الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حماس والنداء السعودي
التاريخ
2007-01-30التاريخ الهجرى
14280111المؤلف
الخلاصة
«حماس» والنداء السعودي عبدالله اسكندر الحياة - 30/01/07// يدعو كل من حركتي «فتح» و «حماس»، طرفي الاقتتال الفلسطيني، الى معاودة الحوار. وتتضمن كل النداءات الصادرة في هذا الشأن الدعوة ايضا للطرف الآخر الى سحب مسلحيه من الشوارع. ولم تلحظ هذه النداءات ان مجرد ربط معاودة الحوار بسحب مسلحي الطرف الآخر يعني فشل هذا الحوار. مسلحو «فتح» هم في الواقع قوات الشرطة أساساً، وكذلك مسلحو «حماس» (القوة التنفيذية). وهؤلاء المسلحون هم قوات شرعية، في نظر الطرف التابعين له. وأي قبول لسحبهم يعني القبول بنزع الشرعية عنهم. هذا المأزق جعل الخلاف السياسي غير قابل للمعالجة. لأن السلاح، هنا، بات رديفا للعمل السياسي. ففشلت جولات الحوار الأولى، وفشلت وثيقة الأسرى، وفشلت وساطات مصرية، وفشلت جولات أخرى من الحوار، وفشلت الوساطة السورية. وفي كل هذه المحاولات كان للسلاح كلمته، تهديداً او قتلاً. الرئاسة الفلسطينية، ومعها «فتح»، لم تعد قادرة على الاستمرار في اجواء الحصار، وعلى مواجهة الضغوط التي تطالبها بتنفيذ التزاماتها الامنية والسياسية. ورئاسة الحكومة، ومعها «حماس»، ليست قادرة على دفع ثمن رفع الحصار والموافقة على التزامات السلطة. وبدا ان الشعار الذي رفعه يوما اسماعيل هنية من أن رفع الحصار يتقدم على المناصب، لم يكن الا لتقطيع الوقت. كما بدا ان دعوة «ابو مازن» الى انتخابات مبكرة، رئاسية وتشريعية، غير قابلة للتنفيذ في ظل تمسك «حماس» بالحكومة. وفي كل الاحوال، بقي السلاح هو البديل عن العمل السياسي. وهذا ما يفسر الاشتباكات المتقطعة، في ظل انقطاع الحوار وفي ظل انعقاده. في أثناء ذلك، يتهم كل طرف الآخر بأنه ينفذ أجندة خارجية. الرئاسة و «فتح» الاجندة الاميركية - الاسرائيلية. والحكومة و»حماس» الاجندة الايرانية - السورية. وينعكس تعارض الأجندات قتالاً في الشوارع وسقوط الضحايا وانشقاقاً داخلياً. وفي الوقت الذي يكاد يُنسى ان مبرر وجود الحركتين هو قضية الاحتلال الاسرائيلي وكيفية التحرر منه. وفي الوقت الذي يُنسى ان المنطقة العربية برمتها تعيش على وقع هذه القضية، منذ أكثر من نصف قرن، ودفعت اثمانا غالية في سبيلها. وجاءت المبادرة العربية لتتوج معنى الشراكة بالتحرير والمصير. ولا يزال الحوار الفلسطيني المتقطع منذ حوالي السنة يصطدم برفض «حماس» إعلان تأييدها. كل عناصر الخلاف هذه تشكل مضمون المبادرة السعودية بدعوة القيادة الفلسطينية الى الاجتماع في مكة المكرمة. لقد شدد الملك عبدالله، في ندائه الطويل الى الشعب الفلسطيني، على ثلاثة محاور: الوضع الفلسطيني الراهن يساهم، ليس في المأساة الانسانية التي يعيشها الفلسطينيون فحسب، وانما يؤدي الى فقدان كل مكتسبات القضية وربما خسارتها. ان السعودية، بصفتها السياسية والدينية، معنية مباشرة بمآل القضية وحمايتها. ضرورة ان يكون الحوار الذي تحتضنه السعودية من دون أي تدخل خارجي، أي التحرر من كل برنامج لا يخدم القضية. ويؤمل أن يكون الترحيب الفوري من قبل الاطراف الفلسطينية المعنية بالنداء وإعلان الرغبة بتلبية الدعوة، جاء بعد درس للمعاني الواردة في النداء، بما هي إعادة وضع القضية في إطارها الصحيح. أي قضية جميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، والتي لا يمكن ان ينفرد طرف فلسطيني بها ويفرض نظرته اليها على الجميع. ولا يتم ذلك الا بالعودة الى الشرعية الفلسطينية والعربية. صحيح ان هذه المشكلة برزت منذ الانتخابات الأخيرة، مع اعتبار «حماس» ان من حقها عدم التعامل مع هذه الشرعية. لكن الترحيب بالنداء السعودي يفترض استخلاص الدروس القاسية من التمسك بهذا الحق المفترض، والذهاب الى السعودية بقناعات جديدة سقف الحل فيها المبادرة العربية وسقفها السياسي الراهن توفير فرص تشكيل حكومة الوحدة. اما الذهاب الى السعودية من أجل إظهار حسن النية وتقطيع الوقت فحسب، فلن يجدي كثيرا. والكرة الآن في ملعب «حماس».
الرابط
حماس والنداء السعوديالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
684245النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16006الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالله اسكندرتاريخ النشر
20070130الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين