الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الدين والمواطن
التاريخ
2011-03-22التاريخ الهجرى
14320417المؤلف
الخلاصة
عندما كان خادم الحرمين الشريفين يلقي خطابه في يوم الجمعة الذي جمع البركات من نواصيها قلت لشريكي في المشاهدة بأن الملك لن يكتفي بهذه الكلمة المكتوبة، وفعلا فقد ترك الورقة وتوجه لمواطنيه بكلمات صادقة يطلب منهم الدعاء له حفظه الله ومتعه بالصحة واسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة. ذلك هو الملك عبدالله الذي اقترب من المواطن إلى درجة طغى فيها أبو متعب على اية ألقاب ملكية، فالناس ألفوه وأحبهم بصدق فأحبوه، ولولا صادق حبه لشعبه وللإنسانية لما اكتسب تلك الشعبية الجارفة بين جميع طبقات الشعب وفئاتهم العمرية. القرارات الملكية يوم الجمعة الماضية ركزت على الدين والمواطن، وتلك هي المعادلة السعودية التي شكلت على مدى تاريخ المملكة صمام الأمان ضد التقلبات السياسية والثورات والأزمات التي عصفت بمنطقتنا. ولم يكن الدين في يوم من الايام معيقاً في تعاملنا مع العالم من حولنا ولم يكن عائقا في تحقيق الكثير من مظاهر الحياة العصرية. عندما دخلت الأيديولوجيا والاستقطاب الديني الحركي، وتفشى التطرف وانتشرت الآراء الشاذة وفخخت عقول ومشاعر الشباب ضد كل من لا يؤمن بتلك التوجهات المتشددة سواء في الوطن أو الخارج كانت النتائج علينا وعلى المجتمع الدولي والسلم العالمي ما يعرفه الجميع. وكانت انتفاضة القائد وأجهزة الدولة والإعلام والفكر السعودي والمؤسسات المختلفة تدفع نحو تصحيح صورة الإسلام أولًا، والمواطن السعودي ثانيا، فأزيل كل ما يحول بين الناس والقراءة الصحيحة للدين من واقع الكتاب والسنة وتعزز النهج الوسطي وبدأت بلادنا تعيش نهجا يقبل الآخر دون أن يفرط في الثوابت. كما تم تحديث أساليب الدعوة في الداخل والخارج، وتطوير مستوى أداء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبُذلت جهود كبيرة من المخلصين فيها للتقرب إلى المواطن والمقيم والتعامل بالتي هي أحسن. وبعد أن اطمأن صانع القرار إلى أن الأمور تسير في نصابها الصحيح وأنه قد كبح جماح بعض المتطرفين، جاءت القرارات الملكية تبارك هذا التوجه وتدعمه على اعتبار أن الدين هو الطرف الأهم في معادلة المواطنة في بلد يدين كل مواطنيه بالإسلام، ويحتضن قبلة المسلمين وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. دعمت الأوامر الملكية كتاب الله وبيوته في الأرض، ودعمت نشر الفتوى الصحيحة ومشروعات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإصلاحية ودعمت الدعوة والشؤون الإسلامية، وذلك في مجمله له دلائل وحمل رسائل للداخل والخارج تؤكد على الخصوصية السعودية الإيجابية وليست تلك الخصوصية التي سبق وأتعبتنا كثيرا عندما نظرنا للدين من منظار ضيق يمارس باسمه الإقصاء، وتستباح حرمة الدين والوطن بسلطة فتاوى خفافيش الظلام. أما المواطن فقد تلمست تلك القرارات مشكلاته الحالية الملحة ومتطلبات المستقبل الذي يقترب بسرعة؛ فعالجت البطالة بحلول بعضها جذري والآخر مؤقت وأشرعت الأبواب نحو أفكار قابلة للتنفيذ في مجال استيعاب أكبر عدد من العاطلين عن العمل، وبقيت الكرة في مرمى رجال الأعمال الذين لا أشك في وطنيتهم ولكنني أتمنى أن ينظروا للأمور بما هو أبعد من الربح المادي الآني. وعالجت القرارات موضوع الصحة والسكن ووضعت حدا أدنى للرواتب، وتلك قرارات يتمناها المواطن وهي استثمار كبير في المستقبل. الدين والمواطن هما الرهان السعودي الدائم في وجه الأزمات، وهما الورقة الرابحة في السياسة الداخلية والخارجية، ولم تفرط فيهما المملكة في يوم من الايام ولن تفرط إن شاء الله. صحيح أن علاقاتنا الخارجية مصدر قوة لنا ولكنها في الوقت نفسه لا يجب أن تكون على حساب الداخل، وقد أسرف بعض الحلفاء في تغليب مصالحهم على مصالح حلفائهم فتسببوا في تشويه سمعة أولئك الحلفاء التقليديين، ثم تخلوا عنهم في وضح النهار، وذلك بفضل الله ليس وارداً في الحالة السعودية لأن القرب الكبير بين القيادة والشعب يسحب البساط من تحت أقدام المتربصين ببلادنا سوءاً.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
671049النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15611الموضوعات
التنمية المستدامةالدعوة الإسلامية
السعودية
السعودية - الأوامر الملكية
السعودية - الاحوال السياسية
المؤشرات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الصحة الشخصية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
مكافحة الارهاب
هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر