الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
البيعة: علاقة الحاكم بالمحكوم
التاريخ
2011-05-29التاريخ الهجرى
14320626المؤلف
الخلاصة
البيعة: علاقة الحاكم بالمحكومشتيوي الغيثيمع اتساع دائرة الدولة المدنية في العالم كله فإن العلاقة بين الحاكم والمحكوم تخضع إلى معايير المشاركة، والبيعة أحد أنواع تلك المشاركة المدنية تمر الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ونحن أمام تاريخ من التحولات الفكرية والثقافية سواء على مستوى المنطقة، أو على مستوى المشروع السعودي الذي ابتدأه الملك المؤسس. هذه التحولات شملت الكثير من القضايا التي هي من قبيل غير المفكر فيها - فيما سبق من عمر التحولات العربية خاصة فيما يخص المسألة السياسية- وهي الأكثر تأثيراً على حراك المنطقة بأكملها. ومن الطبيعي أن تتأثر السعودية بالمحيط العالمي كما تتأثر بالمحيط العربي القريب. أنا هنا لا أعني فقط التحولات المتسارعة في أكثر من قطر عربي حصلت فيه بعض القضايا خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي هي بلا شك سوف تؤثر كثيرا على مجمل العالم العربي خلال السنوات القادمة، وإنما أعني كافة التحولات الطويلة المدى، والتي دائما ما تتأثر بها المجتمعات شاءت ذلك أم أبت وهي بطبيعتها تسير على نوع من الانفتاح الأكثر، والذي يعتبر انفتاحا على المستوى الإنساني أو هكذا توحي به حركة التاريخ المتصاعدة. بل ربما كانت الثورات العربية أحد تجليات حركة التاريخ هذه. وتأتي بيعة الملك عبدالله في ذكراها السادسة لتحكي نوعاً من تلك التحولات التي مرت على السعودية والتي عمل الملك من خلالها على تحقيق رغبته في الإصلاح وبدأ مسيرتها منذ كان ولياً للعهد. ولعل من أهم القضايا التي تتأسس عليها عمـليات الإصلاح في أي بلد كان وفي أي زمن ماضٍ أم حاضر هو في السؤال القديم/ الجديد في علاقة الحاكم بالمحكومين وهي العلاقة التي يتأسس عليها مفهوم السياسة الشرعية حسب مفهوم الفكر الإسلامي لمقتضى الحكم في الإسلام على الأقل في الإطار السني. في الإسلام كان مفهوم البيعة متحولا مع الوقت حسب الظروف التاريخية التي تحكم مسيرة أي دولة من دول الخلافة الإسلامية، أو الدول التي جاءت بعد فترة انهيار الخلافة العثمانية، أي أن مفهوم البيعة كان خاضعاً لمدى هيمنة الدولة ومدى تحقيق المزيد من التماسك العضوي بين أطراف الدولة، لكن على طول التاريخ الإسلامي لم تكن هذه البيعة خاضة إلى نوع من ذلك التماسك الذي نحكيه هنا، وإنما كانت تأخذ أبعادا قد تزيد وتنقص. تزيد إلى الدرجة التي تفرض فيه البيعة على الناس إجباراً كما في العديد من القصص التاريخية في العصر الأموي والعباسي، أو تنقص إلى الدرجة لتي تصبح فيه البيعة أقرب إلى الشكل الصوري للحكم كما حصل في نهاية الدولة العباسية. الوضع الطبيعي أن البيعة نوع من التناغم بين الحاكم والمحكوم. هذه العلاقة هي العلاقة البانية للدول. ومع اتساع دائرة الدولة المدنية في العالم كله فإن العلاقة بين الحاكم والمحكوم تخضع إلى معايير المشاركة، والبيعة ـ برأيي ـ أحد أنواع تلك المشاركة المدنية، وإن جاءت بطابع ديني حيث مفهومها الذي ينحدر من طيات التاريخ الإسلامي. البيعة بمفهومها الواسع تعني أن يكون هناك نوع من تبادل علاقة الواجبات والحقوق؛ الواجبات التي تفرض على الحاكم والمحكوم على حد سواء لتحقيق مزيد من العطاء والرخاء واتساع دائرة الحريات الشخصية والحقوق الإنسانية في الدولة التي يعيشون على أرضها. في الدولة السعودية أخذت البيعة قانونها الخاص من علاقة الحاكم بالمواطنين، وبعد تولي الملك عبدالله أصدر نظام البيعة وهو نظام يحيل الحكم إلى من تراه الأسرة المالكة الأحق في استلام مقاليده بغض النظر عن كونه من أبناء المؤسس المباشرين إذ يمكن نزولها إلى أبنائهم وفق نظام محدد تم التوافق عليه وإعلانه في وقته وهي رؤية متطورة في مفهوم البيعة عما كانت عليه. إذن.. إن المزيد من الإصلاح الذي ينتهجه الملك عبدالله والذي أعادته الذكرى السادسة للبيعة هنا؛ يعني المزيد من عملياته التي لا تتوقف عند وضع معين بل إنها تنحو إلى التوسع أكثر في المشاركة الوطنية، ولعل آليات الانتخابات أحد أشكال تلك المشاركة.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
655207النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3894المؤلف
شتيوي الغيثيتاريخ النشر
20110529الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية