الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الرياض القاهرة
التاريخ
2008-12-17التاريخ الهجرى
14291219المؤلف
الخلاصة
الأربعاء, 17 ديسمبر 2008محمد يوسف السبيعي - تبوكعلاقات أزلية تضرب بجذورها في الماضي البعيد إلى أكثر من سبعة آلاف سنة، ولكنها متجددة دائمًا كل عام، فلقد جاء إبراهيم عليه السلام بهاجر من مصر إلى الشام، ثم أتى بها وابنها إسماعيل من الشام إلى هذه البلاد المباركة، وتعلم إسماعيل العربية، وأنجب ذريته فعمروا هذه البلاد، ولقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مصر، حيث قال: “إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم رحمًا وذمةً”. ولقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية التي أهداها إليه المقوقس حاكم مصر، وأنجب منها صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، وشاءت إرادة الله سبحانه أن تتجدد هذه العلاقة كل عام، في أعظم المواسم وأجلها مكانة، ففي موسم الحج يستحضر كل مسلم من مصر ومن العرب، وهو يسعى بين الصفا والمروة أمه هاجر، وابنها إسماعيل، فيتذكر بالتالي العلاقة الطاهرة بين العرب والمصريين، علاقة النسب الطاهر التي أراد الله سبحانه لها أن تظل قائمة خالدة لا تنقطع أبدًا، علاقة رحم ومحبة ورحمة ووئام.وها هو خادم الحرمين -حفظه الله- يعزز هذه العلاقة بين الشعبين العريقين، ويقوي هذه الروابط الحميمة، ويسقيها من أنهار المحبة والوئام، ويزيدها رسوخًا في أعماق القلوب. ففي أيام الحج المباركة قدم خادم الحرمين هديته لأهل مصر، هدية تربط بين عبق الماضي البعيد، وروعة الحاضر السعيد، إن العبّارتين (الرياض والقاهرة) لا تربطان بين موانئ البلدين فحسب، ولكنهما تربطان القلوب أيضًا بوشائج المحبة الصافية، وإن آلاف الحجاج المصريين الذين ستقلّهم هاتان العبّارتان، ستظل ألسنتهم تلهج بالثناء الحسن لخادم الحرمين، وستظل قلوبهم تعشق هذه البلاد المباركة، وفاءً منهم لخادم الحرمين وأهل هذه البلاد، ولقد كانت فرحة المصريين الذين يعملون معنا في تبوك غامرة، وأظنها فرحة كل المصريين العاملين في السعودية، فكلهم سعداء تغمرهم السعادة بهذه الهدية، فهم بلا شك ستعمهم الفائدة، من حيث التيسير عليهم أثناء السفر من مصر إلى السعودية والعودة مرة أخرى.إن خادم الحرمين الشريفين بأفعاله الحميدة تجاه شعب مصر وغيرها من شعوب الأمتين العربية والإسلامية، قد فتح قلوب المسلمين وغرس فيها بذور المحبة له ولهذه البلاد المباركة، ولقد وصل بهذه الهدية وغيرها من أفعال الخير رحمًا عتيقةً، ربما نسيها الكثير من أبناء الشعبين العريقين، أيضًا في هذه الهدية دلالة أخرى على عمق إيمان هذا الرجل الكريم والزعيم العظيم، فهو بهديته هذه ينفذ وصية رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم للعرب من ذرية إسماعيل عليه السلام بشأن مصر وأهلها. وقد حالف التوفيق الجميع في اختيار الاسم الذي أطلق على هاتين العبارتين: (الرياض، القاهرة)، ففي هذا الاسم دلالة عظيمة على حرص الطرفين على التسامح والإخاء والمساواة، وخاصة من الجانب السعودي، فالعبّارتان كما يعلم الجميع هدية من خادم الحرمين، إلاَّ أن إطلاق (القاهرة) على إحداهما دليل واضح على صدق مشاعر خادم الحرمين تجاه الإخوة المصريين واحترامه لمشاعرهم.حفظ الله خادم الحرمين لنا، ولجميع الشعوب الإسلامية، وألّف الله على يديه بين قلوب المسلمين.محمد يوسف السبيعي - تبوك
الرابط
الرياض القاهرةالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
684509النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16674المؤلف
محمد يوسف السبيعيتاريخ النشر
20081217الدول - الاماكن
السعوديةمصر
القاهرة - مصر
تبوك - السعودية
منطقة تبوك - السعودية