الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
من منى لأروقة الأمم المتحدة
الخلاصة
لم يكن لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنبذ التعصب, والتأكيد على المفاهيم الإنسانية المشتركة بين كافة أصحاب الأديان خلال استقباله رؤساء بعثات الحج بمنى قبل أقل من عامين أن تصبح دعوة عالمية تتبناها الأمم المتحدة رسميا, وتدعو زعماء العالم للحوار حولها, والعمل على تحويلها لميثاق دولي يعيد السلام للبشرية. لو لم تكن هذه الدعوة منطلقة من ضمير إنساني, استشعر معاناة الإنسانية جمعاء, وتوصل إلى إدراك العلة التي تقف وراء هذه المعاناة, وكيف أن تعصب أصحاب الديانات المختلفة أفضى بهم إلى تجاهل المفاهيم الإنسانية المشتركة, والمصالح المتبادلة فتحولت الأديان بناء على ذلك الفهم القاصر إلى وسيلة لتمزيق شمل الشعوب, وتحول أرجاء كثيرة من العالم الى بؤر للصراع, وسيادة مفاهيم مدمرة للبشرية تجعل من صراع الحضارات أمرا حتميا, وتتخذ بعض القوى السياسية وسيلة لمصادرة حرية الشعوب, واستقلالها من ناحية؛ بينما تتخذه الجماعات المتطرفة مبررا لنشر الأفكار التي تروج للعداوة, والبغضاء, وتبرر لما يقوم به الإرهاب من ضرب لمقدرات الشعوب, وترويع للآمنين. ولم يكن لدعوة خادم الحرمين الشريفين أن تأخذ طريقها لكي تصبح ميثاق شرف إنسانيا يرعاه زعماء العالم, وتعيش في ظلاله الشعوب لو لم تتم ترجمة تلك الدعوة إلى برنامج عملي تمثل في التقاء علماء المسلمين في مكة المكرمة لكي يكون لقاؤهم تعبيرا عن إرادة إسلامية عامة تترجم المثل الإسلامية العليا, وما تستهدفه من خير للبشر جميعا, الذين خلقهم الله شعوبا, وقبائل ليتعارفوا وتلا ذلك الإجماع الإسلامي مؤتمر مدريد الذي قدم نموذجا مثاليا للحوار بين أصحاب الديانات المختلفة, والأفكار الفلسفية الكبرى, ووضع فيه خادم الحرمين الشريفين يده, ويد العالم على موطن الخلل حين أكد على أن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان, ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض اتباع كل دين سماوي, وكل عقيدة سياسية. وإذا كان مؤتمر مدريد قد دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تأييد النتائج التي توصل إليها المؤتمر, والاستفادة منها في دفع الحوار بين اتباع الديانات, والحضارات, والثقافات من خلال عقد دورة خاصة للحوار؛ فإن الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في الأمم المتحدة تقف وراء تبني هذه الهيئة الدولية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين, التي أصبحت بعد مؤتمر مدريد تعبيراً عن الرغبة العالمية في تحقيق عالم يسوده الأمن والسلام. إن زعماء العالم الذين دعتهم الأمم المتحدة لمناقشة توصيات مؤتمر مدريد مطالبون أمام التاريخ, وأمام شعوبهم بالعمل الجاد على إنقاذ الإنسانية مما وصلت إليه من صراعات, وحروب وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه دون إشاعة روح المحبة والسلام, والحوار بين الشعوب على اختلاف أديانهم, وحضاراتهم, وتلك هي دعوة الملك المسلم عبدالله بن عبدالعزيز التي صدرت من أقدس بقاع الكون ودوى صداها في كل الأرجاء.
الرابط
من منى لأروقة الأمم المتحدةالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
650402النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15387الموضوعات
الاسلام والغربالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةتاريخ النشر
20081012الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا