيمته، وحيث إن هذا العمل لا يقدر بثمن، لأن كل نقطة دم فلسطينية لا توازيها قناطير الذهب في مناجم ومصارف الأرض، فإن القيمة التي لابد أن يصر عليها الملك عبدالله هي وعد من الإخوان الفلسطينيين بأن لا يعودوا فرقاء، وأن لا يتخاصموا ولا حتى بكلمة، عهدا موثوقا مبروما في العقل والقلب والضمير، معاهدة تحت الرعاية والمعونة الإلهيتين، وأمام رجل فاق صفته الرسمية مهما سميتها ليتجلى إنسانا محبا، قلبا ينبض ألما وقلقا وخوفا على كل روح فلسطينية.. هذا الإنسان، وهذا القلب، وبصدق، قد لا يعوض مرة أخرى. لا يخرج الرجالُ الكبار حبا وحدبا وصفاء وتساميا في فجر كل يوم، هم يطلون على فجر الأزمان مرات نادرة ثم يغيبون. لن يتهيأ ربما مستقبلا فرصة تتجمع بها الظروف ويرعاها الشخص المناسب مرة أخرى، وإن ضاعت هذه الفرصة فعلى فلسطين السلام، ليس بسبب اليهود الذين أثبت الفلسطينيون كل مرة يتحدون فيها أنهم يؤلمونهم ويوجعونهم جدا، ولكن من فرط عمى وأعصاب مفلوتة، وتهور شديد من فلسطينيين. الأوطانُ لا تموت من الخارج، ولكن تموت عندما تهاجم من الداخل. إن الهجومَ الخارجي مثل الأمراض تهاجم البدن، متى كانت المناعة الداخلية صحيحة فإنها ستقف ضد غزو الأمراض، أي نزاع داخلي هو تماما مثل مرض الإيدز عندما تنهار المناعة في الجسد، ويصير بوابة مفتوحة لكل ما غزا.. هنا الوطن يهزم حتى من.. ذبابة! على الفلسطيينين أن يتذكروا عهودَهم ومواثيقهم أمام، الله وأن يدفعوا قيمة ما عمل الملك عبدالله وهو لابد أنه يطلب أغلى الأثمان: السلامُ بين الإخوة على أرض فلسطين. وألا يجاروا تيار الكراهية والغضب والمصلحة المقيتة، لأن هنديا حكيما قال لي مرة، وصدق: « لا تجري مع التيار إلا السمكة الميتة!» .
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
648826النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12293الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
نجيب الزاملتاريخ النشر
20070210الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين