الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تمكين ومهمة نقل الابتكار من الأوراق إلى الأسواق
الخلاصة
«تمكين» ومهمة نقل الابتكار من الأوراق إلى الأسواقكلمة الاقتصادية في عام 2008 نشرت جامعة الملك سعود ضمن إصدارات برنامج مجتمع المعرفة كتاب (الثروة واقتصاد المعرفة) من تأليف ألفين وهايدي توفلر، وهو واحد من أهم الكتب التي تسلط الضوء على السر الحقيقي للنمو المذهل الذي شهدته بعض الدول، كماليزيا وسنغافورة والهند والبرازيل، وغيرها من الدول التي استطاعت أن تتجاوز اقتصاداتها التقليدية إلى اقتصاد المعرفة، الذي قادها بالتالي إلى منافسة العالم الأول، والدخول معه كشريك حقيقي وليس كمجرد أسواق استهلاكية قابلة لاستيعاب منتجاته الحضارية، وكان واضحا أن جامعة الملك سعود، تحديدا ومنذ أن تسلم زمام الإدارة فيها الدكتور عبد الله العثمان، أرادت أن تتجاوز النمط التعليمي الجامعي السائد في مجمل الجامعات العربية إلى الترجمة الفعلية لاستراتيجية المملكة التي أشارت إليها خطتا التنمية الثامنة والتاسعة نحو بناء الاقتصاد المعرفي وتعزيز مقومات مجتمع المعلومات، ودعم الشراكة ما بين القطاعين الحكومي والخاص؛ بغية تأسيس اقتصاد نوعي يستثمر في عقول أبناء الوطن وبناته .. أكثر مما يستثمر في معادنه وخاماته كاقتصاد غير مزاحم، وقادر على تجاوز عقبات الاقتصاد التقليدي. ونتيجة لهذا التوجه الواعي والمسؤول، الذي عدّل مسار التعليم الجامعي باتجاه البحث العلمي.. الذي يشكل المعبر الرئيس لاقتصاد المعرفة .. انتقلت الجامعة إلى الخطوة الأهم التي واكبت الخطط التنفيذية التي تبنتها المملكة في سياق الاستثمار المعرفي في بناء الاقتصاد الحديث .. من خلال إطلاق العديد من البرامج التطويرية كمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو، ومعهد الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة، ومركز الأمير نايف للأبحاث الصحية، ومركز الأمير سلمان لريادة الأعمال، ومشروع وادي الرياض، وحاضنة الرياض للتقنية، ودعم برامج الكراسي البحثية، ومركز الابتكارات، وبرنامج حقوق الملكية الفكرية، وترخيص التقنية، واستقطاب علماء نوبل والعلماء المتميزين في مختلف المجالات الحيوية التي تتطلبها التنمية المستدامة في المملكة .. وذلك من خلال اهتمام الجامعة ببرنامج الواحات العلمية، فسعت إلى تأسيس الجيل الرابع من الحدائق العلمية باسم وادي الرياض للتقنية؛ وامتدادا لهذا التوجه المشرق أعلنت الجامعة أخيرا إنشاء صندوق (تمكين) لتمويل أبحاث المبتكرين والمخترعين بـ 160 مليون ريال، كما جاء في افتتاح المنتدى العالمي لريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي الذي نظمه مركز الأمير سلمان لريادة الأعمال، وشركة وادي الرياض برعاية نائب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتمكين المخترعين والمبتكرين من الشباب السعودي من خلق وصناعة الفرص لهم ولغيرهم، وفتح آفاق التنوع الاقتصادي أمام جميع طالبي العمل عبر اقتصاديات حديثة تستطيع أن تبني ذاتها بمهارتها ومنتجات عقولها. ولعل تأسيس هذا الصندوق لدعم المبتكرين والمخترعين، والذي لا بد أن يقضي على بيروقراطية التمويل لتحويل الأفكار إلى منتجات قادرة على اقتحام الأسواق .. سيؤسس بدوره ثقافة اقتصادية مختلفة لا تستكين إلى مفهوم الأمن الوظيفي الذي انحصر في الوظيفة الحكومية نتيجة جبن رأس المال الخاص، وخوفه من المجازفة .. لتعيد استلهام مبدأ: (صنعة في اليد أمان من الفقر) في مفهومه الجديد الذي يكرسه اقتصاد المعرفة، بكل ما يقدمه من إغراءات مجزية، ونتائج سريعة، ليأخذ شباب الوطن إلى تلك الساحات والمساحات الإنتاجية الواسعة للدخول إلى عالم الاستثمار الحقيقي الذي يستطيع أن يقلص من ثقافة الاحتشاد بالملفات الخضراء للحصول على وظيفة هامشية بوصفها المصدر الوحيد للأمن الوظيفي، وليفتح في أذهان هذا الجيل والأجيال القادمة الثقافة البديلة التي تؤكد أن المنجم الحقيقي للاستثمار هو فيما تحمله العقول المبتكرة والمبدعة القادرة على ترجمة ابتكاراتها إلى سلع وموجودات تنهض بالاقتصاد الوطني، وتشرع الباب أمام الجميع للظفر بأنفس الفرص نحو الحياة الكريمة .. خاصة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين - متعه الله بالصحة والعافية - ونائبه والنائب الثاني .. بما يولونه لقطاع اقتصاد المعرفة من دعم ومتابعة واهتمام كبير .. على أنه الباب الذي سيأخذنا جميعا إلى المكان الذي نستحقه بين أمم الأرض كقوة اقتصادية كبرى لا تعتمد فقط على مواردها الخام، وإنما تسخرها لاستثمار عقول أبنائها.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
670586النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6311الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالله العثمان
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
هايدي توفلر
تاريخ النشر
20110121الدول - الاماكن
البرازيلالسعودية
الولايات المتحدة
سنغافورة
ماليزيا
الرياض - السعودية
برازيليا - البرازيل
كوالالمبور - ماليزيا