الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأزمة المالية : عنزة ولو طارت
التاريخ
2008-10-20التاريخ الهجرى
14291020المؤلف
الخلاصة
يمكن للأزمة المالية العالمية الحالية، وما انسحب من تأثيراتها على حياتنا المعيشية، وذلك من خلال سوق الأسهم السعودية، أن تفيدنا من خلال عدة دروس هامة، سألخص أهمها:-1 - بالتأكيد أن المشاهد السعودي، وبسبب القنوات الفضائية، هو أفضل ثقافة اقتصادية اليوم من ذي قبل، بل إن الشروحات المبسطة، والتغطية المتنوعة من قبل الفضائيات، قد أنزلت القضايا الاقتصادية من برجها العاجي، إلى البيئة المعيشية اليومية للمواطنين. ولذلك لم يعد المسؤول الاقتصادي هو الأبخص!!، بل إن المشاهد أصبح يقيّم، ويقارن، أداء المسؤول الاقتصادي، مع غيره من المسؤولين، في كل أصقاع العالم، من رؤساء دول، ووزراء اقتصاد، ومديري بنوك مركزية، وهم يطلّون على الجمهور، متجهمين، يشرحون حجم المشكلة، ويطلبون جاهدين، دعم دافعي الضرائب، لخططهم الإنقاذية، ولذلك لم يعد هناك مجال للتصريحات النمطية، أو الوعظية، التي اعتدنا عليها، ولسنوات طويلة.2 - تصرف الدول الرأسمالية لمعالجة الأزمة، هي تصرفات غير مسبوقة، وغير أيديولوجية، من حيث تدخل الحكومات بشكل مباشر لإنقاذ أنظمتها، وهي تصرفات عملية، وبراغماتية مطلوبة، رغبنا أم أبينا.3 - المشكلة المالية العالمية مكونة من جزئين منفصلين، ولكنهما مكملان لبعضهما البعض: - الجزء الأول يتعلق بالسيولة النقدية المطلوب توفيرها للقطاع المصرفي، حتى يتمكن من الاستمرار في الإقراض، والإبقاء على دوران العجلة الاقتصادية، وقد تضمنت جميع الخطط الإنقاذية المختلفة، عدة إجراءات هدفها تنظيف ميزانيات البنوك من الديون، والاستثمارات المتعثرة، والسماح لها باستمرار عملها (وإن كان ذلك سيتم بكلفة عالية على دافعي الضرائب). الجزء الثاني من الأزمة المالية، هو مرتبط بأداء أسواق الأسهم، وما شابها من هلع، وفزع، وهذه مرتبطة بالجانب النفسي للمستثمرين، الذين لم يفيقوا بعد من صدمتهم، وهم يشاهدون الاقتصاديين في كل أنحاء العالم، ومنهم مسؤولو صندوق النقد الدولي، وهم يقفون عاجزين عن شرح ما حدث، أو هم يتخبطون في إيجاد الحلول!!ما يهمنا من كل ذلك هو سوقنا المحلية، وهنا أتمنى ألا ينتظر أصحاب القرار الاقتصادي لدينا كثيراً، في اتخاذ عدد من الخطوات المطلوبة لدعم السوق، وأورد هنا خطوتين هامتين، تأخر إقرارهما:- أ - تأسيس الصندوق السيادي للاستثمار: وهو الصندوق الذي سبق أن أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين، عند الانهيار الأول للأسهم في عام 2006 ، ولو أوجد مثل ذلك الصندوق بهدف الاستثمار طويل الأجل، وبدون أي ضغوط لتحقيق أرباح سريعة، فبإمكان ذلك الصندوق دعم السوق من ناحية، وتحقيق أرباح استثمارية طويلة الأجل، وقد يقول قائل إن مؤسستي التأمينات الاجتماعية، والتقاعد، كفيلتان بلعب ذلك الدور، ولكن لا ننسى أن لهاتين المؤسستين دوراً محدوداً، وقد لا تستطيعان الاستمرار في القيام بذلك الدور الاستثماري، إذا أخذنا بالاعتبار مسؤوليتهما، والتزاماتهما تجاه المتقاعدين.ب - السماح للشركات المساهمة بإعادة شراء أسهمها: سبق بحث هذا الاقتراح، المطبق في كل أنحاء العالم، وكالعادة تأخر لدينا، لأنه يكفي أن يثير أحد ما، سلبية محتملة، من قبل أحد ما، ويؤدي ذلك إلى تعطيل القرار، وفي كل الأحوال فإن النظام المنتظر، يمكنه أن يتضمن أي ضوابط، ولكن المهم إقرار المبدأ.الفضائيات (سامحها الله) غيرت قواعد اللعبة، وحري بنا أن نستفيد منها، لا أن نتجاهلها، وألا نصرّ على أنها عنزة ولو طارت، ولأولئك الذين لم يسمعوا بهذا المثل من قبل، فإن شخصين كانا يشاهدان حيواناً أسود من مسافة بعيدة، وخمّن أحدهما أنه غُراب، وخمّن الآخر أنها عنزة، وعندما طار الحيوان، ظن الأول أنه كسب الرهان، ولكن الثاني أصرّ على أنها عنزة حتى ولو طارت، وذهبت مثلاً للعناد والمكابرة. 0 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
650633النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
0الموضوعات
الازمات الاقتصاديةالازمات المالية
البورصات
التخطيط الاقتصادي
السعودية
المؤشرات الاقتصادية
تكاليف ومستوى المعيشة
سوق الاوراق المالية
الهيئات
الصندوق السعودى للاستثمارات العامة - السعوديةصندق النقد الدولي
مؤسسة التامينات الاجتماعية - السعودية
مؤسسة التقاعد السعودية - السعودية
المؤلف
سليمان محمد المنديلتاريخ النشر
20081020الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية