الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
العوا مطالبا العلماء بتفعيل قرارات المؤتمر : حان الوقت لصياغة منهج إسلامي للتفكير
التاريخ
2008-06-01التاريخ الهجرى
14290527المؤلف
الخلاصة
محمد عبد الشافي ـ القاهرة رحّب الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا بالمؤتمر الدولي للحوار الإسلامي الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، وقال: إنه يأتي في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، مشيرا الى أن غياب الحوار الجاد والمعتدل وحضور الفكر المنحرف يهدد أمن المجتمع الإنساني بأسره. وشدد على ضرورة تفعيل مبدأ الحوار بين العالم الإسلامي وغيره وحتى بين مختلف شرائح المجتمع، موضحاً أن غياب الحوار وراء ظهور فئة الشباب المغرر بهم من بني جلدتنا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الهجمات التخريبية التي يشنها المارقون بمثابة إشارة على هزيمة التفكير المنحرف لدى هذه الفئة الشاذة عن المجتمع، وأوضح العوا أن التطور المذهل في وسائل الإعلام والاتصال جعل العالم قرية صغيرة، ومن ثم أصبح الغزو الفكري مسلمة من مسلمات الواقع، كما أن الوسائل التقليدية في التعامل مع هذه القضية مثل منع دخول الكتب أو التشويش على الإذاعات لم تعد مجدية، بعد أن أصبحت الأفكار تنتقل بسرعة انتقال الصوت والصورة عبر موجات الإرسال.. وفيما يلي نص الحوار: في البداية عن أهمية هذا المؤتمر الإسلامي للحوار، ما الذي يمكن أن يفعله لرأب الصدع بين أبناء الأمة الواحدة؟ في اعتقادي أنه بإمكان المؤتمرين أن يفعلوا الكثير ما دامت النوايا صادقة. خاصة للأوضاع التي تمر بها الأمة، ومن المفترض أن يتمخض المؤتمر عن قرارات وتوصيات جادة وهادفة، وهنا يأتي دور المؤسسات والأكاديميات لتقوم بدورها التنفيذي، ولا تغلق الأدراج على التوصيات والنتائج، وكأن شيئاً لم يكن! منهج الأمة من وجهة نظركم، لماذا تفشت ظاهرة التعصب المذهبي في بعض المجتمعات الإسلامية مؤخرا.. وكيف يمكن إخماد تلك الفتنة؟ التعصب المذهبي بدأ في منتصف القرن السابع الهجري، أي بعد أن مرت الأمة الإسلامية بمرحلة الانتشار العظيم عسكرياً وسياسياً، والتطور الهائل علمياً الذي أسس في مدارس فقهية، غير محصورة. وقد كان العالم الإسلامي في العقود الستة والنصف الأول من القرن السابع مفتوحاً، وكان العلم ينتشر فيه بلا حرج، وكان الخلاف المذهبي يقع فيه بلا حرج، بل حتى مع بداية فترة الضعف. فالتعصب بدأ بعد قرنين من شيوع مقولة إغلاق باب الاجتهاد، في منتصف القرن الرابع الهجري، واحتاج الأمر إلى قرنين من الزمان لكي يتعصب الناس نحو مذاهبهم، ولكي يلتف كل فريق نحو قول إمامه. فلم يعرف العالم الإسلامي التعصب قبل نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، والتعصب لم يصب العلماء الكبار إنما أصاب العامة والصغار المقلدين، بل إن الكبار ظلوا على وعيهم. هل يجدي منهج الحوار في التعامل مع أولئك الذين يقومون بأعمال العنف والإرهاب والتخريب في بلادنا العربية والإسلامية؟ هؤلاء المغرر بهم من بني جلدتنا، وراحوا ضحية أفكار متطرفة وهدامة، جنوا على أنفسهم، وجنوا على المجتمع بأسره! وأعتقد أن مثل هذه التصرفات الحمقاء لهي دليل قوي على الجهل الفاضح، والهوة السحيقة التي وقع في براثنها منفذو تلك العمليات الإرهابية.. وهي دلالة على هزيمة تفكيرهم المنحرف، وسقوط دعاواهم التي ترفضها جميع القوانين والشرائع والأعراف والتقاليد في كل عصر. ومن وجهة نظري، أن هؤلاء وأمثالهم خطر محقق على أمن المجتمعات البشرية كلها، لو استطعنا محاصرتهم ومحاصرة فكرهم لنجونا ونجا الجميع، ولو تركناهم لهلكنا وهلك الجميع أيضا.. وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والمثقفين وأهل الحل والعقد، والإعلام العربي والإسلامي، في كشف الحقائق وردم الفجوة بين هؤلاء وعلماء الأمة المعتدلين، كي يسلكوا منهج الوسطية والاعتدال في سلوكياتهم وآرائهم ودعوتهم.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
648484النوع
حواررقم الاصدار - العدد
15254الموضوعات
الاسلامالدعوة الإسلامية
الغزو الفكري
المؤلف
محمد عبدالشافيتاريخ النشر
20080601الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الرياض - السعودية