الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
السعودية تتصدى لمهمة تغيير الواقع العربي
Date
2007-02-10xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14280122Abstract
السعودية تتصدى لمهمة تغيير الواقع العربي - د. عبد الرحمن محمد السلطان - 23/01/1428هـ نجحت السعودية في إنهاء الخلاف الداخلي وحقن الدم الفلسطيني من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أن وجه نداءه إلى رفقاء النضال والكفاح الفلسطيني للجلوس في مكة المكرمة والدخول في حوار صريح متعمق يضع حدا لانشغالهم بخلافاتهم الهامشية التي كانت على وشك جرهم إلى فتنة لا تخدم إلا أعداء الأمة وتشغل الشعب الفلسطيني عن معركته الحقيقية. وقد أظهر هذا النجاح، وبما لا يدع مجالا للشك، حجم الثقل الذي تتمتع به السعودية في محيطها العربي والإسلامي، وفاعلية الدور الذي يمكن لها أن تلعبه في انتشال أمتنا من واقعها المزري. وما كان مثيرا للإعجاب حقا هو التواجد الشخصي لخادم الحرمين قرب المتحاورين في مكة وتسخيره كل وقته وجهده لإنجاح هذا اللقاء، ساعيا بكل تفان وشعور بالمسؤولية لإنجاح هذا الحوار ووقف تداعي الجبهة الداخلية الفلسطينية. هذا الحرص والتفاني وضع المتحاورين دون شك في مواجهة مباشرة مع مسؤوليتهم التاريخية وجعلهم أكثر إدراكا وتقديرا لكون المسألة الفلسطينية شأن لا يخص الفلسطينيين وحدهم بل هم عربي تحمله الأمة كلها. والسعودية بكل ما تمثله من ثقل عربي وإسلامي مستعدة لتسخير كل ذلك للدفاع عن الحقوق العربية وضمان تحقيق نهاية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي يستعيد بموجبها الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وتنهي معاناته، ومسؤولية القيادات الفلسطينية خلق بيئة مناسبة تقوي الموقف العربي وتسهل مهمة قياداته المخلصة في سعيها لتحقيق هذا الحلم. والحقيقة أن العمل العربي المشترك وقدرة النظام العربي على التعامل مع قضايانا القومية تراجع بشكل حاد منذ احتلال الكويت، إلا أن الوضع العربي ازداد سوءا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، حيث أصيب النظام العربي بشلل شبه تام، وتواضع مستوى أداء مؤسسات العمل العربي المشترك كالجامعة العربية بشكل فاضح، وكثر المغردون خارج السرب العربي، بل حتى تفانى معظمهم في إظهار عدم اكتراثه واهتمامه بقضايا الأمة في سعي مستميت لاسترضاء أعدائها. وأصبحت الأمة متلقية للضربة تلو الأخرى دون أدنى قدرة على الدفاع عن نفسها أو حماية مصالحها، فاحتلت العراق ودمرت وأصبحت مسرحا لفتنة طائفية تستهدف عروبتها وتسعى لتقسيمها، ضمن مخطط أوسع وأشمل يسعى لبث الفرقة والتشرذم في العالم العربي والإسلامي وجره إلى فتن عرقية ومذهبية لا يخجل المتآمرون من التصريح به علناً بل وحتى تسميته بالفوضى الخلاقة. وحيثما نظرت في واقعنا العربي تجد ما لا يسر؛ فمعدلات البطالة في عالمنا العربي حسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة هي الأعلى في العالم، وتعاني منطقتنا العربية من واحد من أدنى معدلات النمو الاقتصادي في العالم، وتتعرض قيم وثوابت الأمة لهجمات شرسة من أعدائها بشكل غير مسبوق، والعرب والمسلمون يتعرضون لصنوف التمييز وبلغ من هوانهم أن يعتبر كل ذلك نوعاً من حرية التعبير الذي يستحق الحماية والدفاع عنه. الوضع الحرج الذي تعيشه الأمة يعود بشكل أساسي إلى عدم وجود قوة قادرة على جمع الشمل وتوحيد الصف وهي المهمة التي من الواضح أن القيادة السعودية استشعرت الحاجة إلها فنهضت للقيام بها، حيث يتجلى ذلك من خلال قلقها المتزايد حول ما قد يؤدي إليه الوضع في العراق من تهديد للأمن القومي العربي ولعروبة العراق ووحدته، ومبادرتها وسعيها الحثيث لاحتواء الوضع اللبناني ونزع فتيل فتنة قد تعيده لأتون حرب أهلية جديدة، وأخيرا تصديها الناجح للفتنة الداخلية الفلسطينية وسعيها لجمع شمل الأمة في مواجهة قضاياها الأساسية. والأمل معقود في أن تكون القمة العربية التي ستعقد الشهر المقبل في الرياض نقطة تحول كبرى في وضعنا العربي، يظهر من خلالها قادة الأمة استعدادهم لنفض غبار الإحباط والشعور بعدم القدرة على تغيير الأوضاع، وما لم يقوموا بذلك عاجلا فقد يصبح الوقت متأخراً جدا لتحقيق أي من ذلك مستقبلا. فالأمة في أحسن حالاتها من حيث توافر الإرادة الشعبية الراغبة بشدة في تغيير هذا الوضع المحزن، وكل ما نحتاج إليه قيادة واعية تأخذ بزمام المبادرة وتسعى لتوحيد الأمة، والسعودية في وضع متميز فريد يؤهلها للقيام بهذه المهمة، فهي الوحيدة تقريبا في الساحة العربية القادرة على تغيير هذا الواقع، وهي تعي تماما مدى الحاجة الماسة إلى ذلك، ويبدو أنها قررت المضي قدما في تحمل أعباء هذه المهمة القومية، وهو دور من الواضح أنه يحظى بقناعة وقبول عربيين وإدراك عام لقدرة السعودية وأهليتها لذلك. amsultan@hotmail.com
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
663108Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
4870Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
حرية التعبير
Organization
الامم المتحدةDate Of Publication
20070210Spatial
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
العراق
الكويت
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
القيروان - الكويت
بغداد - العراق
بيروت - لبنان