الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تنكر البشرية لمبدأ العدالة
التاريخ
2008-11-17التاريخ الهجرى
14291119المؤلف
الخلاصة
لقد وضع خادم الحرمين الشريفين إصبعه على موطن الشرور بين الإنسانية في صراعها، وهو تنكرهم لمبدأ العدالة، فلو أعطى كل واحد للآخر العدل الذي يريده لنفسه لقل كثيراً ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ولعل الحوار الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين صغيراً في المملكة ثم تطور لحوار إسلامي ثم حوار أتباع أديان في مدريد، وأخيراً حوار كبير على مستوى الأمم المتحدة، لعله يوقظ النفوس التي لا تفكر في العدل إلا لنفسها في أي خلاف على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأديان، وعلى مستوى الأمم.في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي خاطب بها القادة في اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء 14/11/1429هـ (12/11/2008م) شدّد على تنكر البشرية لمبدأ العدل، وهذا سبب الشرور التي ملأت الدنيا، فقد تنكر القوي فجار على الضعيف، وتنكر العالِم لبذل علمه لغيره في دول العالم الثالث، وتنكر علماء الدين فزرعوا الكراهية لغير أتباع دينهم، وتنكر الغني فضاعف جوع الفقير، بل تنكر صانع الدواء فأنتج دواء للدول المتقدمة وآخر للدول النامية، وتنكر جامع المال للنزاهة ورأى أن الغاية تبرر الوسيلة للحصول على المال ولو لم يكن مشروعاً، وتنكر الثري لحق الفقير في ماله، ولو أن كل واحد منهم عدل فأنصف بإعطاء الآخر ما يحبه لنفسه لساد الوئام بين الناس بل وئدت حروب في الدين، وفي الثروة، وفي الفكر، وفي الإعلام، وفي الإنسانية، وفي الكراهية، وفي جريمة الإرهاب، وفي تلوث البيئة، وفي الكيماويات الضارة.الأديان -كما في الكلمة- أراد بها الله إسعاد البشرية، وربعي ابن عامر الصحابي الجليل قال لكسرى حين سأله لماذا خرجتم من دياركم قال: لإخراج الإنسان من جور الأديان إلى عدل الإسلام، وهكذا كان الإسلام الصافي يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة أما أولئك الخوارج الذين جاروا فقتلوا ودمروا المسلم وغير المسلم فليسوا طالبين للعدل وإن زعموه بل منفذون لما في نفوسهم من شقاء للبشرية، ومثلهم من جرّ الجيوش في حملات حربية لاحتلال بلاد الآخرين، ولو عدل فرأى أنه لا يرضى الاحتلال لبلاده لما رضيه للآخرين.في العالم المعاصر غيبة ضمير -وإن زعم الحضارة- فكل محتل فاقد للعدل، وكل مخادع في سلب المال فاقد للعدل، وكل إرهابي مدمر للبلاد والعباد فاقد للعدل، أيا كان جنسه أو دينه أو وطنه، فالعدل هو العدل لا يتبدل بعرق أو دين أو وطن، ومن زعم خلاف ذلك فقد ضل طريق العدل. لو لجأ كل مختلف مع الآخر إلى الحوار لوجد العدل طريقه لحل الخلاف، ولو لجأ كل لاجئ للعنف إلى الحوار لوجد العدل في الحوار وأن العنف يولد المشكلات والضغائن التي قد تتوارثها الأجيال. لقد جرّب القوي قوته فما ظفر إلا بالهزيمة، وجرب محب العدوان عدوانه على النفوس والمال فما ظفر إلا بالخسران، لكنهم لو جرّبوا الحوار وأنصفوا من أنفسهم بإعطاء الآخرين ما يحبونه لأنفسهم لوجدوا أن هذا هو البلسم لجراحات العالم، وهو الدواء لجرثومة الكراهية، ولجريمة الإرهاب التي امتدت إلى كل أنحاء العالم دون الاقتصار على دين أو عرق أو وطن.فاكس 012311053 IBN-JAMMAL@HOTMAIL.COM للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة
الرابط
تنكر البشرية لمبدأ العدالةالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
673082النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15423الموضوعات
التعددية الدينيةالسعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
عايض الرداديتاريخ النشر
20081117الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا