الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
آفة الفكر التسييس
التاريخ
2008-11-23التاريخ الهجرى
14291125المؤلف
الخلاصة
آفة الفكر التسييس إذا كانت آفة العلم النسيان كما يقولون، فلا شك عندي في أن آفة الفكر التسييس، وذلك حين تُختزل الفكرة أو العقيدة أو المبدأ، إلى تابع أو حتى خادم لأغراض لا علاقة لها بالفكرة ومضمونها الشامل، أو العقيدة، وقيمها الروحية الخالصة. هكذا تم تحجيم واختزال الشعور القومي الطبيعي، إلى إيديولوجيا قوموية (البعث مثلاً)، تنفي وتعزل وتحدد الصح من الخطأ، وتقرر من هو وطني، ومن هو من الخائنين، في صراع مع الآخر، الحقيقي والمفترض والمتخيل، بحيث يبدأ هذا الصراع فكرياً وينتهي دموياً. وهكذا تحولت الفلسفة الهيغلية والنيتشوية مثلاً إلى ايديولوجيات تبرر العنف والدم والتفوق العرقي، كما فعلت النازية مثلاً، حين استعارت الفكرة الهيغلية عن الدولة، والفكرة النيتشوية عن الإنسان الأعلى أو الخارق (السوبرمان)، بالإضافة إلى أفكار أخرى، مزجتها حسب رؤيتها وأهدافها، وصنعت منها ايديولوجيا عنصرية مناسبة للغاية المرادة، ورافضة بالتالي كل ما عداها، فكان لا بد أن تنتهي إلى ممارسة العنف على نطاق واسع، وإن تعارض ذلك مع المضامين الفلسفية العميقة للأفكار التي تحولت إلى ضحية الأدلجة في النهاية. وهذا هو ما حدث أيضاً للفلسفة الماركسية مثلاً، التي تحولت إلى أيديولوجيا شيوعية لم تلبث أن سقطت، كما سقطت من قبلها أيديولوجيات شمولية أخرى، وكما ستسقط كل ايديولوجيا شمولية تدعي ملكية الحقيقة. ومما يؤثر في هذا المجال، مقولة كارل ماركس، في أخريات حياته، في التعليق على ممارسات الشيوعيين: «إذا كانت هذه هي الماركسية، فأنا لست ماركسياً»، وأنا أجزم أن هذا هو ما يمكن أن يقوله هيغل ونيتشه وغيرهم. ذات ما قيل سابقاً ينطبق على أي فكرة أو عقيدة أو دعوة لأنسنة العلاقات البشرية، حين يدخل التسييس، ولا أقول السياسة، في الأمر، فتموت الفكرة أو الدعوة في النهاية نتيجة تسييسها، ومحاولة استغلالها لأغراض لا علاقة لها بذات الفكرة. فالسياسة علم وفن له أصوله ومجاله، أما التسييس فهو تحويل ما لا علاقة له بالسياسة، إلى أداة من أدوات السياسة، وفي ذلك خطر عظيم في النهاية، حتى وإن كان يبدو مفيداً وناجعاً للوهلة الأولى. من هذه الأفكار والدعوات، فكرة الحوار كأساس للتواصل والتعامل بين بني آدم وحواء. ففي ظني، وبعض الظن إثم ولكن بعضه الآخر حق، أن الحوار، مهما كان نوعه، هو خطوة حضارية بكل ما في الكلمة من معنى. فمجرد....
الرابط
آفة الفكر التسييسالمصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
649016النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10953الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودتسيبي ليفني
شيمون بيريز
غاندي موهنداس كراماشند غاندي
كارل ماركس
الموضوعات
التعددية الدينيةالغزو الفكري
المبادرة السعودية للسلام
حوار الأديان
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
تركي الحمدتاريخ النشر
20081123الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
اوروبا
فيلاديلفيا
الرياض - السعودية