الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اختراق الزمن الرديء
Date
2010-11-01xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14311124Author
Abstract
د. مطلق سعود المطيريالشيء الذي يعلمه العراقيون قبل غيرهم ان السعوديين لا توجد لديهم أطماع او مصالح خاصة في العراق سوى استقرار العراق والحفاظ على سيادته الوطنية - وهذا مطلب عزيز لا يسعى اليه الا كل عزيز- وبناء القرار الوطني العراقي بدون تدخلات خارجية ، او مشاركة اعتبارات مرحلة الاحتلال وظروفه في صياغة مستقبل الشعب العراقي.. د. مطلق سعود المطيريالشيء الذي يعلمه العراقيون قبل غيرهم ان السعوديين لا توجد لديهم أطماع او مصالح خاصة في العراق سوى استقرار العراق والحفاظ على سيادته الوطنية - وهذا مطلب عزيز لا يسعى اليه الا كل عزيز- وبناء القرار الوطني العراقي بدون تدخلات خارجية ، او مشاركة اعتبارات مرحلة الاحتلال وظروفه في صياغة مستقبل الشعب العراقي.. حقيقةً حيادية الموقف السعودي لم تكن غائبة عن القيادات السياسية والحزبية ولهم بهذا فهم مدرك للسياسة السعودية وحساباتها التي لم تكن حسابات احلاف تجبرهم الوقائع السياسية على البحث عن دور تمثيلي في مشهد البطولة فيه للذي يقف خلف الكاميرا ، وليس أمامها ، ابتعاد المملكة عن التدخل في الشأن العراقي طيلة سبع سنوات دليل على الحيادية ، وتجنب أي دور خفي يمارس من خلف الستار ، وعندما ارادت المملكة ان تتدخل تدخلت بحياديتها ووضوحها الذي يجعلها في قلب المشهد حاضرة بدعوتها الموجهة في العلن لشعب العراق واحزابه . دعوة خادم الحرمين الشريفين للقيادات السياسية العراقية للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج ، دعوة يراد منها ان تجمع التراضي العراقي بإرادة عراقية واحدة حتى لا تغيب ارادة الشعب العراقي الذي سعى راضيا الى صناديق الاقتراع في مارس الماضي واختار من يحقق له أسباب استقراره ،اختيارا حرا صدم في النهاية بفراغ سياسي جعل من الطموح للزعامة استحقاقا يقوم على اعتبارات القوى الحزبية والانتماءات الطائفية ، وليس على خيار إرادة الشعب والاعتبارات الوطنية ، ومضى التنافس الى كل اتجاهات الخلاف واستثني من ذلك اتجاه الحل ، وهذا طبيعي جدا في انتهازية الساسة وليس السياسة ، التي جعل منها بعض القيادات العراقية عيونا ترى في كل عمل عربي يقترب من حدود الخلاف العراقي - العراقي امتدادا لفكر البعث ، حتى غدت الجامعة العربية لدى هذا البعض قصرا من قصور حزب البعث ، التى سعت الى اجتثاثه من ارض الرافدين وعملت خارجه على مقاطعة المضمون العربي في بياناتها ومؤسساتها ، لكي لا تتذكر شعار الامة الخالدة ، هكذا سار أهل العراق وشاهد العرب ، وكأن العرب وجامعتهم شركاء في حزب صدام الذي سقطت سياسته العربية قبل سقوطه بأكثر من عقد ، ولكن من يذكّر الذاكرة إن أصرت على النسيان . حالة التنكر للعروبة والتنصل من جميع التزامات الهوية القومية لن تخلق شرعية سياسية واستقرارا آمنا ، بل ظل البحث عنهما وسط محيط ضياعها الضعيف حلًا لحالة التردي القاتل ، وهنا تكمن ميزة المبادرة التي قدمت الاطار العربي ليضع ممثلو الشعب العراقي اتفاقاتهم المستقلة والحرة بداخله ، السيادة لن تكون سيادة الا بانتماء ، فرعاية الجامعة العربية لاجتماع القيادات العراقية في الرياض ، هو أمر سوف يضع اهل العراق في مواجهة حقيقة انتمائهم ، والهوية لا يحكم على صلاحيتها بالضعف او القوة ، بل بالتاريخ والدم ، والعروبة ليست حزبا ترفعه السياسة او تسقطه ، ولكنها شعور قومي مشحون بالمعنى الى أبعد حد ،أرادت حسابات الخارج والاطماع الضيقة لبعض ابنائها ان تضعفها ، فكانت هذه الدعوة كاختراق لهذا الزمن العربي الرديء ، فهل من مستجيب ؟