الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اربعائيات جدة المرعبة ..!
التاريخ
2011-01-28التاريخ الهجرى
14320224المؤلف
الخلاصة
* لجدة حكاية، وأي حكاية، مع أيام الأربعاء.. فقبل عام كانت كارثة الأربعاء الأسود في شهرٍ محرمٍ، هو شهر ذو الحجة، قُتل فيه مائة وثمانية وعشرون بريئًا، ودُمّرت أملاك، ومنازل، وسيارات، وحاجيات بلغت المليارات.. وقبل ثلاثة أسابيع كان لجدة موعد مع أربعاء أسود آخر، وإن لم يكن بعنف الأول.. وقبل أمس غرقت جدة بأكملها في أربعاء أسود آخر، بلغت فيه الفوضى حدًّا لا يمكن لأي رسام سوريالي أن يصوّر أفظع منها. * مأسٍ ومشاهد لا تحدث سوى في أفلام الرعب، وكأنّ جدة موعودة في أربعائياتها مع الرعب.. تحوّلت الأمطار، وما يتبعها من أجواء شاعرية، من كونها نعمة إلهية، إلى رعب وفوبيا لا يمكن لأحد تقديرها سوى مَن عايشها، وعايش أهوالها. ولعلّ بعضًا من تلك الأهوال شاهدها الجميع فيما نقلته الصحف والتلفزيونات. * طالبات في عمر الزهور يُحتجزن في مدارسهن، وجامعاتهن لمجرد عدم انتباه المسؤولين إلى إمكانية ما قد تحدثه الأمطار، فلم يبادر أحدٌ إلى إلغاء الدراسة في ذلك اليوم؛ ليتحوّل المشهد إلى رعب يمتد بامتداد فضاء جدة، وكل أطرافها.. الطالبات يعايشن الغرق بين لحظة وأخرى، والأهل لا يعرفون لهن مصيرًا، ولا يستطيع أحدٌ أن يفعل شيئًا سوى الدعاء!! وكان بإمكان كل هذا المشهد السوريالي المرعب أن لا يحدث، لو أن أحدًا بادر إلى إلغاء الدراسة في ذلك اليوم من اليوم السابق، كما حدث في الرياض. * أمام مبنى الجريدة في شارع الصحافة، شاهدت، وكثير من الزملاء العاملين، مشاهد لا يمكن وصفها في العُرف الإنساني السليم، سوى بالفوضى، واللامسؤولية، وعدم تقدير قيمة الحياة البشرية. الشارع تحوّل إلى مجرى سيل يصب في اتجاه شارع فلسطين، والسيارات عالقة، والسائقون لا يعرفون إلى أي جهة يتّجهون، ورجال المرور واقفون بالعشرات أمام المبنى الرئيسي لإدارة المرور، ويبدو أنهم كانوا عائدين من دورياتهم، وانتهاء فترة دوامهم. * لم يتحرك أيٌّ منهم لتنظيم حركة المرور، أو منع السيارات من مواصلة السير باتجاه شارع فلسطين، الذي تحوّل إلى نهر من الأمطار. تحدثت أنا والزميل الأستاذ إبراهيم الزهراني مدير التحرير، إلى بعض رجال المرور، وضرورة منع السيارات من مواصلة سيرها باتجاه شارع فلسطين، وضرورة تنظيم الحركة، فكان ردّهم «إيش نسوّي»؟! ولمّا حذّرناهم من حدوث كارثة -لا سمح الله- ردّوا «خلّيهم»!! * مشهد آخر لا يمكن أن يحدث إلاّ في الخيال.. اثنان من أولئك الرجال تعاركا مع بعضهما البعض، على مرأى من التجمع والفوضى البشرية التي كانت تسيطر على المكان، ورغم محاولة زملائهما الآخرين إيقافهما، إلاّ أن أحدهما استمر في انفعاله، وهو بلباسه الرسمي، بطريقة غير مقبولة، في موقف غير عادي. * الحكاوى كثيرة، وسأواصلها إن شاء المولى، ولكن وكما شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ردّه الله سالمًا معافى، قبل عام والآن أن ما حدث تقصير بشري، ويجب المحاسبة. فما حدث هطول أمطار غزيرة نعم.. ولكن روح اللامسؤولية، وذهنية اللامبالاة هي مَن حوّل النعمة إلى كارثة وفوبيا يعيشها أهل وسكان جدة، كلّما ظهر في السماء غيوم
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
648339النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17446الموضوعات
الفساد الاداريعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الصحة الشخصية
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
عبدالرحمن سعد العرابيتاريخ النشر
20110128الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية